آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من الذى يعرقل القوة العربية المشتركة؟

اليمن اليوم-

من الذى يعرقل القوة العربية المشتركة

بقلم - عماد الدين حسين


هل العرب قادرون على حماية أنفسهم من دون الحاجة إلى تدخلات خارجية؟!
الإجابة هى نعم، لكن كيف يقتنعون بذلك، والأهم كيف يحققون ذلك عمليا؟! تلك هى المشكلة.
خلال اللقاء الذى عقده الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رؤساء تحرير الصحف المصرية والمراسلين الأجانب، على هامش منتدى شباب العالم لفت نظرى قول الرئيس: «نحن قادرون معا إذا توحدنا أن نحمى بلادنا العربية».
الرئيس شرح الأمر بقوله: «لو أنه تم جمع الأسلحة العربية البرية والبحرية والجوية معا، فسوف تكون لدينا قدرات كبيرة ومع التنسيق والإدارة الجيدة يمكننا أن نحمى بلادنا من أى شرور، وسيكون وزننا أكبر بكثير، سواء توحدنا تحت اسم الناتو العربى أو القوة العربية المشتركة». هذا هو جوهر كلام الرئيس.
وأظن أن أى مواطن عربى عاقل يفكر منذ عشرات السنين فى هذه المعادلة البسيطة. إذا كان حاصل جمع جميع أنواعه الأسلحة العربية من دبابات وصواريخ وطائرات وسفن، إضافة إلى الجنود والضباط أكبر بكثير مما يملكه أى عدو لهم، فلماذا هذه الفرقة والتناحر والانقسام؟!
وأنا صغير كنت أسأل نفسى دائما، إذا كنا كعرب أقوى من الإسرائيليين فى كل شىء، فلماذا هذا الضعف والتأخر والانهزام، ولماذا كلما زادت قوتنا العسكرية ضعف موقفنا السياسى؟!
الإجابة هى أن العدو أو الأعداء وما أكثرهم هذه الأيام ــ يعلمون أن توحدنا يعنى نهاية الهيمنة والسيطرة، وبالتالى فالهدف الاستراتيجى لهم هو استمرار الانقسام والتشرذم العربى، حتى تستمر هذه المعادلة المختلة.
للموضوعية لا يمكن أن نلوم الأعداء، لأنهم يعملون على استمرار انقسامنا، سواء كانت انقسامات داخل كل دولة أو بين الدول العربية بعضها البعض. توحدنا يضر الأعداء، وبالتالى فالمنطقى أن يستمروا فى محاولاتهم، وأن يفشلوا أى محاولة للتوحد. وبالتالى فالسؤال المنطقى هو أين هو دورنا كعرب، وهل نحن نحاول إنهاء هذا الانقسام، أم أن بعضنا ينفذ بوعى أو من دون وعى أهداف الأعداء؟
للأسف الشديد، لا توجد إرادة سياسية لدى بعض الحكومات العربية فى التوحد خصوصا العسكرى. نتذكر أن مصر طرحت قبل سنوات قليلة فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة، تستطيع أن تتدخل لمواجهة وردع أى تدخلات أو عدوان على أى دولة عربية. للأسف الشديد فإن هذه الفكرة تعثرت بسبب رفض حكومات عربية، بعضها أغرق الفكرة فى التفاصيل ومن الذى يقود ومن الذى يمول، وبعضها حقق بقصد أو من دون قصد رغبة أطراف أجنبية فى عرقلة هذه الفكرة، حتى لا تخرج إلى النور. وبدلا من أن تتوحد القوات العربية المشتركة لردع الأعداء، فوجئنا بأن هذه القوات منهمكة فى حروب أهلية أو مناطقية أو طائفية.
وبدلا من مواجهة العدو الرئيسى للامة العربية وهو الاحتلال الصهيونى فى فلسطين، فوجئنا بأن الأسلحة العربية تتوجه ناحية صدور الأشقاء والإخوة.
اكتشفنا أن هناك فيتو إسرائيليا أمريكيا على أى مصالحة فلسطينية بين «فتح» و«حماس»، وتعميق الخلاف الخليجى الخليجى، ومحاربة لأى عملية للقضاء على التنظيمات الإرهابية فى سوريا وليبيا.
لكن مرة أخرى، ما كان للأطراف الخارجية أن تنجح فى هذه المهمة الخطيرة، من دون دعم من أطراف عربية داخلية، ترى ان علاقتها القوية بإسرائيل مثلا، أهم من تقوية علاقتها بجيرانها أو حتى بأبناء وطنها.
وما لم تتغير هذه النظرة وهذه الثقافة، فسوف نظل أضعف لأن أسلحتنا مهما كثرت، فهى موجهة لصدور بعضنا البعض.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذى يعرقل القوة العربية المشتركة من الذى يعرقل القوة العربية المشتركة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen