آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

حتى التابعي

اليمن اليوم-

حتى التابعي

بقلم - سمير عطا الله

بمحض المصادفة، وهي ليست دائماً خيراً من ميعاد، شاهدت حلقة تلفزيونية قديمة لصحافي عربي راحل يتحدث عن سيرة الاستاذ محمد التابعي، مؤسس، أو أحد مؤسسي الصحافة المصرية الحديثة، والكاتب الذي تتلمذ عليه محمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين، والكثيرين ممن لم ينعموا بشرف التلمذة، وقصروا عن التقليد.

وكان هذا الصحافي، باسماً، يرتدي قميصاً أصفر وعليه ربطة عنق صفراء، ويملأ الشاشة صحافة صفراء بعدما ملأ الورق لزمن طويل. يتحدث ويبتسم من طرف شفتيه علامة الاحتقار لموضوعه. يتحدث وكأن التابعي واحد من تلامذته ومريديه الذين أنكروا فضله وعلمه.

لا كلمة واحدة عن التابعي المدرسة، والاستاذ وشاغل مصر ومنشئ صحافتها الاسبوعية، بل حديث مطابخ عن التابعي الساهر والباذخ والمسافر أبداً في مصايف ومشاتي أوروبا. ومن قبيل الذم، لا المديح، تحدث عن التابعي الذي يدفع في الفنادق بقشيشاً لم يدفع مثله سواه.

ثم يبتسم بطرف شفتيه ليمنح التابعي شهادة من شهاداته فيقول: «كل هذا والتابعي لم يكن يحمل شهادة جامعية». وكرر القول. مما يعني أن سيادته يحمل شهادة جامعية. أما الذين حُرموا منها فقاصرون مثل ارنست همنغواي ووليم فوكنر ومارك توين وجبران خليل جبران.

لم يكن لدى المتحدث المتعرّق حسداً وسفهاً مبطناً، أي إحصاء عن عدد أطروحات الدكتوراه التي قدمت في مصر محمد التابعي. ولم يكن التابعي العملاق الوحيد الذي حاول ان يتسلق جثمانه بعد وفاته. فقد اشتهر بأنه كان يستحضر الأرواح لكي يكذب بها على الناس وعلى نفسه وعلى الحقيقة.

عاش أحمد بهاء الدين ومات ولم تظهر كلمة إلا في تقديره ومحبته. لكن هذا الحاسد المسكين قرر أن يسجل على نفسه أنه الوحيد الذي هجا بهاء. ولم يترك صحيفة عمل فيها، أو بئراً شرب منها، إلا رماها بحجر. وأقحم نفسه في معارك مع الكبار والصغار والوسط والجبابرة، ولم يعثر على احد يرد عليه. وكنت عندما التقي هيكل، أو مصطفى أمين ويحضر اسمه، يطرح كلاهما السؤال بطريقة واحدة: إزايو؟ عامل إيه؟

وكأنهما يسألان عن ولد يستدعي العطف، وربما هذا ما كان يستحقه. فقد غاب معادياً أقرب الناس إليه. وأبعدهم عنه. الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم. لم يتوقف عند حرمة أو ذكرى أو رابطة. ولم يعد مفاجئاً من يشتم أو يهاجم أو يزعم. لكن الحديث عن التابعي بهذه الطريقة يذهل حقاً. فقد كان جزءاً من دخله وشهرته رواية الذكريات عن التابعي، صحيحة أو كالعادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى التابعي حتى التابعي



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen