آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فستان رانيا يوسف.. موضوع تافه أم جاد؟!!

اليمن اليوم-

فستان رانيا يوسف موضوع تافه أم جاد

بقلم - عماد الدين حسين

«ما هذه التفاهة التى تجعل الناس يتحدثون عن فستان أو مايوه الفنانة رانيا يوسف، وينسون القضايا الأساسية للمجتمع مثل التعليم والصحة والطرق والمشاكل الاقتصادية المختلفة؟!!».
العبارة السابقة لست أنا قائلها، ولا أؤمن بها، لكنها ترددت وتكررت آلاف المرات على لسان غالبية من علقوا على أزمة فستان رانيا يوسف فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الذى أظهر غالبية جسدها.
للأسف الشديد لدى الكثير منا بعض الأفكار والمقولات الجاهزة والمعلبة عن معظم القضايا التى نناقشها، من دون أن نبذل الحد الأدنى من التفكير والجهد العقلى، لكى نراجع صحة هذه المقولات.
من بين هذه الأفكار الجاهزة، أنه طالما عندنا أزمة اقتصادية كبرى أو أزمة فى التعليم والصحة، فلا ينبغى بأى حال من الأحوال أن نتحدث فى أى قضية أخرى فى الفن أو الرياضة أو الأدب، لأنها من وجهة نظر أصحاب هذا المفهوم قضايا تافهة لا ينبغى أن ننشغل بها، ومن يفعل ذلك، فإنه يتجاهل آلام وعذابات ومشاكل الشعب المطحون!.
أصحاب هذا المنطق يعتقدون أنهم يحتكرون الحقيقة والصواب وعلى الآخرين اتباعهم والاكتفاء بكلمة آمين!.
لا يعنى كلامى أننى أسفه أو أقلل من وجهة نظرهم، بل أحترمها تماما وكل ما أطلبه منهم، أن يفعلوا ذلك مع أصحاب وجهات النظر الأخرى، حتى يثبتوا فعلا أنهم ديمقراطيون ويقبلون بتنوع الآراء.
أصحاب هذه المدرسة يريحون أنفسهم تماما من عناء بذل أى مجهود حينما يصنفون أى قضية أو مشكلة باعتبارها جادة يفترض أن ينشغل بها الجميع أو ولا قيمة لها مقارنة بالقضايا الكبرى!!.
وللأمانة فأنا أعذرهم إلى حد ما، لأنهم تربوا فى مناخ عربى شامل يقدس هذا النوع من التفكير المبسط والمخل. نتذكر جميعا أن أنظمة عربية أدمنت التجبر على شعوبهم واستعبادها ونهبها، وجمدت أى إصلاح فى أى مجال، بحجة أن ذلك يعيقها عن تحرير فلسطين!!. ثم اكتشفنا أن وجود هذه الأنظمة واستمرارها كان أكبر خدمة لإسرائيل، لأنه من دون هذه الأنظمة كانت الشعوب ستجد طريقها الطبيعى للبناء والإصلاح والتقدم، وبالتالى ستنتهى أسطورة إسرائيل القائمة أساسا على استمرار التخلف والاستبداد العربى وربما من دون حرب.
تخيلوا لو أن نظاما مثل البعث فى سوريا والعراق أيام حافظ الأسد وصدام حسين، قد أقام ديمقراطية حقيقية، هل كانت أمريكا ستغزو العراق، أو تدخل سوريا فى هذا الصراع العبثى، وتتحول إلى ساحة للصراعات العالمية وأرض لتجربة أحدث أنواع الأسلحة؟. وتخيلوا لو أن معمر القذافى لم يدمر ليبيا ومؤسساتها، هل كانت ستصل إلى هذه الحالة المأساوية، وتخيلوا لو أن غالبية بلدان الخليج تعاملت مع شعوبها باعتبارهم مواطنين كاملى الأهلية ويستحقون حكما مختلفا، هل كان الغرب سينهب ثروات المنطقة بمثل هذه السهولة. غالبية هؤلاء تاجروا بما يسمى بالقضايا الكبرى، من أجل هدف واحد، وهو تأجيل الحديث فى القضايا الكبرى الحقيقية وهى الإصلاح والتعددية والديمقراطية والحريات.
فستان رانيا يوسف، لم يكن مجرد الخلاف على ما أظهره من جسد الفنانة فقط. لكنه مرتبط أيضا بالجدل حول قضايا أخرى كثيرة ومهمة مثل «الفارق بين الأخلاق والقانون» كما أشار زياد بهاء الدين، أو «حيرة الهوية» كما أشار طلعت إسماعيل، أو «الازدواجية فى العقل المصرى» كما كتب محمد عصمت، والمقالات الثلاث منشورة فى عدد «الشروق» الصادر أمس الثلاثاء.
كثيرون كتبوا عن علاقة هذا الموضوع بالقيم والصراع بين المحافظين والليبراليين، أو بين هيمنة الأفكار المتشددة على الأجواء العامة. وفى ظنى أن كل ما سبق قضايا جوهرية لم يحسمها المجتمع المصرى أو العربى حتى الآن.
يقول أصحاب «مدرسة القولبة» أن الحكومة تخترع مثل القضايا التافهة، لكى تشغل الرأى العام عن قضية الغلاء والأسعار. نسمع ذلك فى كل القضايا الجدلية تقريبا من أول الخلاف حول هدف فى الدورى من تسلل ونهاية بالإشاعات التى لا تتوقف فى كل المجالات!. ولهؤلاء نقول إن مثل هذه القضايا ستستمر لأنها صارت مرتبطة بالسوشيال ميديا. وبالمناسبة هى موجودة فى كل بلدان العالم المتقدم والمتأخر. ثم إنه ثبت بالدليل القاطع أن أى قضايا أخرى سواء كانت تافهة أو جادة، لن تشغل الناس عن قضاياهم الحقيقية.. بعد كل ذلك هل نتوقف عن الاستسهال، ونفكر قليلا قبل إصدار الأحكام القاطعة؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فستان رانيا يوسف موضوع تافه أم جاد فستان رانيا يوسف موضوع تافه أم جاد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen