آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لبنان موحداً ليوم وحيد

اليمن اليوم-

لبنان موحداً ليوم وحيد

بقلم - سمير عطا الله

يفرق اللبنانيون كل شيء. السياسة، والرياسة، والأحزاب، والانتخابات، والأعياد، والعطل الدراسية، وتجمع بينهم الأحزاب والجنازات. كان يُفترض، في بروتوكولات لبنان، أن مي منسى، ناقدة أدبية فنية في «النهار» وروائية معروفة.

لا أتذكر حزناً جماعياً كالذي وُدِّعت به مي. الدولة والحكومة والمعارضة تسابقوا على نعيِها. واللامبالون الذين لا تسقط منهم كلمة طيبة على الأرض حتى بطريق الخطأ، أرغمهم موتها على ذرف دمعة من الحبر. والصحف نعتها في صفحاتها الأولى حيث تنعى كبار الشخصيات، بالمفهوم اللبناني للوجاهة والمال.
امتلأت «النهار» بصفحاتها بصورها وما كُتب عنها، كما لم يحدث لأي محرر من قبل. عوملت مثل أصحاب الصحف ورؤساء التحرير. ولُفَّ نعشها بالعلم والأوسمة والجوائز التي حازتها. وعزفت لها الموسيقى الرسمية والنشيد الجنائزي. وتوافد المعزون من كل الطوائف وجميع الأمكنة.
ماذا كان يميّز مي منسى؟ ابتسامتها. كانت تبتسم للغاضبين وللفرحين وللسعداء وللفقراء، وللخطأة وللفاشلين، ولكل من ظهر أمامها. وكنا جميعاً نعرف أن جروحها قديمة ولا تلتئم. وأن رواياتها فصول من سيرة ذاتية بلا نهايات. عاشت معها أمها في طفولتها وفي صباها وبعد موتها. وأمس عندما ماتت هي، اكتشف الجميع أنها أوصت بأن تُدفن إلى جانب أمها في بشري، على بعد ثلاث ساعات من بيروت.

عرفتُ مي، جارة لنا، منذ أيام المراهقة. ولم أكن أدري أنها سوف تحوِّل شجرة الرمان التي أمام منزلهم إلى بطلة في رواياتها. أو «ماكنة الخياطة» التي تعمل عليها أمها. وكان المنزل يخفي حزناً لا يعرف به أحد. فلم نرَ مي أو شقيقاتها مرة بلا ابتسامة. ولم نلتقِ والدها في الطريق إلا باسماً ودوداً. وعندما التقيناها في «النهار» بعد سنوات، متزوجة من الزميل كميل منسى، كانت ابتسامتها قد كبرت معها.

غطت مي في «النهار» كل ما هو مرهف. مسرح وسينما موسيقى ورسم. ولم تكن في حاجة إلى أن توقع لكي تعرف أن هذا العنوان عنوانها، وذاك النص أسلوبها، وتلك المفردات، تطريز، بقي في لا وعيها من أيام «ماكنة الخياطة» وشجرة الرمان.

وحَّدت مي ببساطتها وابتسامتها، كل لبنان، 8 و14 آذار والرزمانة بكل أيامها. في حياتها وفي وفاتها. من دون جهد ومن دون عمد. اطفأت جميع أحزانها خلف ابتسامة متأهبة على الدوام. وأرغمت كل من عرفها أن يعاملها بابتسام، وأن يروض نفسه أمام وداعتها. لقد هزمت بها الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان موحداً ليوم وحيد لبنان موحداً ليوم وحيد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen