آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«سيفون سبورت».. ومشكلة مصداقية الإعلام

اليمن اليوم-

«سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام

بقلم - عماد الدين حسين

خالد محمد وجيه عبدالعزيز المواطن المصرى المقيم فى الكويت، والذى اخترع خبرا عن تعيين والده وزيرا للنقل على الرغم من أنه متوفى منذ عام ٢٠٠٨، لم يكن هو الأول عربيا أو عالميا الذى يفعل ذلك، وتقع ضحيته بعض المواقع الصحفية الإلكترونية الكبرى للأسف الشديد!!.
أشهر هذه المقالب على ما أذكر هو ما فعله أحد الأشخاص عام 2009، حينما اخترع اسما مقززا لموقع فرنسى وهمى هو «سيفون سبورت»، وكان ذلك أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم فى 2010. وكانت هناك المباراة الشهيرة التى ستحدد الصاعد لكأس العالم بين منتخبى مصر والجزائر، والتى أقيمت فى أم درمان فى نوفمبر ٢٠٠٩ وانتهت بصورة مؤسفة جدا. هذا الموقع المزيف نشر تصريحا نقلا عن أحد المنتديات الشهيرة، على لسان الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولاى ساركوزى يؤكد فيه «بأنه يصلى كل يوم حتى لا يتأهل المنتخب الجزائرى للمونديال، لكى يحافظ على نظافة شوارع باريس من الفوضى التى قد تخلفها الجالية الجزائرية، وأنه يتمنى فوز المنتخب المصرى»!!!.
الفضيحة لم تتوقف عند حدود نقل الصحف والمواقع المصرية والعربية لهذا الخبر. لم يركز أحدهم على كلمة «سيفون» التى يحمل الموقع اسمها، بل امتدت الماساة لتصل للصحافة الجزائرية التى حول بعضها الأمر لقضية قومية، وتسبب الأمر فى حالة من التوتر الدبلوماسى بين الجزائر وفرنسا، أدت إلى مطالبة بعض الإعلاميين للسفير الفرنسى بالجزائر بأن يجرى تحقيقا رسميا حول الواقعة!!.
وعندما تبين للجميع أن الأمر بأكمله مقلب سخيف، خجل البعض من وقوعه فى هذا الكمين، لكن لم يلتفت الكثيرون وقتها إلى أن هذا الفيروس سينتشر بسرعة شديدة، وسيصاب ببعض رذاذه الكثير من وسائل الإعلام التى لا تبذل جهدا كبيرا للتحقق من صحة الأخبار.
اختراع مثل هذه النوعية من الأخبار صار أمرا سهلا إلى حد كبير. يكفى أن يكون هناك شخص صحفى أو يعرف طبيعة المهنة وذوق القراء أو المشاهدين لكى يؤلف خبرا أو قصة أو حتى يؤلف حوارا على لسان أى شخصية عامة أحيانا تكون وهمية أو ميتة!!!.
وبالمناسبة فإن غالبية الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى هى من نفس عينة خبر وزير النقل أو موقع السيفون، والأسوأ ان العديد من رواد السوشيال ميديا يصدقون هذه الأخبار، ويتعاملون معها على أنها حقائق دامغة. هؤلاء لهم عذر كبير لأن وسائل الإعلام الأساسية والكبرى لا تصل اليهم أو لا تبذل جهدا لتقديم أخبار صحيحة فى الوقت المناسب لكى تواجه الأخبار المضروبة.
خالد محمد وجيه وغيره من مؤلفى هذه الأخبار يريدون البرهنة على أن بعض وسائل الإعلام لا تتحقق من أخبارها بالقدر الكبير، وأحيانا لا تتحقق بالمرة. وللأمانة فقد نجحوا فى ذلك. لكن السؤال وهل كان هناك شك فى أن المصداقية غائبة عن معظم ما تنشره الصحافة المصرية؟
هناك قلة قليلة من وسائل الإعلام المصرية لا تزال «تعافر وتجاهد وتناضل» من أجل الالتزام بالحد الأدنى من قواعد المهنة، ومنها التحقق والتأكد من صحة الأخبار ومصداقيتها، على الرغم من الرياح الشديدة المناوئة لذلك فى الوسط الإعلامى المصرى بأكمله الا ما رحم ربى.
لا عذر بالمرة لأى صحيفة حينما تنشر أخبارا مزيفة، لكن علينا أن نسأل بعض القائمين على أمر الإعلام المصرى: ماذا فعلتم لتساعدوا من يحاول الالتزام بقيم المهنة وشرفها وتنوعها وحريتها؟ والأهم ماذا فعلتم مع الذين ينتهكون كل يوم جميع القواعد المهنية على رءوس الأشهاد من دون أن يرمش لهم جفن؟
مرة أخرى وليست أخيرة الموضوع أكبر كثيرا من مجرد خبر مفبرك وقع ضحيته البعض، علينا جميعا أن نسأل أنفسنا: وماذا نحن فاعلون لإنقاذ ملايين المصريين الذين يتعاطون مواد إعلامية على السوشيال ميديا أخطر كثيرا من خبر وزير النقل المزيف؟!!!.

نقلًا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام «سيفون سبورت» ومشكلة مصداقية الإعلام



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen