آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الرجاء والوداد.. والحكم الرشيد في إفريقيا

اليمن اليوم-

الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا

بقلم - عماد الدين حسين

 ما حدث فى مباراة الإياب لبطولة الأندية أبطال الدورى الإفريقى لكرة القدم فى استاد رادس التونسى بين فريقى الترجى التونسى والوداد المغربى يوم ٣٠ مايو الماضى ليس مقتصرا فقط على التنافس فى كرة القدم، ولكنه شديد الارتباط بالمشاكل والصعوبات والأزمات التى تعانى منها القارة الإفريقية فى مجالات متعددة من أول المجاملات والفساد، والتعصب والترهيب والغوغائية نهاية بالاستبداد وغياب الحكم الرشيد.ما حدث فى هذه المباراة، وما تلاها من تداعيات يشير إلى أننا نحتاج الكثير فى إفريقيا، حتى نصبح مثل العالم المتقدم.
الفريقان التقيا فى مباراة الذهاب بالدار البيضاء، وانتهت بالتعاون الإيجابى بهدف لكل منهما، وهى نتيجة طيبة للفريق التونسى، وفى مباراة الإياب برادس تقدم الترجى بهدف، وفى الدقيقة ٥٨ سجل لاعب الوداد ولد الكرتى هدفا، ألغاه حكم المباراة الجامبى بكارى جاساما من جامبيا، بحجة التسلل.لاعبو المغرب أصروا على أنه صحيح وطلبوا من الحكم اللجوء إلى تقنية فيديو «الفار» «VAR» للتأكد من الأمر، لكن المفاجاة هى اكتشاف تعطل تقنية الفار.لاعبو الوداد رفضوا استكمال المباراة، التى ظلت متوقفة لمدة أكثر من ساعة ونصف، نزل خلالها معظم مسئولى الاتحاد الإفريقى إلى الملعب لإقناع اللاعبين باستئناف اللعب، ونزل مشجع تونسى واشتبك مع بعض لاعبى الوداد، وفى النهاية اعتبر الحكم الجامبى، فريق الوداد منسحبا، والترجى فائزا باللقب.المغاربة تحركوا وقدموا العديد من الشكاوى للاتحاد الإفريقى، وهددوا بالتصعيد لكل المستويات، وفى النهاية اجتمع الاتحاد الإفريقى «كاف» فى باريس يوم الأربعاء الماضى، وقرر إعادة مباراة الإياب فى بلد إفريقى محايد بعد نهاية أمم إفريقيا فى مصر، وتجريد الفريق التونسى من الميداليات الذهبية.إلى هنا فإن كل ما سبق يتعلق بكرة القدم والشق الرياضى، لكن الجزء الأهم يتعلق بصورتنا كأفارقة فيما يتعلق بالنزاهة والاستقامة والمساواة والعدالة وتوحيد المعايير والحكم الرشيد والأهم الإحساس بالأمان.للأسف الشديد هذه المباراة تشير إلى أن مثل هذه الحوداث لا تقع إلا فى إفريقيا والعالم العربى، وأحيانا أمريكا اللاتينية، كما حدث فى نقل مباراة نهائى أبطال أمريكا اللاتينية العام الماضى بين بوكا جونيور وريفربليت، من بيونس أيرس عاصمة الارجنتين إلى إسبانيا.فى المبارات الحاسمة فى النهائيات الإفريقية نسمع كثيرا عن رشوة الحكام، لكى يفوز الفريق الذى يدفع أكثر، وليس الذى يلعب أفضل.فى هذه المباريات تقوم الجماهير بمحاصرة فندق الفريق المنافس طوال فترة إقامته، بل وخلال نومهم، وتهاجم أتوبيسات اللاعبين والمشجعين، وتظل طوال المباراة تسب وتشتم الفريق الضيف، وتتفنن فى إيذائه من أول الليزر إلى الرشق بزجاجات المياه وكل ما تقع يداها عليه.أطراف مثل هذه المباريات يتعاملون وكأنهم فى معركة حربية حاسمة، وليست مباراة رياضية عابرة. أما الأخطر فهو أن اتحاد كل دولة إفريقية يحاول أن يجيش كل علاقاته داخل الاتحاد الإفريقى، من أجل أن يفوز فريق بلده، وليس من أجل ضمان وجود المعايير الصحيحة حتى لو تعارضت معه.فى نهاية مثل هذه المباريات لا يقوم المهزوم بتهئنة الفائز، كما يحدث فى كل ملاعب العالم الطبيعية خصوصا أوروبا، لكن نرى الغضب والتشاحن والاستقطاب والكره والبغضاء، وعلينا أن نتذكر ما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى فى استاد بورسعيد فى فبراير ٢٠١٢ أو نهائيات كأس أمم آسيا الأخيرة.قرار الاتحاد الإفريقى، بإعادة المباراة، شجاع جدا، خصوصا أنه ربطه بغياب الأمن فى رادس وليس بعدم احتساب الهدف الملغى، الاتحاد الإفريقى يحتاج لعلاج كل الثغرات الموجودة داخله، خصوصا ما يقال عن الفساد المستشرى، وأن يتوقف عن أى ممارسات تهدد أصول وقواعد اللعبة الشعبية، وأن يرسل رسالة واضحة للجميع بأن البلطجة والرشاوى والترهيب والضغط العصبى لن تكون هى معايير اللعبة فى المستقبل.من حق لاعبى ومشجعى الوداد أن يفرحوا للقرار، وبالطبع نتفهم غضب واعتراض الترجى ومن حقهم أن يطعنوا على القرار حيث يرونه ظالما، لكن ما نتمناه أن تكون هذه الأحداث المؤسفة بداية لإصلاح، ليس فقط حال كرة القدم التى يتابعها الجميع، ولكن إصلاح الأوضاع الإفريقية المختلة، فما يحدث فى دهاليز الاتحاد الإفريقى وملاعبه يتكرر تقريبا داخل حكومات وشوارع هذه القارة السمراء المنكوبة بالفساد والاستبداد.نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا الرجاء والوداد والحكم الرشيد في إفريقيا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 14:29 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"مرسيدس" تطلق النموذج الجديد كليا من "GL"

GMT 14:17 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

الفساد .. بحر أم مطر؟

GMT 02:35 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

هواتف أيفون 2018 ستأتي بأسعار أعلى من المتوقع

GMT 18:15 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

خادم الحرمين الشريفين يزور جامع الأزهر

GMT 16:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا وبيجو يفسخان عقدهما لإنتاج السيارات الصغيرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen