آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من يبتسم أخيراً؟

اليمن اليوم-

من يبتسم أخيراً

بقلم : محمود خليل

فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم كان يُطلق على حفظة القرآن الكريم وصف «القراء»، وقد حظيت هذه الفئة بمكانة عالية داخل المجتمع المسلم، وامتازوا بالإخلاص الشديد للدين والدفاع المستميت عن قضايا الأمة. الظهور الأول البارز لفئة القراء كان فى عصر أبى بكر الصديق، حين أبلوا بلاء حسناً فى قتال أهل الردة، وسقط منهم جمهرة من الشهداء فى واقعة «اليمامة»، وكادت هذه الفئة تهلك عن آخرها فى هذه الحرب، وهو ما دفع أبا بكر الصديق إلى اتخاذ قراره بجمع القرآن الكريم. الظهور الثانى لفئة «القراء» جاء بعد تولية على بن أبى طالب خلافة المسلمين ونشوب الخلاف بينه وبين عائشة والزبير وطلحة، حين انحازوا إلى «على» وقاتلوا إلى جواره فى موقعة «الجمل»، وعندما نشب خلاف مماثل بين «على ومعاوية» ونشبت موقعة صفين انحازوا من جديد إلى «على» وقاتلوا إلى جواره حتى دعا جنود «معاوية» إلى تحكيم كتاب الله واستجاب «على».إذن «الخوارج» فى الأصل كانوا جزءاً من جيش على بن أبى طالب الذى قاتل ضد معاوية بن أبى سفيان، وكان أغلبهم من القراء، أى حفظة القرآن الكريم. وقد اختلفوا مع «على» عندما رضى بتحكيم الرجال فى الصراع الدموى الناشب بينه وبين «معاوية»، وتشكلت «المحكمة» من أبى موسى الأشعرى وعمرو بن العاص. وبعد أيام ثلاثة من التداول بين الحكمين انتهيا إلى خلع كل من «معاوية وعلى»، وهو حكم لم يرضَ عنه أنصار الخليفة الثالث، واستخدمه الخوارج فى تقبيح فعله حين وافق على التحكيم من بداية الأمر. انتهى الأمر بالخوارج إلى الانشقاق عن جيش «على»، والانسلاخ عن المجتمع، ليستقلوا بجماعتهم التى تتبنى أفكارهم فى تكفير مَن يخالفهم رأيهم فى «على ومعاوية» وكل من تحلَّق حولهما من صحابة النبى والتابعين.مشكلة «حفظة القرآن» من الخوارج أنهم كانوا يأخذون بظاهر الآيات دون التأمل الكافى لمقاصدها ومراميها. فقد رفعوا شعار «لا حكم إلا لله» وعابوا على الخليفة قبول التحكيم رغم أنهم قاتلوا معه «معاوية» بناء على حجة واضحة من القرآن بأن «معاوية» وأهل الشام بُغاة خارجون عن الخليفة. وقد رد عليهم ابن عباس فى هذا السياق بتذكيرهم بقول الله تعالى: «يا أيُّها الذينَ آمنُوا لاَ تقتلُوا الصَّيدَ وأنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قتلهُ منكم متعمداً فجَزاء مثلُ مَا قتَلَ مِنَ النعَم يَحّكُمُ بهِ ذوَا عَدّلٍ منكُم»، وقال لهم ابن عباس: ذلك فى ثمن صيد أرنب أو نحوه قيمته ربع درهم فوض الله الحكم فيه إلى الرجال، ولو شاء أن يحكم لحَكمَ، ثم استطرد وذكر لهم قول الله تعالى: «وَإنْ خفتمْ شِقاق بَينهما فابْعثوا حَكماً من أهلهِ وَحَكماً من أهلِهَا» سورة النساء.شذ فكر الخوارج وانحرف حين تطرق إلى مسألة الحاكمية، بسبب اندفاعهم إلى تأويل آيات القرآن الكريم تبعاً لمعانيها الظاهرة والدلالة العامة لألفاظها، وخصوصاً الآيات التى تنص على أن الحكم لله تعالى. وما أكثر ما أسسوا عليها أحكاماً دفعتهم إلى تغييب الحسابات السياسية، وساقتهم إلى الهلاك فى صراعات غير متكافئة. وصدق رأى على بن أبى طالب فيهم، حين وصف كلامهم بأنه: «حق يراد به باطل»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يبتسم أخيراً من يبتسم أخيراً



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen