ما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع بعض الحكام والمسئولين العرب أمر مهين لأى عربى، ويفترض أن يبدأ هؤلاء التفكير فى طريقة ما لوقف هذه الإهانات المستمرة.
ترامب لا يترك فرصة أو مناسبة إلا ويتعمد فيها الحط والتقليل من الحكام العرب، بصورة صارت ملفتة للأنظار.
آخر إهانات ترامب ما تناقلته وسائل الإعلام، ومنها وكالة رويترز التى قالت إن ترامب قال أمام تجمع انتخابى فى ولاية ميسيسبى الأسبوع الماضى: «نحن نحمى السعودية، ستقولون إنهم أغنياء، وأنا أحب الملك سلمان»، لكنى قلت له: «أيها الملك، نحن نحميك، ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين دوننا، عليك أن تدفع مقابل هذه الحماية».
ترامب كرر هذا المعنى أكثر من مرة وبأكثر من طريقة، لكنها تصب جميعا فى خانة أن هذا الرئيس يصر على إهانة المسئولين العرب.
كتبت فى هذا المكان أكثر من مرة أن ما يفعله ترامب ليس جديدا. غالبية إن لم يكن كل الرؤساء، والمسئولين الأمريكيين منذ عشرات السنين، يمارسون سياسة الابتزار ضد العرب، خصوصا فى الخليج.
لكن كان يتم ذلك بطريقة ناعمة، لا يشعر بها الناس، ولا تقال على الملأ بهذه الصورة الفجة والخشنة والسافرة والمهينة.
للأمانة والموضوعية فإن ما يفعله ترامب لم يكن قاصرا على السعودية، بل شمل كل دول الخليج تقريبا، وهو ابتز، قطر أيضا وحصل منها على عقود بمليارات الدولارات، وقاعدة العيديد هناك خير شاهد على ذلك. هو نجح فى الضحك على كل الخليج واستغل الخلافات بمهارة شديدة ليبتز الجميع «عينى عينك».
وللموضوعية فإن ترامب لا يبتز عرب الخليج فقط بل يبتز الجميع. فعل ذلك بصورة سافرة مع ألمانيا وحلف الناتو والاتحاد الأوروبى واليابان وكوريا وكل دولة تتولى الولايات المتحدة مساعدتها بصورة أو بأخرى. الدولة الوحيدة التى لم يوجه لها ترامب أى إهانات كانت إسرائيل، بل حدث العكس تماما، حيث نقل سفارة بلاده إلى القدس العربية المحتلة، ويحاول إلغاء حق عودة اللاجئين، عبر وقف تمويل وكالة الأونروا.
لكن يظل ما يفعله ترامب مع العرب خصوصا فى الخليج الأكثر فجاجة. ويبقى السؤال المنطقى قائما وهو: لماذا يفعل ذلك، والأهم متى يقرر القادة العرب اتخاذ موقف جدى يوقف هذه الإهانات التى لم تعد قاصرة عليهم بل تمتد أيضا إلى بلدانهم وشعوبهم؟!.
للأسف لن يكون بمقدور هؤلاء الحكام اتخاذ موقف جدى إلا إذا قرروا الاعتماد على شعوبهم أولا بدلا من التحالف مع أمريكا وغيرها، للبقاء فى السلطة حتى لو كان هذا الأمر ضد رغبة كل أو بعض شعوبهم.
جوهر الامر أنه وبعيدا عن فجاجة ترامب مع كل العالم من الصين إلى كندا ومن أوروبا إلى إفريقيا، فإنه تاجر وسمسار عقارات، ويؤمن بما هو عملى وبالتالى ولو لمس وقفة جدية تجعله يدفع ثمن كلامه، فلن يكرره مرة أخرى!.
حسنا فعل محمد بن سلمان ولى العهد السعودى، حينما رد على ترامب وقال له إن حمايتكم ليست مجانية بل مدفوعة فى شكل مشتريات سلاح.. لكن هل هذا يكفى، أم يفترض أن تكون هناك حلول وخطط طويلة الاجل لا تجعل ترامب أو غيره يكرر نفس الإهانات؟
سؤال يحتاج إلى إجابة مفصلة؟
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك