آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر!

اليمن اليوم-

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر

بقلم - عماد الدين حسين

فى التاسعة إلا الربع صباحا اتصلت بى محطة فضائية عربية كبيرة، لإجراء حوار معى فى الثانية عشرة ظهرا، بشأن تفسير سلوك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأركان نظامه فى التهجم المتكرر ضد الحكومة المصرية، عقب نجاح القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ يومى الأحد والإثنين الماضيين.
فى العاشرة تقريبا بدأت الأخبار العاجلة تتوالى عن اشتعال حريق داخل جرار قطار بمحطة مصر، ما أدى لخسائر بشرية ومادية فادحة. فى الحادية عشرة إلا الربع، اتصلت بى المحطة الفضائية العربية لتعتذر لى عن الحديث فى موضوع «الحمى التركية ضد مصر»، على أن عن حادث محطة مصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
لا أتحدث عن أمر شخصى، ولكنه أمر تكرر مع الجميع، لأن خبر كارثة محطة مصر، صار هو الموضوع الأول الرئيسى فى صدارة كل وسائل الإعلام الكبرى المحلية والعربية والدولية، بما فيها تلك الصديقة جدا لمصر حكومة وشعبا، لأنهم فى النهاية يبحثون عن الأخبار مهما كانت كارثيتها!.
فى هذا اليوم غيرت فضائيات «سكاى نيوز عربية»، و«العربية» و«الحدث» والـ«بى بى سى»، و«روسيا اليوم» خريطة برامجها، بحيث صار حادث محطة مصر هو محور التغطية المفتوح، وهذا الأمر تكرر فى كل المواقع الإلكترونية المصرية والعربية والإذاعات، إضافة بالطبع للصحف الورقية.
شخصيا تكلمت فى أكثر من فضائية عن الحادث، واستمعت إلى أحاديث ومداخلات زملاء وخبراء ومسئولين كثيرين.
القاسم المشترك الأكبر فى هذه المداخلات كان يدور حول مصطلحات مثل: «الإهمال، التقصير، الفوضى، انعدام الكفاءة، تفشى المحسوبية، غياب ثقافة المحاسبة، قلة الموارد، غياب التدريب والتأهيل».
وأسئلة من قبيل: لماذا تتكرر هذه الحوادث بصورة دورية وعلى فترات متقاربة، ومتى نجد حلولا حكومية جذرية لهذه المشكلة، وهل الحل هو تحميل مسئولية مثل هذه الحوادث الضخمة لمحولجى أو سائق أو حتى رئيس هيئة السكة الحديد ووزير النقل، بل وكل مجلس الوزراء، ولماذا لا تنفق الحكومة على تطوير السكة الحديد بدلا من الإنفاق على مشروعات أخرى، قد لا تكون ذات أولوية قصوى؟!.
ما أقصده من كل الكلام السابق أن عدم معالجة الخلل الشامل فى مرفق مثل السكة الحديد أو غيره من المرافق الحيوية الأخرى، سوف ينسف كل الجهود أو معظمها، التى تتحقق فى مجالات أخرى مهما كان بريقها.
ذاكرة وسائل الإعلام الحديثة، خصوصا السوشيال ميديا، صارت مثل ذاكرة السمك، تنسى بسرعة، وتجرى خلف الحوادث الجديدة مهما كانت قسوتها وبشاعتها.
الجميع كان يتحدث عن الإنجاز الذى تحقق فى شرم الشيخ خلال القمة العربية الأوروبية. وأن سر غضب أردوغان ونظامه من هذه القمة، هو السبب الجوهرى وراء هجماته المتكررة ضد الحكومة المصرية.
للأسف كل ذلك تلاشى، وأفسح الطريق فقط للحديث عن الكارثة. وكان منطقيا أن استدعاء كل التعبيرات والمصطلحات السلبية، التى تخصم من رصيد الحكومة المصرية، ولا تضيف إليها بالمرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
الدرس المستفاد من هذه القصة هو أن تدرك الحكومة المصرية بصورة لا ليس فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، بأن الإصلاح لابد أن يكون شاملا.
لا يكفى أن أصلح منظومة الدعم، وأترك منظومة النقل، ولا يكفى أن أشيد أفضل الطرق، وأترك سائقى المقطورات يدمرونها بالحمولات الثقيلة، لا يكفى أن أبدأ فى إصلاح منظومة التعليم فى حين أن منظومة وثقافة التوك توك كفيلة بأن تدمر وتفسد بشكلها الراهن أى منظومة قيمية وأخلاقية مهما كانت النوايا الطيبة للقائمين عليها.
سوف نكتشف أن خطأ سائق أو موظف صغير، لم يجد من يعلمه أو يحاسبه ويردعه، قد يتسبب فى خسائر فادحة تكلفنا الكثير، وتهدر قيمة إنجازات ضخمة تحدث هنا وهناك.
على الحكومة أن تؤمن أن الإصلاح عملية شاملة وتحتاج صرامة شديدة، وقيادات وكوادر نموذجية حتى تستطيع أن تقنع الناس البسطاء بتصديقها.
فى ظل سطوة وسائل التواصل الحديثة خصوصا السوشيال ميديا، علينا أن نفهم الأمور جيدا. وهى أن الإعلام يتغذى على المصائب والكوارث. هذا لا يسىء إلا الإعلام، ولكن يفترض أن نبحث عن الطرق التى تمنع أو تقلل الأخطاء والكوارث وليس أن نلوم الإعلام كما يعتقد البعض مخطئا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع          

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر المسافة من شرم الشيخ لمحطة مصر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen