آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

العلاج بالحدائق

اليمن اليوم-

العلاج بالحدائق

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، بينما كان النمساوي ستيفان زفايك يجدد معاملة إقامته في أحد مكاتب وزارة الداخلية في لندن، دخل موظف إلى المكتب وقال لرفيقه بكل هدوء: «لقد أعلنوا الحرب». وبكل هدوء أكمل رفيقه معاملة إقامة للرجل الذي أعلن مواطنه، أدولف هتلر، تلك الحرب.
انتهت المعاملة وخرج إلى الشارع، فلم يجد إنساناً واحداً يعدو أو يسير في سرعة؛ الطبع «الإنجليزي» لا تغيره حرب عالمية. يقول زفايك إن المثل الشائع هو أن أهم شيء في حياة البريطاني هو بيته، لكنه اكتشف أن أهم شيء عنده هو حديقته. ليس هناك بريطاني من دون حديقة، سواء كان لورداً كبير القصور، أو نجاراً لا تزيد حديقة منزله على حجم سيارتين.
الحديقة هي عالمه ورفيقة عزلته، وربما هي من عوده الهدوء. عندما أشاهد نشرات الأخبار أو البرامج السياسية في لبنان، لا أسمع إلا صراخاً: السياسيون يصرخون، والنواب في البرلمان يهوّلون، وموظفو الكهرباء يهددون، وأمهات الطلاب يرفعن الصوت في وجه الوزير. وكنت قد بدأت استخدم سماعات أذن، بناءً على نصيحة الطبيب، لكنني منذ أن عدت إلى بيروت، لم أعد أتذكر وجودها.
لا أدري كيف يتشاجرون في بريطانيا. وعندما شكا جيران رئيس الوزراء من مشاجراته مع صديقته في الليالي، خطر لي أن السيدة من أصل إيطالي.
يقول زفايك: شكراً لتلك الحدائق، الفقيرة أو الجميلة، التي تحصن البريطاني ضد الانهيار العصبي والتوتر والكآبة. وسر صراخنا في بيروت أنها مدينة حلفاء؛ كل شبر فيها إسمنت أو بلاط أو عدوان على البيئة وصحة الحياة، كل شبر جريمة فساد ومخالفة لقوانين الطبيعة والبشر. كانت هناك حديقة وحيدة في منطقة الصنائع أرغمنا عليها الأتراك، ولا تزال، رغم محاولات بيعها. أشعر بالتقزز يوم أتذكر بيروت التي عرفتها شاباً، والتي هي اليوم. وهي تمتد وتتواصل نحو الضواحي والأرياف في كل الاتجاهات وكل الوقاحات والقباحات.
الحدائق سكينة المدن في كل مكان. ملوك النمسا وفرنسا وإيطاليا تركوا أجملها للناس. وأعز بقعة في لندن هي حول هايد بارك، كما أن أغلى شرفة في نيويورك هي التي تطل على «سنترال بارك»، رئة المدينة المرصوصة بناطحات السحاب.
أجد كثيراً من سكينتي في حديقتي الصغيرة. تحاورني وتهدئني، وتفرحني ألوانها وتشجعني ثمارها على سر التحمل والتشدد، و«أشياء الجمال»، كما في عنوان جوزف صايغ عن سعيد عقل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج بالحدائق العلاج بالحدائق



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen