آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل يهتم الغرب بحقوق الإنسان فعلا؟!

اليمن اليوم-

هل يهتم الغرب بحقوق الإنسان فعلا

بقلم - عماد الدين حسين

من الخطأ الكبير التعامل مع كل أجنبى يتحدث عن حقوق الإنسان فى مصر، باعتباره إخوانيا، أو متعاطفا معهم، أو ضالعا فى مؤامرة كبرى، تستهدف هدم مصر.
مثل هذا التفسير شديد التبسيط، ومخل بشكل كبير، وقد يريحنا لبعض الوقت، لكنه سيجعلنا نستيقظ على صدمة عنيفة نسأل الله ألا تحدث. 
الأقرب إلى الصواب أن من يطالبون باحترام حقوق الإنسان فى مصر مجموعات شتى ومتنافرة.
هناك قوى ومنظمات وتيارات غربية تفعل ذلك، باعتباره ــ من وجهة نظرهم ــ أمرا عالميا ينبغى على الجميع احترامه وتطبيقه، بالطريقة الغربية التى يرونها الأصلح للجميع، ولديهم فهم واحد ومحدد لحقوق الإنسان، كما يطبقونه عندهم فى الغرب.
هذه الفئة لا تؤمن بالتفسيرات الأخرى لحقوق الإنسان، ولا تقبل أو تراعى ما يسمى بخصوصية هذه الدولة أو تلك.
وهناك دول قوى أخرى فى الغرب تستغل ورقة حقوق الإنسان كسلاح سياسى لابتزاز ومحاربة دول مختلفة معها سياسيا، كما تفعل حكومات غربية كثيرة مع الصين وروسيا وفنزويلا وكوبا سابقا، وبعض دول الخليج أحيانا.
وهناك دول وقوى غربية أخرى تستخدم ورقة حقوق الإنسان معنا للمكايدة والحصول على أثمان أخرى غير مرئية.
وليس صحيحا أن الغرب يستهدفنا نحن فقط بموضوع حقوق الإنسان. هو يفعل ذلك مع دول أخرى كثيرة يختلف معها، مثل إيران والصين وروسيا وبلدان الخليج أحيانا سواء اقتناعا بمبدأ أو ابتزازا من أجل غرض.
الطريقة التى نتعامل بها مع الغرب فى موضوع حقوق الانسان، لم تعد مجدية إلى حد كبير. نحن نخاطب أنفسنا فى مرات كثيرة، وكأننا نريد إقناع المواطنين المصريين، وليس إقناع الخارج.
الغرب ليس دولة يحكمها رئيس فقط، أو رئيس وزراء أو حتى حزب واحد. هناك لديهم قوى متنوعة سياسيا واجتماعيا وقيميا، وبالتالى لديهم رأى عام، شديد التمايز. وبالتالى، فقد حان أوان تغيير قواعد اللعبة، لمعرفة كيف نخاطب هذا الآخر، أو الغرب أو العالم الخارجى، إذا اقتنعنا فعلا، بأننا جزء من العالم، ولا نستطيع أن نخاصم العالم كله مرة واحدة.
على سبيل المثال، فإن كثيرا من القضايا، كان يمكن أن تنتهى فورا، إذا قامت سفاراتنا أو هيئاتنا ومؤسساتنا ووزاراتنا بالحد الأدنى من الجهد المطلوب، وهو الرد على شكاوى بعض المنظمات الدولية. سيقول البعض ولكن هذه المنظمات مأجورة وعميلة ولديها أجندة موجهة ضدنا!.
سوف نفترض أن جزءا من هذا الكلام صحيح، فلماذا لا نقوم نحن بأداء واجبنا، ونرد على ما يقولونه من وقائع أو تفنيد ما يثيرونه من أكاذيب؟! لماذا لا تكون لدينا لجنة احترافية مخصصة للرد على كل ما يقال ويثار فى الإعلام الدولى ويتعلق بحقوق الإنسان والحريات؟!!.
أليس الأفضل أن يتم الرد أولا بأول على كل ما يثار فإذا كان صحيحا، وجب تغييره، وإذا كان خاطئا وجب الرد عليه وتفنيده وفضحه؟!.
ثم أنه قبل أن نهتم بما يقوله الغرب عنا. فالأولى أن نهتم بالملف لأن الشعب المصرى يستحق التمتع بحقوق الإنسان. لا نطالب بهذه الحقوق للإرهابيين، الذين ينبغى التصدى لهم بكل الوسائل التى يتيحها القانون والدستور. لكن كل من لا يلجأ إلى العنف، فينبغى أن يتمتع بكل أنواع حقوق الإنسان، حتى لو كان مختلفا مع الحكومة، فالاختلاف هو سنة الحياة.
حاربوا الإرهابيين والمتطرفين والمحرضين والخارجين على القانون بكل أنواع القوة الممكنة التى يتيحها القانون، لكن لا يمكن أن نضع فى نفس السلة أى شخص مختلف مع الحكومة فى الرأى. هذه السياسة مدمرة، للجميع، ومن بينهم الحكومة واستقرارها والأخطر أنها مدمرة لكل المجتمع.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يهتم الغرب بحقوق الإنسان فعلا هل يهتم الغرب بحقوق الإنسان فعلا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen