آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

6 حبات شعير بطناً إلى بطن

اليمن اليوم-

6 حبات شعير بطناً إلى بطن

بقلم - سمير عطا الله

يستخدم الناس على مدى القرون كلمات وتعابير لا تعرف معانيها بدقة. وقد قرأنا يافعين كتاب عالم المخيلة للفرنسي الشهير جول فيرن: «20 ألف فرسخ تحت البحر»، من دون أن نعرف قياس الفرسخ بالتحديد. ولم يكن ذلك ضرورياً. فعندما قرأنا الكتاب وشاهدنا الفيلم، كانت الغواصة التي تخيلها جول فيرن قد أصبحت قطعة من المتحف بالنسبة إلى الغواصة المنفذة. وعندما شاهدنا في الستينات فيلم «حول العالم في ثمانين يوماً» عن رحلة بالمنطاد، كان الإنسان قد بدأ يدور حول الأرض، ويسافر من باريس إلى نيويورك في ثلاث ساعات، بأسرع من الصوت.

لكن كلمة فرسخ ظلت تظهر أمامنا في النصوص القديمة. وإلى اليوم نستخدم كلمة فلس في بلدان كثيرة، ولم أكن أدري أنها عبرية إلا منذ فترة، وبمحض الصدفة.
بالتأكيد قرأت مرات كثيرة «المسالك والممالك» لابن خرداذبة. وما زلت أعود إليه في بعض المراجعات برغم طباعته السيئة التي لا تزال الطبعة الأولى «في مدينة ليون المحروسة، مطبعة بريل، سنة 1889 المسيحية». ولم أنتبه من قبل أنني سوف أعثر على شرح الفراسخ عند هذا الجغرافي الراسخ. وفوقها كل ما تحتاج من قياسات، من الذراع (لا وجود للمتر) إلى الإصبع.

يطمئننا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله ابن خرداذبة، بالدرجة الأولى، أن الأرض «مدورة كتدوير الكرة، موضوعة في جوف الفلك كالمُحة في جوف البيضة». ويكمل: «واستدارة الأرض عند خط الاستواء 360 درجة، والدرجة خمسة وعشرين (كذا في النص) فرسخاً، والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع، والذراع أربع وعشرون إصبعاً، والإصبع ست حبات شعير مصفوفة بطون بعضها إلى بعض، فيكون ذلك تسعة آلاف فرسخ».

فيا عزيزنا أبا القاسم، شكراً. ولقد نوَّرت إذ شرحت، وأوضحت إذ فسَّرت، لكنك عقَّدت إذ استطردت. فكيف لواحد مثلي أن يتمكن من رصف 6 حبات شعير، بطناً إلى بطن، ومن ذا يستطيع أن يميز في الشعير البطن من الظهر، أو الأعلى من الأسفل؟

ويُفهم من كتابك الثمين أن الحنطة كانت موجودة على أيامك، فلماذا حبات شعير لا حنطة؟ هل الواحدة أسمن، أو أقل سمنة، من الأخرى؟ ويا مولانا، العالم يتغير، أما الأرض (بتتكلم عربي) فما تزال مدورة مثل الكرة كما تفضلت وأسبقت. لكن اليوم لا فراسخ ولا شعير. أي هاتف (لم يتغير اسمه منذ أن هتف المستر ألكسندر بل، عبر الأطلسي، هالو، هل تسمعني) جوال يبلغك كم فشخة فشخت وكم فرسخاً فرسخت

نقلا عن الشرق الأوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 حبات شعير بطناً إلى بطن 6 حبات شعير بطناً إلى بطن



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen