آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ترامب يستعجل الحرب مع الصين

اليمن اليوم-

ترامب يستعجل الحرب مع الصين

بقلم - عماد الدين حسين

الحرب الأكثر سخونة فعليا ليست تلك الدائرة فى مياه الخليج بين إيران وبعض دول الخليج ومعهم أمريكا. الحرب الفعلية تدور الآن بين أمريكا والصين وعنوانها وبدايتها محاولة خنق واشنطن لشركة هواوى عملاق الاتصالات الصينية.

كان الجميع يعتقد أن الحرب التجارية بين البلدين تقتصر على محاولة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إجبار الصين على فتح أسواقها أمام المزيد من السلع الأمريكية، حتى لا يقوم برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية.

هذه الحرب مشتعلة منذ شهور، وتخضع للمد والجزر والمفاوضات بحثا عن حل وسط يرضى الطرفين، وبالأحرى يرضى ترامب إلى حد ما، باعتباره الشخص الذى قلب المائدة على الجميع.

لكن فجأة وفى يوم ١٥ مايو الجارى وقع ترامب أمرا تنفيذيا خطيرا للغاية يمنح بموجبه وزارة التجارة الأمريكية «سلطة إعاقة صفقات معينة تتضمن تكنولوجيا معلومات واتصالات جرى تطويرها أو تصميمها أو تصنيفها من جانب شركات تخضع لولاية قضائية تخص دولة معادية».

الأمر التنفيذى لم يذكر الصين صراحة، لكن معروف للجميع أن المقصود هو شركة. والهدف المرحلى هو حظر مشاركة هواوى فى بناء شبكات الجيل الخامس، فى أكبر عدد ممكن من بلدان العالم.

فى اليوم التالى أعلنت وزارة التجارة الأمريكية وضع شركة هواوى إضافة إلى ٦٨ شركة فرعية تابعة لها، على ما يسمى «قائمة الكيانات»، ويعنى ذلك عمليا منع وخنق وتعطيل أى عمليات تصدير معدات وأجهزة أمريكية إلى الشركات الصينية، من دون الحصول على ترخيص من وزارة التجارة أولا.

هذا الأمر التنفيذى بالغ الاتساع، ووجهة النظر الأمريكية أن شركة هواوى يمكنها أن تشكل مخاطرة لتخريب البيئة التحتية الرقمية الأمريكية الحساسة فى الاتصالات عن بعد، وقد تؤدى إلى تداعيات كارثية على الأمن الوطنى الأمريكى، لكن الصين تنفى كل ذلك، وأعلنت أنها ستدعم كل شركاتها وسوف تتسلح بسلاح القانون وتدافع عن حقوقها المشروعة.

التقدير العام أن الهدف المقصود ليس مجرد خنق هواوى، التى تعتبر أوضح علامة على التقدم الصينى المضطرد، ولكن «ترامب يريد تمزيق العولمة والبداية هى هواوى»، كما جاء فى المقال الذى نشره ماثيو باى محلل الشئون الدولية فى مركز ستراتفور.

صار معروفا للجميع أن البلدين فى قلب حرب باردة تكنولوجية، وهواوى تشكل رمز الاستهداف الأمريكى لأنها رمز الصعود الصينى.
الأمر التنفيذى الذى أصدره ترامب يمكن استعماله لمنع استخدام أى معدات تنتجها شركات صينية فى البنية التحتية المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات، وليس فقط شبكات الجيل الخامس.

مثلا، فإن إدخال جهاز راوتر صغير مصنوع فى الصين، قد يتطلب الحصول على ترخيص من وزارة التجارة الأمريكية!!!

والترجمة الحرفية لهذا الأمر التنفيذى ستظهر فى مدة أقصاها ١٢ أكتوبر المقبل.

تدعى واشنطن أن شركة هواوى مرتبطة بالاستخبارات الصينية، وقد طرح تقدير صدر مؤخرا فى لندن لهنرى جاكسون سوسيتى: حجة تقول إن الحكومة الصينية تتوقع من شركاتها العاملة فى مجال الاتصالات أن تبنى أبوابا خلفية للوصول إلى البيانات فى الدول الأجنبية. وأن هذه الشركات ستمكن الحكومة الصينية من التجسس على المنافسين الأجانب وسرقة الملكية الفكرية، بل وإغلاق مؤسسات بنية تحتية أجنبية عن بعد.

وكل هذه الاتهامات تنفيها الحكومة الصينية بصورة دورية، وتتهم بكين الولايات المتحدة بأنها تحاول أن تحقق بالاتهامات والادعاءات والحروب التجارية، ما عجزت عن أن تحققه بالاقتصاد.

الموضوع لم يعد قاصرا على الصراع الاقتصادى، لأن الولايات المتحدة، أقنعت أقرب حلفائها وهم كندا وأستراليا ونيوزيلندا بالتوقف عن السماح لشركة هواوى بالعمل فى أراضيها لبناء شبكة الجيل الخامس، ودخلت فى شجار علنى مع بريطانيا لأن الأخيرة وافقت على قيام شركة هواوى ببناء الأجزاء غير الحساسة من شبكة الجيل الخامس، وتريدها أن تلغى هذا الأمر فورا. وان تتبع نموذج كندا التى ألقت القبض على مسئولة الشئون المالية فى هواوى وابنه مؤسس الشركة، استجابة لطلب من واشنطن!

واشنطن تتهم الصين بأنها تسعى لإقرار نظام عالمى جديد محل النظام الحالى الذى جرت صياغة قواعده فى الغرب. تلك هى الخلفية والجزء الظاهر من الحرب، التى يقول بعض المعلقين أن ترامب يحاول استعجالها حتى يوقف عجلة التقدم الصينى لاحتلال صدارة الاقتصاد العالمى.

الموضوع معقد ومتشابك ويستلزم أن نفهم أكثر تأثير هذا الصراع على شبكة الجيل الخامس، وعلى النظام السياسى العالمى، وهل تتحرك الصين لاتخاذ إجراءات مضادة؟! أسئلة ينبغى أن تشغل العالم بأكمله، لأنه كما يقال «حينما تتصارع الأفيال فإن العشب هو الضحية» وللأسف فإن عالمنا الثالث هو العشب!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يستعجل الحرب مع الصين ترامب يستعجل الحرب مع الصين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen