آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين؟!.

اليمن اليوم-

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يعد قادرا على إخفاء ضيقه من مستوى بعض المسئولين، وما حدث خلال مداخلاته فى افتتاح المشروعات القومية من محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر السبت الماضى كان ذروة هذا الضيق.
كنت موجودا فى خيمة الاجتماع، وسمعت كلمات الرئيس ورأيت انفعالاته.
الرئيس وجه بعض الأسئلة لمحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، عن حجم ميزانية صندوق العشوائيات بالمحافظة وهل ستغطى المرحلة الثانية مشروع تطوير المناطق العشوائية، ودخل المحافظة، وعدد مشروعات الكبارى التى تم تنفيذها؟. من سوء حظ المحافظ أنه لم يجب.
لكن الخطأ الأكبر أن نركز على هذه الحكاية الفرعية، ونهمل الموضوع الجوهرى، وهو مستوى المسئولين فى العديد من المواقع التنفيذية.
الرئيس قال للمحافظ: «أنا مقصدش حاجة بس انت هتقعد مع مواطنين، وهتتكلم معاهم، فلازم تبقى عارف كل حاجة عشان ترد، ولازم أقولهم بصرف كذا، والدولة بتعمل كذا، وده أقصى حاجة عندنا، ولا بد للمسئول أن يكون عنده سياق يتكلم فيه، خاصة أن ما حدث من غضب الناس فى ٢٠١١، لعدم وجود سياق للحديث مع الناس فى واقعهم».
الرئيس أكد أكثر من مرة أنه لا يقصد بالمثال محافظ القاهرة تحديدا، بل يوجه حديثه لجميع المسئولين، ثم خاطب المحافظ مرة أخرى: «تصدق وتؤمن بالله.. أنا عارف دخل مصر كام بالحتة، ده شغل ولازم تعرف كل جنيه فى محافظتك، وإزاى تعظمه وتكتره عشان تحل المشكلات».
طبعا سيصبح هذا اليوم الأسوأ فى تاريخ اللواء خالد عبدالعال، الذى أعرف طيبته ودأبه فى العمل منذ كان مديرا لأمن القاهرة، وأتمنى أن يتجاوزه فورا وينظر للأمام. لكن مرة ثانية لنحاول أن نناقش الأمر من زاوية موضوعية وليس شخصية.
قبل أن يوجه الرئيس أسئلته للمحافظ، كان قد قاطع العديد من المسئولين، طالبا منهم أن يتحدثوا فى سياق القضايا بصورة مختلفة.
لنحاول أن نفهم طبيعة المشكلة!.
ما يحدث فى كثير من هذه المؤتمرات المشابهة، أن المسئول يمسك بورقة مكتوبة بلغة شبه جافة ويلقيها بطريقة سردية، وهى طريقة أغلب الظن أنها لن تصل إلى الناس خصوصا البسطاء، لأنها رتيبة وتقليدية.
الرئيس قاطع أكثر من مسئول فى أكثر من مناسبة، وطلب منهم التحدث مع الناس بطريقة مختلفة. ظنى أن الرئيس لم يكن يريد من المحافظ، أو أى مسئول الإجابة 
فقط على الأسئلة، بل الفهم العام للقضية، ووضعها فى سياق المجتمع وظروفه.
وبالتالى يصبح السؤال: وهل المسئولون قادرون على أداء هذا الأمر؟!.
بالطبع هناك بعض الوزراء قادرون بحكم أن لديهم إمكانيات علمية وشخصية تؤهلهم، لكن الغالبية لا تملك ذلك، وهنا يصبح السؤال لماذا؟!.
لكى يكون الوزير أو المسئول كما يريده الرئيس، فالأمر يتطلب أولا ثقافة موسوعية، وفهما عاما وكبيرا وشاملا للسياق الذى نعيش فيه، ثم مؤهلات شخصية مثل طريقة الإلقاء وفن التأثير فى الناس ولغة الجسد، والأهم من كل ذلك أن يكون الكلام صادقا ويمس حياة الناس لكى يصدقوه وتؤثر فيهم.
للأسف الشديد لا نملك الكثير من هذه النوعية فى العديد من المجالات لأسباب يطول شرحها منها انهيار منظومة التعليم طوال العقود الماضية، لكن الأهم هو غياب الحاضنات الطبيعية التى تقوم بتفريخ هؤلاء المسئولين.
المتهم الرئيسى فى هذه القصة هو غياب أو ضعف تأثير الأحزاب والمؤسسات السياسية الفاعلة والنقابات والمجتمع المدنى الذى يمد الدول والحكومة بالكوادر المؤهلة.
ترجمة ذلك أن المسئول قد يكون حاصلا على أرفع المؤهلات الدراسية، والعديد من درجات الماجستير أو الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية، لكنه لا يستطيع إقناع عشرة مواطنين بسطاء بقضية عادلة!.
هو لم يتدرب على ذلك، ولم يحتك بالجمهور، ولا يستطع ربط الأمور ببعضها البعض. فى حين أن السياسيين المحترفين خصوصا فى الغرب يكسبون العديد من القضايا الخاسرة.
هذه المشكلة ليس سببها الإعلام، بل المناخ العام والمتمثل أساسا فى ضعف التعليم أولا، ثم فى غياب المؤسسات السياسية والفنية التى ترفد الحكومة بالكوادر، والإداريين المحترفين. والنتيجة الختامية هو وجود مسئولين كثيرين، يتمتعون بكل الصفات الأخلاقية والشهامة والطيبة والجدعنة لكنهم ليسوا مؤهلين فى مثل هذه المناصب. مثل هؤلاء ليسوا فقط معوقين، تماما للعمل العام، بل ويتحولون إلى «كعب أخيل» الذى تنفذ منه كل السهام الطائشة والقاتلة!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen