آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أسعار الوقود.. عندهم وعندنا

اليمن اليوم-

أسعار الوقود عندهم وعندنا

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الخميس الماضى أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى مداخلة مهمة مع الصديق والإعلامى المتميز شريف عامر، على محطة «إم بى سى مصر» بمناسبة استضافته «لسائقة الميكروباص نحمده». الرئيس انتقد تناول بعض وسائل الإعلام للمظاهرات فى البلدان الأوروبية قائلا: «عندما تعرضون صور هذه المظاهرات على الناس فى مصر يجب أن تحدثوهم عن واقع تلك الدول، ويا ترى كم ثمن الوقود فى أوروبا، وكم ستكون قيمة الضرائب على الوقود، وقارنوا بين ما يحدث هناك، بما لدينا لكى تقدموا صورة موضوعية، وعندما يدفع الناس فى أوروبا ضرائب ٣٠ و٤٠٪ على دخلها والحوكمة عندهم إجبارية... يا ترى كيف سيكون الوضع عندنا؟».
كلام الرئيس لشريف عامر، أعاد هواجس لدى البعض من احتمال وجود نية لرفع أسعار الوقود قريبا.
صباح الخميس وقبل أن يتحدث الرئيس لبرنامج «يحدث فى مصر»، كنت أناقش مع صديق صحفى كبير نفس الموضوع، على خلفية التظاهرات العارمة فى فرنسا، احتجاجا على تردى الأوضاع المعيشية هناك. قلت للصديق فى النقاش، الذى دار بحضور أربعة أصدقاء، إن لتر البنزين يزيد عن ثلاثين جنيها فى بريطانيا، وبلدان أخرى أكثر بكثير من سعره العالمى، بسبب إضافة قيمة الضرائب عليه.
الصديق عارضنى تماما، وتبنى الرأى القائل إنه لا ينبغى إطلاقا أن نقارن بين أسعار البترول فى أوروبا ومثيلتها عندنا إلا إذا حصل المصريون على نفس الحقوق التى يحصل عليها الأوروبيون، وأن الأوروبى يدفع كثيرا فى أسعار الوقود، لكنه فى نفس الوقت يتلقى تعليما وعلاجا مجانيا وخدمات أخرى كثيرة.
أتفهم جزءا كبيرا من منطق الصديق، خصوصا فكرة المقارنة الشاملة وليست الجزئية، وقلت له بوضوح إننى أوافقه الرأى على سوء أداء غالبية الحكومات المصرية بشأن الوقود وسياسات أخرى كثيرة، لكن المهم أن ندير نقاشا موضوعيا بشأن هذا الموضوع بعيدا عن المناكفة العبثية.
النقاش فى مصر عن الموضوع، وغيره، يدور فى إطار الاستقطاب الحاد. من يؤيد الحكومة، يلتمس لها العذر فى رفع الأسعار «عمال على بطال»، ومن يعارضها يرفض أى زيادة فى سعر أى سلعة، حتى لو كانت المصلحة العامة تتطلب ذلك.
البعض يرى رأيى إمساكا للعصا من المنتصف وهروبا من المواجهة، وأراه بالطبع موضوعيا، بمعنى ضرورة مناقشة الموضوع بهدوء وبالمعلومات والحقائق والأهم السياق العام وظروف كل مجتمع.
أتفق تماما مع ما قاله رئيس الجمهورية للصديق شريف عامر بشأن ضرورة أن تكون الصورة كاملة ونحن نناقش الموضوع.
فإذا كان المواطن الأوروبى يحصل على التعليم والعلاج المجانى فلأنه يدفع ضرائب حقيقية قد تصل إلى أكثر من خمسين فى المائة، ومنها ضرائب على الوقود، وبالتالى فالسؤال هو: هل ندفع نحن المصريين ضرائب حقيقية؟ سؤالى استفهامى ويحتاج إلى إجابة بالمعلومات، والسؤال الثانى إذا كان البعض من الاغنياء يتهرب من الدفع، فهل هى مشكلة المواطن الغلبان، أم الحكومة التى تطبق القانون فقط على الموظفين المساكين؟
بالطبع هذه مشكلة الحكومة، مثلما هى مسئوليتها أن تطبق القانون على الجميع. هناك نقطة مهمة جدا أيضا، وهى أننا لا نعمل ولا ننتج كما ينتج الأوروبيون، وبالتالى لا تكون لدينا موارد كافية لكى تقدم الحكومة دعما مماثلا، والسؤال: على من تقع المسئولية فى هذا الصدد؟!.
هل على الحكومة لقصور سياستها، أم على المواطنين لتكاسلهم واتكاليتهم، أم على الطرفين معا؟
ما قلته للصديق فى ختام المناقشة أن هناك أكثر من نموذج فى مسألة الدعم عموما ودعم الوقود خصوصا. والأمر لا يتوقف على النموذجين المصرى والبريطانى. هناك النموذج الخليجى ورغم وجود الوفرة المالية والإنتاج الضخم من البترول الخام والمكرر فلا يوجد دعم بالمرة فى معظم بلدان الخليج، وكذلك فى بعض الدول الإفريقية الفقيرة. لكن هناك تجارب دعم متنوعة منها مثلا ما هو موجود فى بعض دول أمريكا اللاتينية.
أؤيد تماما دعم غير القادرين، لكن السؤال هو: أى نوع من الدعم هو الأفضل: العينى الراهن الذى يذهب جزء كبير منه لغير المستحقين، أم النقدى بشرط أن يراعى معدلات التضخم؟.
المهم أن يكون النقاش بين خبراء حقيقيين بهدوء وبمعلومات صحيحة، فى ضوء الواقع الفعلى وليس التمنيات. إذا فعلنا ذلك فربما نصل إلى الطريق الصحيح، بدلا من النقاش على طريقة المكايدة بين الأهلاوية والزملكاوية عقب كل مباراة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعار الوقود عندهم وعندنا أسعار الوقود عندهم وعندنا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen