آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

اليمن اليوم-

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

بقلم - عماد الدين حسين

فى 20 فبراير الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «حال الإعلام فى بريطانيا.. وفى مصر!». وكان يفترض أن ينشر هذا المقال فى اليوم التالى مباشرة أى 21 فبراير، باعتباره مرتبطا به عضويا، لكن تلاحق الأحداث حال دون ذلك. أقول ذلك حتى لا يبدو مقال اليوم، وكأنه تبرير للخطأ الذى وقعت فيه عدة مواقع إخبارية مصرية، بشأن «وزير النقل المزيف أو الميت». الخطأ قاتل ولا ينبغى تبريره تحت أى مسمى.
بعد هذه المقدمة أعود إلى ما يحدث فى بريطانيا، فربما يكون مفيدا لمحاربة الأخبار المضروبة عندنا فى مصر.
التقرير أعدته الباحثة الاقتصادية البريطانية فرانسيس كورنكروس، بتكليف من رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى، عند «حال الإعلام البريطانى»، واستغرق عاما كاملا وشارك فيه خبراء يمثلون مختلف الجوانب الإعلامية والإعلانية.
فى التقرير عبر مستخدمو الأخبار عن مخاوفهم من عدم قدرتهم على التعرف على الأخبار الكاذبة، واعترف ربع مستخدمى منصات الإنترنت، بأنهم لا يعرفون كيفية التعرف على هذه الأخبار، أو التحقق منها.

التقرير الذى تم إعداده أساسا لمواجهة الأزمات الصعبة، طلب من منصات الإنترنت ضرورة التعرف السريع على الأخبار الكاذبة، وإزالتها من على المواقع، مقرا بأن خطر الأخبار الكاذبة يهدد الصحافة الورقية والرقمية، مقارنة بالراديو والتليفزيون.
الاتهامات موجهة طوال الوقت إلى «الفيسبوك» باعتباره المملكة التى شجعت هذه الأخبار الكاذبة، لكن متحدثا باسم الشركة قال إنهم يبذلون جهدا كبيرا للتأكد من أن الجمهور يتصفح أخبارا ذات مصداقية، وإنهم أحرزوا بعض التقدم فى توفير أدوات تمكن المستخدمين من معرفة الأخبار التى يعتمد عليها، بما فى ذلك زر يوضح مصادر الأخبار على الموقع.

ما سبق هو صلب ما جاء فى التقرير بشأن الأخبار الكاذبة، وللأسف يبدو أن هذا السرطان يصعب مقاومته بالأساليب العادية المتبعة حاليا. وما أصابنى بالهلع، أنه إذا كانت بريطانيا، بكل ما تملكه من إمكانيات وإعلاميين مؤهلين، غير قادرة حتى الآن على مواجهة هذه الظواهر الملعونة، فكيف يكون الحال فى البلدان النامية المغلوبة على أمرها؟!
التقرير يقول إن الاخبار الكاذبة تضرب الجميع، الدول المتقدمة والنامية، ولذلك علينا البحث بعمق فى كيفية مواجهتها.

المسألة باختصار أنه يمكن لمجموعة قليلة جدا من البشر، لكنها محترفة فى تزييف الأخبار، أن تصيب مجتمعا كاملا بالشلل، وتجعله يعيش فى فوضى وارتباك وتشوش. وبالتالى فإن مجموعة صغيرة منظمة وممولة جيدا، يمكنها أن تكون أخطر من حزب جماهيرى كبير، أو تنظيم سياسى عقائدى. هنا تبرز الخطورة التى تعانى منها العديد من المجتمعات.
كنا نظن أيضا أن «اللجان الإلكترونية» قاصرة على بعض الحكومات أو التنظيمات، لكن يبدو أنها بصدد أن تصير «أسلوب حياة» فى مناطق مختلفة من العالم.
التصميم الراهن للفيسبوك فى أحد جوانبه يعطى فرصة عبقرية لكل اللجان الإلكترونية أو التنظيمات الفردية المتطرفة أو المتمردة، أن تبث ما تشاء من أكاذيب أو حتى خطاب كامل ومتكامل، مملوء بالحقد والغل والتطرف سواء كان يعبر عن واقع حقيقى أم مملكة من الأوهام!

نتذكر جميعا أيضا فضيحة «كامبردج انالتيكا» التى تآمرت فيها شركة بريطانية مع فيسبوك للتأثير فى الاتجاهات التصويتية لخمسين مليون ناخب أمريكى خلال الانتخابات الرئاسية السابقة. هذه الحملة، صارت فضيحة مدوية، واستلزمت اعتذار مالك فيسبوك مارك زوكربيرج، أكثر من مرة أمام الكونجرس ومجلس العموم والصحافة. 

الدرس المستفاد من الفضيحة هو أنه إذا كانت الأخبار الكاذبة أو الموجهة أو الممنهجة، يمكن أن تؤثر فى الناخبين الأمريكيين، فالمؤكد أن خطورتها تزيد أكثر فى بلدان العالم النامى. والنتيجة الأخطر من وجهة نظرى، هى أن القول بأن ثورة الاتصالات حسنت من وعى الجماهير، ليس صحيحا بصفة كاملة، لأنها أيضا جعلت من التلاعب بمشاعر ورغبات واتجاهات الملايين أمرا سهلا، قد لا يتكلف أكثر من تصميم رسالة محكمة على وسائل التواصل الاجتماعى.

حتى الآن فإن الأخبار المضروبة تحتاج جهودا ضخمة فى كل مجتمع لكى يقاومها، السلاح الأول هو توفير الأخبار والمعلومات الصحيحة أولا بأول، ومزيد من تدريب الاعلاميين، ثم فضح المتلاعبين بالعقول، وأن تكون هناك قوانين وتشريعات رادعة ضد مزيفى الأخبار ومفبركيها، وكما يقول مرسيل خليفة: «الله ينجينا من الآن!!!».نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

قد يهمك أيضًا:

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen