آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تطوير المدرس أولا.. وبعده أى شىء!

اليمن اليوم-

تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء

بقلم - عماد الدين حسين

عصر الثلاثاء الماضى حضرت جلسة مهمة عنوانها المناهج الدراسية فى عصر الذكاء الاصطناعى.. «متعة التعليم الإلكترونى»، وذلك فى إطار اليوم الثانى لمؤتمر «مصر تستطيع.. بالتعليم» والذى نظمته وزارة الهجرة، وافتتحه بالغردقة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
المفاجأة السارة بالنسبة لى أن غالبية المتحدثين تقريبا اتفقوا على أن المعلم ثم المحتوى هو الأساس فى أى عملية تعليمية ناجحة، وأى عنصر آخر يكون مكملا له.
كنت أعتقد أن التركيز سيكون على الأدوات والتطبيقات التكنولوجية فقط، لكن جاء تأكيد المتحدثين على أهمية دور المعلم ليعيد الأمور إلى نصابها، خصوصا أن بعض من يناقشون موضوع تطوير التعليم، يعتقدون واهمين أن وجود الموبايل أو التابلت، سيحل كل مشاكلنا بكبسة زر.
الدكتور إسماعيل غيتة خبير أنظمة التعليم وتدريب المعلمين بالمملكة المتحدة، قال إن التكنولوجيا مهمة جدا، لكن المهم أكثر هو العنصر البشرى، والمهم أن نعرف يعنى إيه تكنولوجيا وأهميتها وكيفية التعامل معها فى الفصول. هو قال إنه حتى فى أمريكا فإن الفصول لم تصبح تقنية بالكامل. الخبير قال إن للتكنولوجيا فوائد عديدة فهى رخيصة ومهمة للبحث وسريعة، ولكن عيوبها أنها مجرد أداة ولا تخلق معلما جيدا، وأن المدرسين لا يعرفون التعامل معها أحيانا، وتحرم التلاميذ من اكتساب بعض المهارات الأساسية مثل استخدام الأقلام. قال أيضا إن التكنولوجيا موجودة منذ زمن طويل فى المدارس الإسكتلندية، لكن لا بديل عن الكتاب المدرسى.
من أهم ما قاله هذا الرجل أيضا أنه يحب استخدام كلمة «تطوير» وليس «تغيير» حينما نتحدث عن التعليم فى مصر، فكلمة تغيير تعنى أن الموجود لدينا سيئ جدا وهو أمر غير صحيح وما أكد عليه أكثر هو ضرورة تطوير كليات التربية باعتبارها الأساس لتطوير التعليم. قال إن التلاميذ لا بد أن يذهبوا للمدارس، والناظر أو المدير يكون لديه الوقت للنقاش معهم. لكن أخطر ما صدمنى هو قول غيتة بأن الدروس الخصوصية ليست عيبا، لكن شرط ألا يعطى المدرس درسا لتلميذ فى فصله أو مدرسته. والمهم دائما هو تدريب المعلمين باستمرار، ومعرفة التكنولوجيا تمثل نصف الطريق، لكن تطبيقها بطريقة صحيحة هى الطريق كله.
نفس الأفكار تقريبا عبرت عنها الدكتور دينا غباشى مستشار تكنولوجيا التعليم لربط المؤسسات التعليمية بالخبراء فى أمريكا، حينما قالت نصا: «التكنولوجيا عمرها ما هتلغى دور المدرس». خصوصا أن دوره مهم جدا للطفل. هى عرفت الذكاء الاصطناعى بأنه برامج تحاول اكتشاف العلاقة بين المعلومات والمعطيات، لتحسين المستوى فى المستقبل. نظريا فإن أفضل طريقة للتعليم هى مدرس واحد لتلميذ واحد، ولكن لأن ذلك مستحيل فى أى مكان بالعالم، فإن التكنولوجيا يمكن أن تحل هذه المعضلة.
المشكلة هى أن المعلومات وحدها لا قيمة لها. فلم يعد مهما أن نسأل الطالب: «من أول إنسان صعد إلى القمر؟» لأنه ببساطة يستطيع أن يعرف ذلك فورا من الموبايل.
يكفى أن يسأل أى سؤال لـ«سيرى» وسيرد عليه فورا. لكن المهم أن يعرف التلميذ كيف تم الصعود إلى القمر وأثره وكيف نستفيد منه. التكنولوجيا تساعد الطالب على أن يكون مسئولا وتزيد من دوره وتفاعله مع المجتمع وليس مجرد حفظ كلمات، لأن هناك برامج صارت توصل مخ الإنسان بالإنترنت، وبالتالى فالمهم أن ندرك كيف سيتعامل التلاميذ مع التكنولوجيا.
الدكتور رشيق المراغى صاحب شركة متخصصة فى برمجيات تطوير التعليم، قال إن المهم وجود التدريب المستمر والمتدرج للطلاب منذ دخولهم الجامعة، وأن أهم وظيفة للتكنولوجيا أن تساعد الخريج على وجود فرصة عمل ملائمة له.
الدكتورة سالى متولى خبير برامج التعليم الإلكترونى، قالت إن التكنولوجيا قد تساعد على إيجاد حلول لا نستطيع الوصول من دونها، وتطوير مهارات المعلمين صعب من دون التكنولوجيا.
ما سبق هو جوهر ما دار فى هذه الجلسة التى أدارها الإعلامى أيمن إبراهيم، وأعود مرة أخرى إلى ما بدأت به، وأؤكد للموضوعية أننى استمعت أكثر من مرة من الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، وهو يقول إن التابلت وسيلة وليس غاية والمهم هو المحتوى.
وبالتالى علينا أن نركز على الغاية وهى تعليم متطور، ومتميز لن ينفذه إلا مدرس مؤهل ومستعد ومرتاح معيشيا إلى حد كبير.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء تطوير المدرس أولا وبعده أى شىء



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen