آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بدانة الحبّ الأوّل

اليمن اليوم-

بدانة الحبّ الأوّل

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

جاء الزميل الكبير سليم نصّار إلى الصحافة من الرواية، ومثل كثيرين بيننا، كان ينوي أن تكون الصحافة مجرّد محطة عابرة يتفرّغ بعدها إلى العمل الأدبي. لكن إغراء التعليق اليومي والمقال الأسبوعي جعله ينسى كيف بدأ ولماذا. كانت أول رواية له، وأجمل أعماله، بعنوان «غرباء». وتحكي قصة شاب تعلّق بحبّه الأوّل معتقداً أنها سوف تكون حبّه الأخير. رفضت الزواج به رغم حبّها له هي أيضاً، لكي تعقد ما يُسمّى الزواج المدبّر. أي الخالي من الحبّ لكنه في المقابل مليء بالضمانات والوعد بالاستقرار.
كما يحدث للأكثرية الساحقة من الشبّان، مضى الوقت طويلاً ونسي العاشق حبّه الأول، وغرقت الفتاة التي أصبحت أمّاً في تربية أولادها. وذات يوم، يلتقيان بمحض الصدفة. هو لم يتزوّج بعد، أما هي فتجرّ خلفها مجموعة من الأطفال يصيحون ويصرخون ويضحكون. وبدا بوضوح أنها تحمل في أحشائها جنيناً آخر. عرفته هي من الوهلة الأولى، أما هو فحاول أن يتذكّر أين رأى هذا الوجه من قبل. تتكرّر هذه الحبكة الروائية في آداب ولغات كثيرة، ولكن بطابع شخصي يتلاءم مع صاحب التجربة.
تخرّج كاتبنا في الجامعة الأميركية بالقاهرة حيث كان أحد أساتذته الناقد الكبير وديع فلسطين. وروى الأستاذ فلسطين للناشر (دار نلسون) سليمان بختي، أنه كان يشجّع نصّار على الانصراف إلى الأدب. تعثر على مرويات شبيهة بـ«غرباء» في كل مكان، لكن ليس بالشفافية التي تميّز بها نصّار؛ سواء في كتاباته السياسية والأدبية معاً. تحضرني في هذا الباب رواية تشارلز ديكنز الشهيرة «ليتل دوريت». وكانت عن حبّه الأول ماريّا بيدنل، وهي الفتاة اللعوب وابنة مدير أحد البنوك. ويُقال إنه عقد معها خطبة سرّية. غير أنها ما لبثت أن تخلّت عنه باعتباره مفلساً، دون عمل. وشعر هو بقلبه يتحطّم وصوّرها للمرة الأولى في رواية «ديفيد كوبرفيلد»، معبّراً عن حبّه الهائل وخيبته العظيمة. وكتب يومها: «ما من امرأة في العالم يمكن أن تتخيّل كم أحببتها، وما من رجل يمكن أن يدرك ذلك». ومضت السنون ولم يعد ديكنز يرى ماريا بيدنل، إلى أن اتّصلت به ذات يوم فدعاها إلى تناول العشاء مع زوجته. وإذا بالضيفة امرأة «بدينة وعادية وغبية» وكانت خيبة ديكنز كبيرة، إلا إنه، كعادته، استغلّها لرسم شخصية تثير السخرية، فكانت شخصية «فلورا فينشينغ» في رواية «ليتل دوريت»، أحد أشهر أعماله.
ينطبق ذلك على البيت الشهير: «نقّل فؤادك حيث شئتَ من الهوى، ما الحبّ إلا للحبيب الأوّل». وإذ يمرّ العمر، يصبح الحبيب الأوّل في آخر الذاكرة. وغالباً ما يتدخّل في الأمر الغباء أو السمنة ويطغى طغياناً شديداً ذلك المسعف الذي يُسمّى النسيان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدانة الحبّ الأوّل بدانة الحبّ الأوّل



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen