آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مؤسس الكذب

اليمن اليوم-

مؤسس الكذب

بقلم : سمير عطا الله

كان جوزيف غوبلز من عبدة هتلر. عاش مع «الفوهرر» يفلسف له وعنه الموت والحياة. وعندما قرر الزعيم النازي الانتحار، انتحر غوبلز معه. وأجبر زوجته وأبناءه الخمسة على الانتحار أيضاً. هايل هتلر، فليحيا القائد.أقرأ في مفكرة (وليس مذكرات) غوبلز في 8 أبريل (نيسان) 1941 أن الفوهرر كان مفتوناً بالحضارة اليونانية، و«منع قصف أثينا (وكان هذا قراراً نبيلاً منه). روما وأثينا كانتا بمثابة مكّة إليه. وهو يشعر بأسى شديد لاضطراره إلى محاربة اليونانيين. الفوهرر رجل يعشق الحضارات القديمة. وهو يكره المسيحية لأنها أعاقت كل ما هو نبيل في الإنسانية. كم هو هائل الفارق بين زويس (إله الإغريق) الطيب الضاحك وبين المسيح المصلوب المحطم بالألم. إن نظرة الشعوب

القديمة إلى الله كانت أيضاً أكثر نبلاً ورحمة من المسيحيين. يا للفارق بين كنيسة قاتمة ومعبد قديم مضيء. إن القائد يصف الحياة في روما القديمة بأنها مبهجة وعظيمة: الجمهورية الأعظم في التاريخ. وليتنا نعود الآن فوراً إلى تلك المدينة الخالدة. الفوهرر لا يطيق الثقافة القوطية. لا يحب الغموض والقتوم بل الوضوح والجمال. وفي هذا

المعنى هو رجل حداثة تماماً».سوف تلاحظ في مفكرة غوبلز عن سيده أنه يكرر استخدام مفردات مثل الإنسانية والجمال والحرص الشديد على الفرح والبهجة. كان يعبر عن هذه الروح الشهمة وهو في الطريق إلى احتلال تشيكوسلوفاكيا، وتدمير بولندا، وإحراق روسيا، وقصف بريطانيا، والزحف على فرنسا.لكن لم تكن تلك انفصامية رجل نمساوي مريض قاد ألمانيا إلى التدمير والانتحار. تلك كانت فلسفة غوبلز في الكذب. ظل يكذب إلى أن صدق نفسه وأرسى في العالم مدرسة إعلامية لا تزال تنتعش برغم

موتها وتحللها. كان لقب ستالين «الرجل المحب للسلام» وهو يزحف نحو أوروبا الشرقية، لضمها بعد خروج هتلر منها.الرجل الذي يحب الألوان الزاهية والأماكن المشرقة

والفرح، أغرق العالم في أحزان وجنازات بلا حدود. ودمّر وتسبب في تدمير أجمل المدن. وفي عز الحرب، لم يكن لدى جوزيف غوبلز ما يقوله للعالم سوى أن سيده يعشق جماليات روما ومعابد أثينا المضيئة وحضارة أثينا وفلاسفتها. وأثينا كانت نقيض ما عشق حقاً. هو، كان مثاله إسبارطة، التي عاشت في حرب وماتت في حرب، بينما بقيت أثينا أساساً حضارياً يدّعيه حتى هتلر وغوبلز.

يذكرنا غوبلز دائماً بالذين يكتبون نصوص السياسيين هذه الأيام. هراء من هنا وهراء من هناك، والنتيجة هراء بهراء. أكرمكم الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسس الكذب مؤسس الكذب



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen