آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إبريق شاي

اليمن اليوم-

إبريق شاي

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

تمتعت بقراءة «جمال الأشياء اليومية» للياباني سويتسو ياناغي (1939) عن الأدوات المنزلية والصناعات الشعبية. ما علاقتي بالأمر؟ اجتذبتني صورة الغلاف، وهي لإبريق شاي من الطراز القديم فائق البساطة، الذي لا يزال يُستخدم إلى اليوم. واكتشفت أن فلسفة المؤرخ الياباني في هذا الأمر، وانطباعي العفوي، يتساويان. فقد كنت مقتنعاً على الدوام بأن أهم الأشياء في حياة الإنسان هي ضروراته اليومية: اللحاف الذي يقيه البرد، والضوء الذي يفرج عتمته، والوعاء الذي يطبخ فيه طعامه، والعَجَل الذي سهل انتقاله.
معظم الأشياء الكبرى في حياتنا اخترعها رجال لا نعرف عنهم شيئاً... المنجل الذي ساعد الإنسان على الحصاد، والنول الذي ساعد على حياكة الصوف، وزجاجة المياه، والخزانة، والسرير... وما إليها من وسائل الحياة.
لم أكن مضطراً لقراءة ياناغي لكي أعرف أن الإنسان يستطيع أن يحيا من دون أن يقتني في حياته لوحة فنية، أو بيانو. لكن حياته سوف تكون صعبة من دون ثلاجة أو تلفزيون أو مقص شعر أو مخبز. «الفنون الشعبية» هي التي مهدت للتطور الذي أدركناه. شئنا أم أبينا، صدقنا أم رفضنا، لقد اقتحم الروبوت حياتنا، وقد بدأ يخطف الوظائف والأعمال والمهن. وقريباً، سوف تشغِّل سنغافورة التاكسي الطائر ذاتي القيادة. إنها بلاد لي كوان يو؛ الذي كان أول من رفع مستوى حياة سائقي التاكسي على الأرض. وعندما أمَّن لكل منهم شقة من ثلاث غرف، كان عليه أن يشرح لهم أنه لا يجوز أن ينقلوا معهم الدجاج والأغنام.
يدور نقاش بالغ الرقي في زاوية «نيوتن» في «المصري اليوم» حول الوظائف التي سوف تختفي وموقع العرب منها. وأعتقد أن زاوية «نيوتن» منارة علمية عربية يومية حول المستقبل العربي. لكن الواضح أنه يعيش في عصر سنغافورة، ولا نزال نعيش في الأرياف مع قاضي توفيق الحكيم. وما من متعة عندي إلى اليوم أكثر من قراءة يوميات قاضي الحكيم. لكن فائدة الأمة ستكون أكبر بكثير من قراءة «نيوتن» والنقاش الذي تثيره أفكاره وهمومه الاجتماعية.
يجب ألا نفاجأ، كالعادة، عندما نكتشف غداً أن التغيير لن ينتظر يقظتنا التي لم تفق حتى اليوم. لن أستقل أبداً تلك الرحلة التي تستغرق 19 ساعة و20 دقيقة بين نيويورك وأستراليا ويمر بها شروق الشمس مرتين. لكن شعوري بالتعب أو الملل لن يغير شيئاً في حركة النقل الجوي. آن لنا أن نصدق أن إسرائيل تتقدمنا بشيء واحد؛ هو العلم. أما رجال مثل نتنياهو وعوفاديا يوسف وأفيغدور ليبرمان، فهم عندنا أكثر من الهمّ على القلب... وأكثر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبريق شاي إبريق شاي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen