آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تعريف «مدى الحياة»

اليمن اليوم-

تعريف «مدى الحياة»

بقلم - سمير عطا الله

يزداد المشهد السياسي في الجزائر سوريالية كل يوم. والضياع السياسي المتفاقم يهدد المشهد الوطني. ويحدث للرئيس بوتفليقة ما حدث من نهايات مأساوية للحبيب بورقيبة من قبل، كما تذكرت كاتبتنا صفية مصطفى أمين في «المصري اليوم». رجل ذو محاسن وطنية مشهودة تؤهله لطلب التجديد، لكن أي واحدة منها لا تساعد في تعديل ضغط الدم، أو إطالة فترة الوعي.

ابتدع رؤساء العالم الثالث لأنفسهم حق الحكم «مدى الحياة»، من دون أن يحددوا مفهوم الحكم والحياة. وبالنسبة إليّ كان الحبيب بورقيبة من أشجع وأنقى المناضلين العرب، ومن أنقى وأعدل الرؤساء، ومن أصدق وأخلص الحكام. لكن كل هذه الميزات، أو البديهيات، لا تساعد في فتح شريان واحد. ومن الممكن إصدار قرار رئاسي في كل شيء، إلا في الطاقة البشرية على مزاولة المسؤولية، من أصغرها إلى أهمها.
لا نعرف مَن هو المسؤول - أو أكثر - الحقيقي عن هذا العرض المأساوي أمام العالم: الرئيس على كرسي متحرك منذ سنوات يصدر قرارات العزل، أو تصدر باسمه، كل يوم. والرئيس غير القادر على الحركة أو النطق أو استقبال وزرائه، يقرر - أو يقررون - أن يطلب من الجزائريين ولاية خامسة، وينتهي به الأمر بأن يطلب منهم استكمال الشهر الباقي من ولايته الرابعة. مَن هو - أو هم - الذي رمى الرجل في هذا الفصل الأخير الذي لا مثيل له في تراجيديات اليونان وخواتمهم: يوماً الجيش هو الذي يصر، ويوماً هو الذي ينفضّ من حوله، ويتركه وحيداً على كرسيه فوق الحافة المفزعة؛ أي هبّة ريح تدفعه إلى الأمام قاتلة، وأي جمود مرعب.
هل يستحق عبد العزيز بوتفليقة هذا النوع من الخواتم: الملايين يطالبونه بالذهاب، وحزبه وجيشه يطالبون بالعزل؟ في أواخر أيامه لم تعد أوقات اليقظة عند بورقيبة تتجاوز الساعات الثلاث في اليوم. وعندما يفيق، تفيق معه نباهته وسخريته ومعرفته بالناس. لكن ثلاث ساعات لا تكاد تكفي لتناول الطعام ومشاورة الطبيب. وكانت «الموند» تروي، يومها، أن معظم لذعاته على خلفه، زين العابدين بن علي. وبعدما «أنقذ» بن علي تونس من أبديات رجل الاستقلال، قرّر أن الأبد يليق به وحده. ولم يقبل معمر القذافي فكرة أن يرثه رجل إصلاحي واعٍ ومثقف يدعى سيف الإسلام، ولو أنه ابنه. وحده يملك الأبد مدى الحياة، فكيف يمكن لبشري أن يخلف صاحب النظرية العالمية الثالثة؟!
نهايات محزنة جداً كان في الإمكان تجنبها: القذافي في مقتلة همجية دون محاكمة في الصحراء التي ادعى أنه «رسولها». وبورقيبة معزولاً كطالب حكم وليس مرفوعاً «كمجاهد أكبر». وحسني مبارك على محفّة في قاعة المحكمة. وعبد العزيز بوتفليقة مكبلاً بضعف جسده فوق كرسي حزين. حتى أقرب الرفاق يتنكرون لصورة الوداع إلى جانبه. لا تسلّم ولا تسليم في رئاسات الجزائر. عادة استعمارية قديمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعريف «مدى الحياة» تعريف «مدى الحياة»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen