آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فروع العائلة

اليمن اليوم-

فروع العائلة

بقلم - سمير عطا الله

من نهوى أكثر في الحياة: الأدباء أم الشعراء أم النجوم أم رجال التاريخ؟ أم أن طرح السؤال خطأ في الأساس لأننا نحب كل شيء في إطاره؟ مَن نحمل معنا الفترة الأطول من العمر؟ ثم ما معنى هذا السؤال الذي لا نستطيع نحن الإجابة عنه؟

توفيت أودري هيبورن منذ سنوات طويلة. وتوقفت أنا أيضاً عن الذهاب إلى السينما منذ سنوات. لم تكن فائقة أو خاصة الجمال، ولا كانت استثنائية التمثيل. وإلى اليوم، لا تزال أحب ممثلة عندي! كنت أشعر أنها فرد من العائلة، رغم بعد الأرحام والمحيطات. وكما كنت أنتظر في الصفوف مترقباً أمام دور السينما وأنا شاب، أنتظر بالشوق نفسه إعادة فيلم لها على التلفزيون اليوم، وأشاهده بالمشاعر نفسها. وعند انتهائه، أتمنى لو أنه تأخر قليلاً في إسقاط تلك الكلمة الضخمة مرفقة بالموسيقى الضاربة: النهاية!

ما سر هذه القربى التي تنشأ بينك وبين هؤلاء السحرة؟ أحببت كُتّاباً كثيرين، ولا أزال أحيا مع أكثرهم، وبالمشاعر نفسها. أقرأ نيكوس كازانتزاكيس، كما أشاهد أودري هيبورن في «إجازة في روما»، وأتفقده دوماً. ودائماً كما لو كنت أقرؤه للمرة الأولى، عندما قدمت إلى سيدة من بلاد الإغريق كتابه «تقرير إلى غريكو». وبعدت السيدة الإغريقية في السنين، كما يجف الندى عن الشجر بين الفجر والضحى، لكن كازانتزاكيس ما زال هنا، واحداً من العائلة. وكلما عدت إليه، تأصرت القربى.

لم أطق في حياتي ظلم أحد، أو الظلم لأحد، لحظة واحدة، حتى لو ظالمي. لذلك، لم أطق مستبدي التاريخ وأعلامهم ورموزهم. غريبة هذه الحياة! المرة الوحيدة التي تقبلت فيها ذكر ستالين كانت عندما مدحه كازانتزاكيس. سافرتُ مع كازانتزاكيس حول العالم، وفي قرى كريت وحجارتها وموانئها، وفي مقاهي فيينا التاريخية، وفي موسكو الثلاثينات، وفي سيناء الأربعينات، وفي جبال اليونان المعلقة. وكنت أقول في نفسي ألاَّ تسمح لشاعر هذه الأمكنة أن يقترف محبة ستالين. فليكن. فهو في المقابل أحب جميع سمحاء الأرض. وبابلو نيرودا أيضاً كتب مديحاً في ستالين، ربما لأنه كان يهجو به طغاته. دعونا نقدر ظروف هؤلاء العباقرة عندما يقتضي الأمر.

كم يمنحوننا من دون أن يدروا، ويصبحون شيئاً منا، أفراداً من العائلة تحت سقف البيت، أو تحت سقف السماء. كلما شعرت بكآبة، قمت إلى ركن توفيق الحكيم، أرافقه ضاحكاً في الأرياف. أو رافقت فيروز بالسيارة إلى الجبل وهي تغني: «شايف البحر شو كبير، قد البحر بحبك». عائلة لها فروع كثيرة «في بحار تئن فيها الرياح / ضاع فيها المجداف والملاّح».

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فروع العائلة فروع العائلة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen