آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بارقة أمل فى ملف سد النهضة

اليمن اليوم-

بارقة أمل فى ملف سد النهضة

بقلم - عماد الدين حسين

«التطور الذى قد يشكل نقلة إيجابية فى ملف سد النهضة أن هناك بدايات لتفاهم سياسى حقيقى بين قادة البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا» ــ هذه العبارة قالها لى دبلوماسى عربى بارز مطلع على تطورات الملف. هو يرى أن هناك مشاكل لا تزال موجودة فى الجزء الفنى منذ بداية الأزمة، لكن الذى كان يجعلها شديدة التعقيد وتراوح فى محلها هو غياب التفاهم السياسى أو الرغبة والإرادة فى الوصول إلى حل.

هذا الدبلوماسى قابلته مساء الخميس الماضى، وسبق له أن خدم فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمدة خمس سنوات. يضيف أن التطورات السياسية فى إثيوبيا قد تقود إلى حلحلة ليس فقط فى ملف سد النهضة ولكن فى مجمل منطقة القرن الإفريقى.
هذا الدبلوماسى ــ المحب والعاشق لمصر ــ يقول إنه يتصور أن مصر وإثيوبيا سوف تتوصلان فى نهاية المطاف إلى اتفاق يسمح لأديس أبابا، بأن تملأ سد النهضة فى فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات، لكن بسيناريوهات مختلفة. بمعنى هذه الفترة قد تزيد إذا كان موسم فيضان نهر النيل شحيحا، وتقل إذا كان الفيضان كبيرا.

لكن هل ستتأثر حصة مصر من مياه النيل فى فترة ملء السد؟!.

الإجابة هى نعم، لكن التأثر سيكون مختلفا بمعنى أن حصة مصر الرئيسية والتى تصل إلى ٥٥٫٥ مليار متر مكعب، قد لا تتأثر كثيرا، لكن الذى سيتأثر إلى حد ما هى الحصة التى تصل لمصر، من تلك التى لا تستطيع السودان أن تخزنها، وهذا الأمر محل نقاش بين البلدان الثلاثة خصوصا بين مصر والسودان.

سألت الدبلوماسى: وهل سيكون لمصر وجود على مستوى الخبراء فى مراقبة تشغيل السد؟
أجاب الرجل بقوله المفترض أنه سيكون هناك وجود لخبراء مصريين وسودانيين خلال فترة ملء السد. وتسعى القاهرة أن يكون لها وجود دائم فى مراقبة عمل وتشغيل السد، لكن إثيوبيا لا تزال ترى أن ذلك قد يمس سيادتها.

قلت للمسئول العربى البارز: ولكن اجتماع وزراء الرى فى البلدان الثلاثة الذى عقد قبل أيام فى أديس أبابا، لم يسفر عن أى تقدم. هو أقر بذلك ولكنه عاد للسطور الأولى من هذا المقال، حينما قال إن التنسيق بين قادة الدول كفيل بالتوصل إلى صيغة سوف ترضى الجميع.

فى تقديره أن على مصر ألا تركز فقط فى علاقتها بإثيوبيا والسودان على ملف سد النهضة، بل أن تسعى إلى تنويع علاقاتها خصوصا مع إثيوبيا فى جميع المجالات. فى تقديره أن التطور الأبرز الذى حدث فى الشهور الأخيرة هو فكرة التعاون بين البلدان الثلاثة فى ملفات وموضوعات وقضايا أخرى غير سد النهضة. على مصر من وجهة نظر هذا الدبلوماسى «ألا تضع كل بيضها فى سلة واحدة»، أى سلة سد النهضة، خصوصا أن مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة متنوعة ومتاحة، وأى جهد سيظهر وبسرعة، والأهم سيشعر به مواطنو الدول الثلاث.

الدبلوماسى يقول إنه ليس معنى كلامه أن «كل الأمور تمام وزى الفل». هناك صعوبات ومشاكل بعضها متراكم منذ سنوات طويلة، وتحتاج إلى وقت وجهد وإرادة صلبة من قادة الدول الثلاث، وكبار المسئولين فيها.

هو متأكد من رغبة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التوصل إلى حل حقيقى لكل المشاكل. ورأيه أن خطاب السيسى أمام البرلمان الإثيوبى قبل أكثر من عامين، ترك أثرا طيبا لدى الشعب الإثيوبى، الذى كان جانب كبير منه يتشكك فى جدية مصر للتقارب والتعاون.

على مصر ــ من وجهة نظر هذا الدبلوماسى ــ أن تستمر فى خطها القائم على التعاون، خصوصا أن هناك متغيرا مهما بدا يظهر فى الصورة، وهو الدور السعودى والإماراتى البارز فى ملف تهدئة المشاكل فى القرن الإفريقى، والمصالحة الكبرى بين إثيوبيا وإريتريا وجيبوتى والصومال.. هذه المصالحة قد تلعب دورا مهما فى ملف سد النهضة إذا أُحسن استغلالها، لكنها من ناحية اخرى قد تزيد من تعنت الموقف الإثيوبى.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بارقة أمل فى ملف سد النهضة بارقة أمل فى ملف سد النهضة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen