آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

برفع الصوت ورفع الأيدي

اليمن اليوم-

برفع الصوت ورفع الأيدي

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

الذين اختلفوا مع «التيار الوطني الحر» اختلفوا معه خصوصاً بسبب الخطاب الفوقي الذي يستخدمه رموزه في وجه اللبنانيين. وكان هؤلاء يشيرون إلى الناس كما كان يشير إليهم القيصر؛ أي كرعايا من فئة العبيد. أحد هؤلاء الوزراء قال: «جبنالهم النفط»؛ أي إنهم - التيارون - أتوا للبنانيين بالنفط، نيابة عن العزة الإلهية. ومن جملة الأنعام التي يكررون أنهم أنعموا بها على هذا الشعب، الذي لم يكن يملك أو يعرف شيئاً قبل وصولهم، أنهم أعطوه قانون انتخابات ينتخب به الأكثرية التي حازوها في البرلمان، مع أن اللبناني ينتخب منذ مائة عام.
تابع الناس أمس خريطة المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام: ألوف الشبان والشابات من سن الاقتراع، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وعلى مدى الوسط، في المدن وعلى الطرقات، من الفجر وطوال النهار وطوال الليل. مَن الذي اقترع لهؤلاء النواب إذن؟ ما هذا الشعب الناكر للجميل الذي لا يعرف قيمة العهد الذي «جاب» له النفط، ومنّ (وتمنن) عليه بقانون انتخابات؟
حتماً، كان هناك نحو مليون إنسان على مدى مساحة البلد جمعهم، بمناطقهم وطوائفهم وأعمارهم، الشعور بالمرارة والخداع وسفاهة التمنين على ألسنة وزراء ليس لهم في الحقل العام أكثر مما للرضيع في ثدي الأم.
مليون إنسان، من الفئة التي - في أكثريتها الساحقة - لا تنزل إلى الشوارع، ولا تتعاطى السياسة، أخرجتها من بيوتها حالة مزرية من الفشل العام والخوف والقلق والشعور بأن المصير في أيدي مراهقين والسقوط الأخير على أبواب المنازل.
تحدث المتظاهرون لغة واحدة: في بيروت، وفي صيدا وصور وطرابلس وجونيه، لغة واحدة سامية في صدقها وبساطتها، خالية من الطائفية والعنصرية وسفاهة المتاجرة بمصير الوطن ومستقبل الناس. لذلك، حمل بعضهم أطفالهم معهم، وخلت التجمعات من سخف الخطابات والشعارات الرثة الجوفاء التي لا تزيد أهميتها على لون طلائها.
مليون إنسان، على مدى وسط بيروت، في كل ساحة طرابلس، في جونية، بلا منظم، بلا حزب، بلا تعبئة، يئنون ويغنون ويصرخون؛ هذا هو قانون الانتخاب الحقيقي: برفع الصوت ورفع الأيدي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برفع الصوت ورفع الأيدي برفع الصوت ورفع الأيدي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen