آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

وزير التعليم والإعلاميين «٢» من يدفع تكلفة التعليم؟!

اليمن اليوم-

وزير التعليم والإعلاميين «٢» من يدفع تكلفة التعليم

بقلم - عماد الدين حسين

هل تفكر الحكومة فى رفع الرسوم الدراسية فى المدارس الحكومية؟
هذا السؤال خطر على ذهنى وأنا أحضر الاجتماع بين وزير التعليم الدكتور طارق شوقى ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكتاب والإعلاميين يوم الاثنين الماضى.

الذى فتح الموضوع هو تعليق من المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، حينما قال إنه يجب التركيز على السياسات وليس الإجراءات، وخلق وعى عام، ووحدة فى نظم التعليم المختلفة لأن أحد أسباب تدهور دورنا الإقليمى هو تدهور التعليم، ثم تساءل «هل يجب أن يظل التعليم متاحا لكل الناس أم يقتصر فقط على قلة؟».

فى مداخلة كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، طالب بفتح الشرايين أمام المجتمع المدنى والقطاع الخاص لتخفيف العبء عن الدولة فى تمويل التعليم. بعده مباشرة حذر النائب مصطفى بكرى من المساس بمجانية التعليم لأنها ستفجر المجتمع بأكمله. أما الإعلامى نشأت الديهى، فقال إن المعضلة هى من الذى سيمول التعليم، وإن ما سمعه من الدكتور الفقى فى منتهى الخطورة.
عند هذه اللحظة اضطر الدكتور الفقى للتدخل بقوله: «لم أقصد بالمرة مجانية التعليم العام، بل التعليم الجامعى». 
وبعده قال نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام عبدالمحسن سلامة: «علينا ألا ننشغل كثيرا بجدلية التطوير أم التمويل، وربما يكون من الأفضل أن نطور ثم نبحث عن التمويل».

هذه الكلمات والمداخلات والتعليقات لم تأت من فراغ، فقد سبقها بضع إشارات من الدكتور طارق شوقى، وهو يتحدث عن مشكلة التعليم فى مصر.
أهم هذه الإشارات، قوله إنه لكى نصل بالكثافة إلى ٤٠ تلميذا فى الفصل، فإننا نحتاج ٢٦٠ ألف فصل بتكلفة تبلغ نحو 130 مليار جنيه، على أساس أن تكلفة إنشاء الفصل الواحد تصل إلى نحو نصف مليون جنيه. فى حين أن قدرتنا الآن لا تستطيع تلبية أكثر من ١٥ ألف فصل.
الوزير طالب الإعلاميين بعدم التركيز فقط على الأخبار الصغيرة والمثيرة، بل أن يشرحوا للناس وللأسر ماذا يعنى التعليم؟!.
هو يقول مندهشا: «الستات بتبيع مجوهراتها لكى تعلم أولادها»، والناس تعرف أنه لا توجد مجانية حقيقية، وهذه المجانية تحتاج نقاشا جادا، لكن المشكلة الحقيقية أن غالبية الأسر تدفع ٥٠ جنيها للتلميذ رسوما فى المدارس الحكومية، يصل منها للوزارة فى النهاية عشرة جنيهات فقط!!.

الوزير سأل ماذا لو حصلنا على ٧ مليارات فقط من هذا المبلغ بحيث نزود راتب المدرس بمقدار ألف جنيه، علما أن عدد المدرسين 1.3 مليون معلم؟
يقول الوزير إن بعض الأهالى «يطلعون عين الوزارة» من أجل عدم دفع الخمسين جنيها رسوما، فى حين يدفعون المليارات للسناتر بكل رضا، فكيف نعيد إصلاح هذا الخلل، المتمثل فى عدم وجود فصول كافية أو بنية تحتية أو حتى «تخت»، ناهيك عن قلة دخل المعلمين الذى يحتاج كل واحد منهم إلى عشرة آلاف جنيه شهريا، من أجل حياة إنسانية، لكن لا نملك أن نوفر له ذلك.
الوزير دعا إلى نقاش عام لحل هذه المعضلة، مثل عمل وقفيات لتمويل التعليم، خصوصا أن هناك ٦٠٠ ألف تلميذ يدخلون المدارس فى أول كل سنة، والميزانية كلها لا تزيد عن ٨٩ مليارا منها ٣٠ مليارا مرتبات و٤٠ مليارا للمبانى.
ذلك ما قاله الوزير، وبعدها طالب مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الاعلى للإعلام، بضرورة التوصية بأن تخصص الدولة ٢٥ مليار جنيه زيادة فى ميزانية التعليم، لتمويل بناء ما نحتاجه من فصول.

هذا ما حدث يوم الاثنين الماضى.. هو ليس جديدا.. فقد أثير الموضوع أكثر من مرة فى السنوات السابقة، واليوم يطرح من جديد، لكن فى سياق أكثر تكاملا وشمولا عنوانه «مفيش خدمات ببلاش»!.
الأصل أن الدولة تحصل الضرائب من الجميع كل حسب قدرته ودخله، من أجل أن توفر لهم التعليم والصحة بالمجان. السؤال كيف نحل هذه المعضلة، وأحد جوانب المشكلة، أنه فى اللحظة التى فشلت فيها الحكومة فى تقديم تعليم جيد، فقد اضطر غالبية الناس إلى الهروب للمدارس الخاصة وللدروس الخصوصية.
القضية تتعلق بسياسات عامة واضحة واستعادة الحكومة لثقة المواطنين أولا، وبعدها يصبح كل شىء سهلا.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير التعليم والإعلاميين «٢» من يدفع تكلفة التعليم وزير التعليم والإعلاميين «٢» من يدفع تكلفة التعليم



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen