آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة!

اليمن اليوم-

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذى فكر فيه أيمن نور وخلفه جماعة الإخوان، حينما طرحوا ما يسمى بمبادرة الحوار الوطنى مع مائة شخصية سياسية مصرية بحجة البحث عن بديل وطنى للوضع الراهن؟!.

ظنى أن الطريقة التى تم بها طرح الدعوة، والنتيجة التى انتهى إليها الموضوع برمته، تكشف عن مجموعة من الملاحظات والاخطاء التالية:

الخطأ الأول الذى وقع فيه أيمن نور والجماعة، أنهم راهنوا على نجاح الدعوة، وإرسال رسالة للحكومة بأن الجماعة لا تزال فاعلة وقادرة على التأثير فى الحياة السياسية المصرية.

الخطأ الثانى أن الواقفين خلف الدعوة نسوا أنهم صاروا يعملون رسميا وفعليا فى خدمة مشروع ضخم مناهض لدولتهم ووطنهم وحكومتهم، تقوده تركيا، أبرز ملامحه منافسة ومزاحمة المصالح المصرية، فى كل المنطقة، خصوصا السودان وليبيا وفلسطين ليس فقط بالإعلام والمال ولكن بالسلاح كما يحدث الآن فى ليبيا.

الخطأ الثالث: كيف غاب عن أصحاب الدعوة، أن يقبل أى شخص فى مصر بالحوار معهم، وهم يتباهون علنا باستخدامهم السلاح والعنف، سواء بصورة علنية كما ثبت فى العديد من الحوادث الإرهابية، مثل اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، أو العمليات التى تبنتها حركتا حسم أو لواء الثورة، وتلك التى سبق أن نفذتها مجموعة محمد كمال.

الخطأ الرابع: كيف تصورت الجماعة وحلفاؤها أن يقبل أى شخص أو جماعة الحوار معهم، وهم فى أسوأ وضع سياسى ممكن؟!.
كل من راهن عليهم الإخوان تخلوا عنهم باستثناء تركيا وقطر وبعض القوى الغربية. فى حين أن النظام المصرى تمكن من حشد تحالفات وعلاقات تعاون قوية مع كل القوى الكبرى فى العالم وفى المنطقة، من أمريكا وروسيا والصين إلى ألمانيا إلى فرنسا والسعودية والإمارات.

الخطأ الخامس: هل يعقل أنه فى الوقت الذى تبحث فيه الإدارة الأمريكية إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، أن يقبل أى تنظيم، أو سياسى محنك أن يتواصل مع الجماعة، وهى تمر بأسوا ظروفها؟.

الخطأ السادس: ما هى أوراق الضغط التى تملكها الجماعة الآن، لتغرى بها الآخرين لكى يتحاوروا معها؟!.

تنظيميا تلقت الجماعة ضربات أمنية قوية، جعلتها عاجزة عن التحرك إلى حد كبير، وصار منتهى أمل أعضائها ألا يتم ملاحقتهم أمنيا، أو أن يتمكنوا من زيارة رفاقهم فى السجون.

الخطأ السابع، وإذا كان يصعب تماما تصور أن تخرج دعوة أيمن نور من دون موافقة الجماعة، أو الداعمين الكبار لها، فاحترام عقول الناس يرفض فكرة أن الجماعة لا صلة لها بالدعوة، أو أنها رفضتها لأن حجم تمثيلها قليل بثلاثة فى المائة فقط، علما بأن هناك 23 اسما فى القائمة محسوبين على الجماعة أو متحالفين معها.

هل يفهم من كل كلامى السابق أن الأوضاع فى مصر وردية وسياسات الحكومة «زى الفل»؟!.

الإجابة هى لا بالمطلق، وكتبت فى هذا المكان كثيرا عن الثمن الصعب والمؤلم الذى دفعه غالبية المصريين لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى لم يكن هناك مفر منه للأسف الشديد.

لكن ما لا تفهمه الجماعة وأنصارها، أن هناك فرقا كبيرا بين غضب بعض المصريين من الحكومة بسبب الأوضاع الاقتصادية أو التضييق على الحريات، وبين أن يؤيدوا الجماعة!!.

منطق عمل الجماعة الراهن يقوم فقط على تصيد أخطاء، أوهفوات الحكومة والمسئولين، وتضخيمها إعلاميا فى برامج السهرة التى يقبل عليها بعض المصريين، بسبب تراجع هامش الحرية فى الإعلام الرسمى والخاص فى الداخل.

بطريقة أخرى، فإنه لو اختفت فضائيات الإخوان بالخارج، أو لو أن الحكومة نجحت فى تحسين الأوضاع الاقتصادية، أو تحقيق حد أدنى من التوافق الوطنى مع القوى السياسية المدنية، وزيادة هامش الحرية، فقد يختفى إلى حد كبير تأثير الجماعة.

هذه الدعوة ونهايتها الدرامية، تكشف من ضمن ما تكشف عن مأساة المعارضة من الخارج، أو الارتهان لقوى خارجية مختلفة، وهو المعنى الذى تكرر تقريبا على لسان غالبية الشخصيات إلى راهنت عليها الجماعة فى مصر، فكانت النتيجة أنها تلقت خذلانا كبيرا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة 7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen