آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين؟

اليمن اليوم-

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين

بقلم - عماد الدين حسين

سألت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم ظهر يوم الخميس الماضى، سؤالا محددا ما الذى سيدفع المواطنين للتبرع لـ«صندوق وقف تطوير التعليم؟!».

الإجابة كانت بكلمة واحدة هى أن ذلك سوف يتم فى اللحظة التى سوف يثق فيها المواطنون فى جدوى ما تفعله الحكومة.
هذا السؤال سبقه سؤال آخر، وهو: هل تأملون فى الحصول على أموال لهذا الصندوق من تلك التى يدفعها أولياء الأمور للدروس الخصوصية، ويقدرها البعض ما بين ٣٠ إلى ٤٠ مليار جنيه سنويا؟.

أتفق تماما مع الوزيرين أنه يستحيل الحصول على موافقة المجتمع على أى مشروع ثم تمويله، من دون توافر عنصر الثقة. وغيابها سبب رئيسى فى الكثير من المشكلات التى نعيشها منذ عقود طويلة.

قبل الجلوس مع الوزيرين بدقائق، كنت قد استمعت للمهندس هانى محمود وزير الاتصالات الاسبق ورئيس مؤسسة تروس مصر، يتحدث أيضا عن عامل الثقة خلال جلسة «آفاق التنمية المستدامة»، فى إطار فاعليات «الأسبوع العربى للتنمية المستدامة»، وشارك فيها الدكتور أحمد كمالى، نائب وزيرة التخطيط.

هانى محمود قال: «لن تتقدم دولة، ولن نستطيع تحقيق تنمية مستدامة ناجحة دون التعاون بين (المثلث الذهبى للتنمية) أى الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، وأتمنى أن تكون المرحلة الحالية هى بداية لعودة الثقة بين مؤسسات الدولة المختلفة».

من الذى يتحمل مسئولية غياب الثقة؟

قولا واحدا هى الحكومة. لا أقصد هذه الحكومة فقط، بل غالبية الحكومات، التى حكمت مصر فى العقود والحقب الأخيرة.

مجمل ممارسات هذه الحكومات هى التى أصابت غالبية المواطنين بفقدان الثقة، ولم يعد يصدق حتى الإنجازات الحقيقية للحكومة بين وقت وآخر.
فى تقدير الدكتور طارق شوقى فإنه عندما تتوافر الثقة ويكتشف المواطنون نجاح تطوير التعليم، وكذلك البرامج التى سيمولها هذا الصندوق الخيرى، فسوف يبدأون فى التوقف عن إرسال أولادهم للسناتر والدروس الخصوصية.

الوزير يقول إنه سيتم إطلاق حملة دعائية فور الانتهاء من أوراق تأسيس الصندوق لدعوة الأفراد للاكتتاب، وكذلك حملة ترويجية بين المصريين فى الخارج للتبرع للصندوق، إضافة إلى أصحاب البنوك وأصحاب المدارس الخاصة والدولية.

أحد الوزارء قال لى: لماذا تحملون الحكومة مسئولية كل الأخطاء؟ صحيح أن حكومات كثيرة أخطأت، لكن عليكم تذكر أن هناك ثقافة عامة مسئولة عن هذا الواقع المرير. هذه الثقافة تجعل كل المواطنين بما فيهم الأغنياء يتصورون أن أى حاجة تأتى من الحكومة، فلابد أن تكون مجانية وببلاش. ربما يكون المواطنون معذورون، لأنهم تعودوا على ذلك، وربما تكون الحكومة السابقة أخطأت لأنها شجعت هذه الثقافة، لكن حان الوقت لتغيير هذه الثقافة، لأننا دفعنا ثمنا غاليا لها تمثل فى الحال الصعب، الذى وصلنا إليه الآن، ونجاهد فى تغييره.

الوزير يقول: «هناك حق للمواطن، وهناك واجب عليه، ومن دون إدراك ذلك، ستكون هناك مشكلة ستجعلنا ندور فى حلقة مفرغة».

نعود مرة أخرى إلى فكرة «استعادة الثقة» وهو أمر صحيح تماما، ولن يتم إلا حينما يدرك المواطنون أن الحكومة لا تتعامل معهم باعتبارهم رعايا أو مجموعة من العبيد عليهم أن ينفذوا كل ما يطلبه السيد الذى هو الحكومة.

فى رأيى تبذل الحكومة جهودا ممتازة فى العديد من القطاعات، خصوصا الكهرباء والطاقة والنقل والصحة، وهناك نتائج ممتازة نراها على الأرض، لكن غياب الثقة يهدد العديد من هذه الإنجازات وغيرها.

الثقة تحتاج إلى بناء مستمر وعمل دءوب، وأن تصل رسالة واضحة لا لبس فيها إلى المواطنين، أن الحكومة حريصة فعلا على مصالحهم، وأنها حتى حينما تتخذ قرارات صعبة وغير شعبية، مثل رفع الأسعار فإنه لا يوجد عندها بديل آخر، وأنها حينما تطالب المواطنين بالتقشف فإنها تقشفت قبلهم.

محاربة الفساد بلا هوادة والضرب على أيدى الفاسدين أحد أوجه استعادة الثقة، وتطبيق سيادة القانون على الجميع، واختيار أهل الخبرة وليس أهل الثقة، عامل آخر مهم فى استعادة هذه الثقة شبه المفقودة.

تستطيع الحكومة فى ظرف زمنى قليل أن تستعيد ثقة المواطنين، إذا قامت فعلا بتطبيق الإجراءات والآليات السابقة على أرض الواقع أو بدأت فى بعضها على الاقل. المواطنون ليس بينهم وبين الحكومة أى عداوة، هم يريدون أن يلمسوا الصدق فيها ويروا ذلك بأعينهم على أرض الواقع.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين كيف تستعيد الحكومة ثقة المواطنين



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen