آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كيف وصلنا إلى إعلان المبادئ؟!

اليمن اليوم-

كيف وصلنا إلى إعلان المبادئ

عماد الدين حسين
بقلم: عماد الدين حسين

صباح يوم الإثنين الماضى، وعقب نشر مقالى بعنوان: «هل أخطأنا بتوقيع اتفاق المبادئ؟»، تلقيت اتصالا من مسئول مصرى شغل منصبا رفيعا فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. المسئول ما يزال يتابع عن قرب ما يجرى فى العديد من الملفات، المصرية والعربية خصوصا مياه النيل.
الرجل لفت نظرى إلى أنه ليس صحيحا أن إثيوبيا لم تعترف بالحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل. هو طالبنى بالعودة إلى مذكرات السفير أحمد أبوالغيط عندما كان وزيرا للخارحية والتى حملت اسم «شهادتى».
عدت لهذه المذكرات وبالتحديد لصفحة ٢٦٨ وفيها ان ميليس زيناوى رئيس وزراء إثويبا الاسبق، حينما زار مصر فى اول يوليو عام ١٩٩٣، قد أقر بهذه الحقوق، ووقع على اتفاقية اطارية، تتضمن التعاون المشترك وتعهد فيها بعدم الاضرار بمصر مائيا، لكنه تراجع عن ذلك بعد عامين فقط، وعندما سأله البعض عن السبب، قال إنهم وقعوا الإعلان فى لحظة ضعف داخلية، وان مصلحتهم فرضت عليهم التوقيع على ما لا يقتنعون به»!!
فى هذه الصفحة من المذكرات يعلق ابوالغيط على هذا التراجع بقوله: «ان اجابة الاثيوبيين تعكس انتهازية تستثير الخشية وتفرض الحذر مع مثل هؤلاء الشركاء خاصة وهم يتحدثون عن بناء سدود عملاقة للاحتفاظ بمئات المليارات من الامتار المكعبة من المياه».
المسئول السابق يعتقد أن هذا السلوك الإثيوبى لم يتغير، فهم ربما يشعرون بفائض قوة، أى أن لديهم العديد من أوراق الضغط. وفى هذه النقطة لا أختلف إطلاقا معه، لأن ذلك هو جوهر ما كتبته فى المقال، حينما أكدت أن الأمر أولا وأخيرا، هو ماذا نملك من أوراق القوة، وليس فقط ما هو مكتوب فى إعلانات المبادئ والاتفاقيات والمعاهدات.
فى تقدير المسئول أن نقطة التحول الأساسية فى السلوك الإثيوبى العدائى تجاه مصر، لم تكن تقصير نظام حسنى مبارك، بل «الخطأ الكارثى الذى ارتكبه مجموعة من الناشطين المصريين الذين زاروا أديس أبابا عقب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بشهور».
هو يقول: «هم ذهبوا إلى هناك وقالوا للإثيوبيين: نحن آسفون على ما حدث معكم طوال السنوات الماضية، لقد أخطأنا فى حقكم. وسامحونا، لقد أزلنا هذه الطغمة الفاسدة، وجئنا إليكم بطبق من الحلويات تعبيرا عن اعتذارنا».
ظنى انه وبالنظر إلى تاريخ الازمة، والى الظروف الحالية والمماطلة التى تتصرف بها الحكومة الإثيوبية، فإن ما فعله الناشطون المصريون كان عاطفيا وبحسن نية، وفى المحصلة الاساسية كان خاطئا، لكن من الظلم الجزم بأن هذه الزيارة هى السبب الأساسى، فى ضعف موقفنا. تقديرى أننا بدأنا نفقد العديد من أوراق الضغط مع إثيوبيا بصورة تدريجية، بعد أن بدأ مبارك يهمل إفريقيا إلى حد كبير عقب محاولة اغتياله فى أديس أبابا صيف عام ١٩٩٥.
إثيوبيا كشفت لأول مرة عن السد خلال ثورة يناير 2011، والإعلان الرسمى كان فى إبريل من نفس العام، وليس بعد زيارة الناشطين. لكن المؤكد أن إثيوبيا استغلت الانشغال المصرى بالثورة للسير فى خطط بناء السد.
يقول المسئول أيضا «يجب النظر والتأمل فى الظروف التى دفعتنا للتوقيع على إعلان المبادئ عام ٢٠١٥ وقتها، حيث كانت ظروفنا ما تزال صعبة جدا، بل كانت هناك مشكلة كبرى اسمها «تيران وصنافير». ولم نكن نريد أن نضم خصوما إضافيين، وقوى كثيرة فى الغرب كانت متنمرة ضدنا بطرق مختلفة، منها تشجيع الإرهابيين، على إقامة نقطة ارتكاز ثابتة فى سيناء يرفعون عليها علمهم الأسود»!
هذا المسئول يقول أيضا: عام ٢٠١٥ لم يكن أمامنا إلا حسن النوايا، لكن كان يفترض أيضا أن نسأل أنفسنا وقتها: «احنا رايحين فين؟» وإلى ماذا سيقودنا هذا الإعلان فى ظل إدراكنا لحقيقة الموقف والتصرف والسلوك الإثيوبى ضدنا؟»! كان يفترض أنه يتضمن الإعلان أى إشارة لحقوقنا التاريخية، وأى تعهد من إثيوبيا بالحد الأدنى من حقوقنا، فى ورقة عليها توقيع أديس أبابا».
مرة أخرى أتفق مع هذا المسئول البارز، فى أن المسألة أولا وأخيرا هى أوراق القوة. لكن أختلف تماما فى أن المشاكل كلها بدأت بعد ٢٠١١. تقديرى انها حصيلة تراكم اسباب متعددة، على مدار سنوات.
البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، وعلينا أن نتلافى كل الأخطاء التى وقعنا فيها، وأن نعيد بناء موقف مصرى قوى مدعوم شعبيا، وأن نؤمن أنها قضية كل المصريين بل هى قضية الأجيال القادمة.
وسأحاول ان اعود لاحقا إلى الفصل السادس من مذكرات السفير احمد ابوالغيط، لانها تنير لنا الطريق، وتفسر لنا كيف وصلنا إلى «اعلان المبادئ، بل ولماذا تعقدت علاقاتنا مع دول حوض النيل، بالصورة الراهنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف وصلنا إلى إعلان المبادئ كيف وصلنا إلى إعلان المبادئ



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen