آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

٥ حلول لمشاكل صعبة

اليمن اليوم-

٥ حلول لمشاكل صعبة

بقلم - عماد الدين حسين

حلول المشكلات الصعبة ليس مستحيلا، طالما هناك عقل ورغبة وإرادة وكفاءة، واستغلال للتكنولوجيا الحديثة. التمويل مهم جدا، لكن فى مرات كثيرة، فإن غيابه أو نقصه لا يكون سببا فى تعطيل الحلول.

الإبداع صار هو الأساس. وثورة المعلومات والتقنية الحديثة تقدم كل يوم جديدا فى هذا المجال. النماذج والتجارب التى عرضها مركز محمد بن راشد للإبداع الحكومى فى دبى، على هامش القمة العالمية للحكومات فى الاسبوع قبل الماضى، «يمكن تطبيقها فى أكثر من مكان كما هى، أو مع إضافات وتعديلات توافق ظروف كل دولة أو مدينة.
خلال جولتى فى مركز الإبداع أو متحف المستقبل، طالعت خمس تجارب مهمة فى سنغافورة وإندونيسيا وباكستان وهولندا وكندا، أتمنى أن تفكر الجهات والمؤسسات المصرية فيها بهدوء، فربما نستطيع الاستفادة منها.

الأولى عنوانها يقول: كيف نطور حلا استباقيا يقلل من حوادث المرو؟!. التجربة بدأت فى سنغافورة التى تتحسب لزيادة عدد سكان المدن عالميا. العاصمة لجأت إلى الذكاء الاصطناعى لمحاولة التنبؤ باحتمال تسبب سائقى الحافلات فى حوادث مرورية، عبر مراقبة سلوكياتهم، وبناء على النتائج تم إعادة تدريب وتأهيل السائقين والنتيجة هى انخفاض كبير فى عدد حوادث السيارات.

عنوان آخر يقول: «هل يمكن اعتبار البلاستيك عملة نقدية جديدة؟». الفكرة المبتكرة طبقتها مدينة سواريانا فى إندونيسيا، التى سمحت للمواطنين بدفع ثمن ركوبهم للحافلات العامة خمس زجاجات من البلاستيك الفارغ بدلا من النقود، حتى يمكن جمعها وإعادة معالجتها، بدلا من إلقائها فى القمامة، مما يزيد مخاطر النفايات التى تتسبب فى تلوث برى وبحرى خطير. والنتيجة أن استخدام خمس زجاجات بلاستيكية فى رحلة مدتها ساعتان، يساوى جمع ٧٫٥ طن من البلاستيك من الحافلة الواحدة شهريا، وقد تمكنت المدينة من جمع ٦٢ ألف كيلوجرام من النفايات البلاستيكية.

الفكرة الثالثة المبتكرة جرى تطبيقها فى مدينة كراتشى الباكستانية، وهى استخدام روث وفضلات الأبقار كوقود للحافلات، بعد تحويله إلى غاز ثنائى الميثان. شبكة الحافلات التى تستخدم هذا النوع من الوقود تنقل ٣٢٠ ألف راكب يوميا، وبالتالى تساهم فى تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، المسبب للاحتباس الحرارى بمقدار ٢٫٦ مليون طن على مدى ٣٠ عاما، والمحافظة على المحيطات التى كانت مكبا لنحو ٣٢٠٠ طن من روث الأبقار يوميا.
عنوان آخر يقول: ماذا لو استطعت تطويع الخدمات الحكومية وفقا لاحتياجك؟! .هذه الفكرة الهولندية تسأل: هل يمكن للسكان أن يصمموا مدنهم بأنفسهم وفقا لاحتياجاتهم ورغباتهم؟!.

مدينة تيلبورج الهولندية تبنت الفكرة لتحسين أمن الطرق فى المناطق المزدوجة، باستخدام تكنولوجيا الهواتف الذكية، لتطبيق عبور المشاة عبر الجى بى إس، إضافة لأجهزة استشعار لمنح كبار السن وقتا أطول لعبور إشارات المرور.

فكرة مبتكرة خامسة تم تطبيقها فى كندا، وعنوانها: «هل نستطيع تحفيز جميع السكان فى الدولة بخطوة واحدة؟». حيث نجحت الحكومة الكندية فى عام واحد فى رفع مستوى وعى الأفراد بمخاطر قلة ممارسة النشاط الرياضى بنسبة ٢٩٪، وزيادة النشاط البدنى للأفراد بنسبة ٣٤٪، وذلك من خلال استخدام أدوات «التبصر السلوكى». الدراسات كشفت أن تقليل عدد الأشخاص غير النشطين بنسبة ١٪ فقط سيوفر ٢٫١ مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية سنويا. ومن هنا تبنت الحكومة تحفيز المجتمع للانضمام إلى «مبادرة مكافآت كاروت»، وهو تطبيق ذكى يتم من خلاله منح المستخدمين نقاط ولاء عن كل خطوة يخطونها بهدف تحفيزهم وتثقيفهم باتباع نمط حياة صحى، واستبدال تلك النقاط فى محطات الوقود والمرافق الترفيهية وغيرها. وهكذا تم استقطاب أكثر من مليون مستخدم فى هذه المبادرة.

أعرف أن البعض سوف يسخر من هذه الافكار، ويقول: «يا عم احنا فين والحلول دى فين»، أو «طيب نصلح الطرق الاول أو نوقف الفساد، ثم نتحدث عن الاصلاح!!». كلها أقوال هدفها الإحباط والعرقلة، وعلينا أن نحاول دائما إصلاح ما نستطيع. 

والسؤال لماذا لا نفكر فى تطبيق مثل هذه المبادرات عندنا، أو التفكير فى مبادرات مماثلة، قد لا يكلف بعضها الحكومة والمجتمع جنيها واحدا؟!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

٥ حلول لمشاكل صعبة ٥ حلول لمشاكل صعبة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen