آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من يسيطر على طرابلس؟!

اليمن اليوم-

من يسيطر على طرابلس

بقلم - عماد الدين حسين

فى يوليو الماضى دافع أحد قادة الميليشيات الخاصة فى العاصمة الليبية طربلس عن قيام بعض عناصره بتنفيذ عمليات اعتقالات من دون وجود أوامر قضائية، وقال: «لا يمكن التصرف، وكأن الحكومة فى وضع يسمح لها بإصدار أوامر لنا»!.
بدأت بهذه الفقرة تحديدا للإشارة إلى حقيقة الأوضاع فى طرابلس، التى يدور قتال شديد على أطرافها الآن بين قوات الجيش الوطنى الذى يقوده المشير خليفة حفتر، ضد مجموعة من الميليشيات المختلفة، سنحاول أن نلقى الضوء عليها، اعتمادا على المعلومات المنشورة فى أكثر من مكان، خصوصا موقع هيئة الإذاعة البريطانية فى ٥ إبريل الجارى، تحت عنوان، من يقاتل من فى ليبيا؟!.
المفترض أن هناك حكومة فى العاصمة، معترف بها من الأمم المتحدة نتجت عن اتفاق الصخيرات، ويقودها فايز السراج، والمفترض أنها تسيطر نظريا على العاصمة، لكن واقع الحال يقول العكس، والقائد الميليشاوى الذى بدأنا به الكلام، هو يقودها عبدالرءوف كاره، ويقود ميليشيا «قوات الردع الخاصة» وتتكون من ١٥٠٠ عنصر وذات توجه سلفى، والمفترض أنها تابعة نظريا لوزارة داخلية حكومة الوفاق. فى قاعدة معيتيقة الجوية، فى مايو الماضى أمر المجلس الرئاسى بحلها وضمها لجهاز ردع الجريمة غير المنظمة والإرهاب، لكنها رفضت الامتثال للقرار. وهناك اتهامات بأنها تدير سجونا سرية خاصة تجرى بها عمليات تعذيب بعيدا عن أعين الحكومة.
تحالفت الميليشيات الرئيسية الفاعلة فى طرابلس هى «قوات حماية لييبيا» وهى تحالف يضم ٤ ميليشيات وتأسست فى ديسمبر الماضى، بعد اشتباكات دامية جرت بينها فى أغسطس وسبتمبر الماضيين.
الميليشيا الأولى فى هذا التحالف هى «ثوار ليبيا» ويقودها هيثم التاجورى الذى بدأ حياته ضابط شرطة ويسيطر على منطقة ورشفانة جنوب العاصمة، وهى التى اعتقلت عضو المجلس الرئاسى فتحى المجبارى بحجة دعمه للمشير حفتر، وتسيطر على مناطق عين زارة والمناطق الساحلية الغربية وسوق الجمعة وقرقارش، ويصل عدد أفرادها إلى ١٣٠٠ مقاتل، وتدين بالولاء لجماعة الإخوان.
والميليشيا الثانية هى «قوة الرادع والتدخل المشترك»، أو أبوسليم ويقودها عبدالغنى الكلكى وشهرته غنيوة، ورغم دعمها للحكومة إلا أنها دخلت فى صراع مع ميليشيا أخرى هى «النواصى» المعروفة أيضا بـ«القوة الثامنة»، ويعتقد أنها مسئولة عن خطف المدير المالى لهيئة الاستثمار الليبية فى يوليو الماضى، وتنتشر حول مطار معيتيقة وعددها «٥٠٠ عنصر»، ونشرت دبابات فى شوارع العاصمة احتجاجا على اعتراف وزير خارجية الوفاق محمد سيالة بحفتر قائدا للقوات المسلحة.
تلك هى الميليشيات الأربع الرئيسية وهناك لاعبون آخرون منهم «لواء البقرة» ويقوده بشير خلف الله الشهير بالبقرة، ودخل فى اشتباكات دامية ضد قوات الردع الخاصة، مما دفع السراج إلى إصدار أوامر بحل الميليشيا، لكن خلف الله لم يمتثل.
هناك أيضا فيلق صلاح البركى ويدعم المؤتمر الوطنى الهام، ويسيطر عليها المتطرفون الإسلاميون، ويرفضون الاعتراف بشرعية المؤسسات التى تدعمها الأمم المتحدة، ويرتبط الفيلق بقوات فجر ليبيا الموالية للإخوان، وكذلك ميليشيا صلاح بادى، التى تسببت فى تدمير مطار طرابلس الدولى، خلال الاشتباكات الدامية فى عام ٢٠١٤، وهناك صراع مستمر بين هذه الميليشيا وقوات غنيوة فى أبوسليم.
هناك أيضا «اللواء السابع ــ ترهونة» وشهرته «الكانيات» نسبة إلى قائده محمد الكانى، ويتمركز أساسا فى ترهونة ٦٠ كيلومترا جنوب شرق طرابلس، ودخل فى قتال عنيف مع ميليشيا ثوار ليبيا، وقوات أبوسليم ولواء النواصى، لكنه انهزم وانسحب من مواقعه وسط طرابلس.
هناك أيضا لواء حلبوص فى مصراتة، وصار قائده محمد الحلبوصى قائدا عاما فى المنطقة المركزية العسكرية، لكنه قتل فى الاشتباكات التى وقعت قبل عام وحل محله بشير عبداللطيف، وتسيطر قواته على قصور الضيافة وباب بن غشير، وصلاح الدين وخلة الفرجان وطريق المطار.
وهناك ميليشيا لواء المحجوب وهى كتيبة تابعة للمجلس العسكرى بمصراتة أو قوات «البنيان المرصوص» ومكلفة بحماية مبنى رئاسة الوزراء وتتكون من ألف عنصر.
وهناك أخيرا ما يسمى بـ«القوات الوطنية المتنقلة»، وهى موالية لبقايا حكومة الإنقاذ الوطنى التى كان يقودها خليفة الغويل الموالى بدوره لفجر ليبيا أو جماعة الإخوان، لكنه ينكر كل ذلك الآن.
تلك إشارة سريعة إلى الميليشيا التى تحكم طرابلس، وهى ليست منسجمة، وتدخل فى صراعات دائمة بالأسلحة الثقيلة وعمليات تصفية واغتيالات، ويدفع الأبرياء الثمن.
لا يستطيع فايز السراج أن يأمر أى قائد ميليشيا بأى أمر، وحتى المبعوث الدولى للأمم المتحدة لم يستطع ذات يوم أن يشير صراحة إلى اسم «البقرة» باعتباره المتهم بقصف مطار طرابلس الدولى! فهل يمكن مع مثل هذه الميليشيات الحديث عن دولة قانون ومؤسسات؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يسيطر على طرابلس من يسيطر على طرابلس



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen