آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

صندوق دعم التعليم.. الواقع والخيال!!

اليمن اليوم-

صندوق دعم التعليم الواقع والخيال

بقلم - عماد الدين حسين

فكرة تأسيس صندوق وقف جديد باسم «الاستثمار ودعم التعليم» فكرة جيدة ونبيلة وممتازة، وتستحق الدعم والتشجيع، لكن السؤال المهم والأزلى هو: كيف يمكن تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس ومستمر، وألا تتبخر كما تبخر غيرها من قبل؟!

هذا السؤال وجهته إلى الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم ظهر يوم الخميس الماضى، خلال لقاء سريع جمعنى بهما ومعهما الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى، على هامش اليوم الأخير من مؤتمر «الأسبوع العربى للتنمية المستدامة».

د. هالة السعيد قالت إن الهدف الأساسى من هذا الصندوق هو تمويل تدريب المدرسين ورعاية الطلاب المتفوقين وبناء المزيد من الفصول للتغلب على مشكلة ارتفاع الكثافة.

هى أكدت أنه لأول مرة نفكر بعقلية استدامة هذه العملية من دون ارتباطها بوجود وزير أول مسئول معين، فالوزير لن يتخذ قرار الصرف من الصندوق، بل مجلس الإدارة المكون من المكتتبين والخبراء المستقلين الذين سيكونون أعضاء فيه.

فكرة الصندوق أنه سيكون وقفا خيريا يقوم على نظام الاكتتابات والأوراق المالية حسب نظام سوق المال. المبلغ الأساسى سيكون ٢٠٠ مليون جنيه بالتعاون بين وزارتى التعليم والأوقاف وبنك الاستثمار القومى، والهدف أن يصل رأس مال الصندوق إلى مليار جنيه، قبل شهر يونيه القادم. وزارة الأوقاف ستسهم بنحو ١٠٠ مليون جنيه سنويا، فى رأس مال الصندوق، وسوف يتم دعوة المؤسسات المصرفية والبنوك وبعض رجال الأعمال للمشاركة فى دعم الصندوق.

الدكتور طارق شوقى قال إن هذا «الوقف الخيرى» يكشف هدف الحكومة والوزارة فى ضمان استمرارية مجانية التعليم عن طريق ترشيد الإنفاق وتوجيه الدعم لمستحقيه. وأنه تم الاتفاق مع أصحاب المدارس الخاصة والدولية على مشاركتهم فى رأس مال الصندوق كنوع من المشاركة المجتمعية، وتحقيقا للعدالة الاجتماعية.

الحكومة تقول بوضوح إنها غير قادرة على تحمل تكلفة التعليم، وأنها تحتاج إلى بناء ٢٦٠ ألف فصل تتكلف ١٣٠ مليار جنيه، هل يعنى ذلك أنها ستلغى مجانية التعليم؟!! هى نفت ذلك أكثر من مرة خلال الأيام الأخيرة، لكن السؤال الجوهرى، من الذى سيدفع هذه الأموال أو من الذى سيمول التعليم؟!.

المنطق يقول إن الحكومة تأخذ الضرائب من المواطنين، نظير أن تقدم لهم التعليم والصحة بالمجان كما تفعل كل البلدان المحترمة، وبالتالى فليس منطقيا أن تأخذ منهم أموالا أخرى من أجل تعليم أولادهم، والأصح أن تضمن جمع الضرائب من الأغنياء بصورة عادلة، كما يفعل كل العالم المتحضر.

وإلى أن يحسم هذا الجدل بصورة واضحة ــ ولا أعتقد ذلك سيحدث قريبا ــ فعلينا البحث عن طرق ووسائل واقتراحات لا تحمّل الفقراء مزيدا من الأعباء، ليضمنوا الحد الأدنى من التعليم الجيد لأولادهم.

«صندوق الوقف» هو أحد هذه الوسائل، لأنه تفكير فعلا خارج الصندوق، ومعمول به فى الكثير من بلدان العالم المتقدمة فى أوروبا وأمريكا. وهناك رجال أعمال كبار يمولون بناء وتأسيس مستشفيات وجامعات ومدارس بصورة مستدامة، من خلال هذه الوقفيات. 

سؤال آخر: هل ينجو مثل هذا الصندوق من الغرق فى دهاليز البيروقراطية والفساد والترهل الإدارى؟
لا أملك إجابة شافية بالطبع، وإن كنت أتمنى ذلك. النوايا طيبة موجودة لكن لا تكفى وحدها، بل تحتاج آلية محددة ومستدامة حتى يخرج هذا الصندوق للنور ويكون فعالا والأهم أن يشعر الناس بوجوده وبأهميته.

والسؤال الجوهرى: ما الذى سيدفع الناس للتبرع لهذا الصندوق.. هل هم أصلا يثقون فى الحكومة، الإجابة غدا إن شاء الله.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صندوق دعم التعليم الواقع والخيال صندوق دعم التعليم الواقع والخيال



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen