آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كيف تنظر إدارة ترامب إلى مصر؟!

اليمن اليوم-

كيف تنظر إدارة ترامب إلى مصر

بقلم - عماد الدين حسين

غالبية الإشارات الخاصة بمصر فى خطاب وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، الذى وجهه عصر الخميس الماضى، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى العالمين العربى والإسلامى، كانت إيجابية.
فى هذه القراءة السريعة، سنلقى الضوء على هذه الإشارات مرتبة زمنيا:
فى الفقرة الأولى من خطابه قال بومبيو، إنه سعيد بوجوده فى مصر، التى زارها كثيرا سواء كوزير أو مدير لوكالة المخابرات المركزية أو عضو بالكونجرس، وإنه فى كل مرة يزورها يرى شيئا رائعا. لكن زيارته الأخيرة كان لها معنى خاص له «كمسيحى إنجيلى ــ بعد وقت قصير من احتفالات عيد الميلاد فى الكنيسة القبطية ــ يحتفظ فى مكتبه بالكتاب المقدس ليذكره بالله وكلمته وبالحقيقة».
أثنى بومبيو على الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التى تأسست منذ قرن كامل، وقال إنها «أكثر من مجرد جامعة، بل رمز مهم لصداقة أمريكا ومصر، وما يجمع الشعبين معا»، أضاف: «لقد أنشأنا مكانا حديثا للتعلم وسط حضارة قديمة لها تاريخها الغنى بالفنانين والشعراء والمفكرين».
غازل بومبيو المصريين بقوله: «لقد كانت مصر دائما أرض الكفاح، ومع ذلك كانت تطلعاتكم وآمالكم وآمال إخوانكم فى الشرق الأوسط، تبدو وكأنها مستحيلة التحقق، وشهدت هذه الأراضى هزات قوية من تونس إلى طهران» وهو يقصد ثورات أو هبات الربيع العربى.
وغازل بومبيو الحكومة حينما شن هجوما كاسحا ومكشوفا وغريبا على الرئيس السابق باراك أوباما: «لقد وقف فى هذه المدينة بالذات قبلى أمريكى آخر، وأخبركم أن الإرهاب الإسلامى المتطرف لا ينبع من أيديولوجية» ونتائج هذا التقدير الخاطئ كانت سيئة للغاية، بسبب ما رأيناه من نتائج وحشية. غازل الحكومة أيضا، حينما قال إن سياسات «إدارة أوباما قوضت مفهوم الدولة القومية، وهى حجر الأساس للاستقرار الدولى»، وهى الفكرة التى يؤكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما.
أشاد بومبيو بوضوح بالسيسى قائلا: «إنه انضم إلينا فى إدانة الأيديولوجية الملتوية للتطرف التى جلبت الموت والمعاناة إلى هذا العدد الكبير، وإنى لأشكر الرئيس على شجاعته».
غازل بومبيو المثقفين المصريين حينما استشهد بقول الأديب الكبير نجيب محفوظ: «الخير ينتصر فى كل يوم، ولعل الشر أضعف مما نظن»، وكان ذلك فى معرض إشارته إلى أن التطرف سينهزم فى النهاية.
حينما تحدث بومبيو باستفاضة عن ضرورة مواجهة إيران ذكر مصر من بين دول كثيرة بالمنطقة لعبت دورا أساسيا فى إحباط جهود إيران للتهرب من العقوبات.
وحينما تحدث عن بناء التحالف فى المنطقة، قال إننا يجب أن نحافظ على صداقتنا مع مصر، «التى تعود أجيالا وأجيالا إلى الوراء»، وطلب من مصر والأردن ودول الخليج المساعدة فى تأسيس التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط لمواجهة التحديات الأكثر خطورة، وبعدها مباشرة وجه تحية كبيرة لعملية التطبيع بين إسرائيل والخليج.
قال بومبيو أيضا: بينما نسعى إلى شراكة أقوى مع مصر، فإننا نشجع الرئيس السيسى على إطلاق العنان للطاقة الإبداعية لشعب مصر وعدم الاكتفاء بالاقتصاد، وتشجيع تبادل الأفكار بحرية وانفتاح، ويمكن للتقدم الذى تم إحرازه إلى اليوم أن يستمر.
ربما تكون الفقرة السابقة، هى التى لا تحبذها الحكومة المصرية كثيرا هذه الأيام، وإن كانت إدارة ترامب هى الأقل صخبا فى هذا الأمر مقارنة بالديمقراطيين، وتفضل أن تدعو إلى ذلك سرا أو همسا.
فى الفقرات الأخيرة من خطابه عاد بومبيو ليشيد مرة أخرى بجهود السيسى لتعزيز الحرية الدينية التى تعطى مثالا لجميع قادة الشرق الأوسط. وأشاد أيضا ببراءة الأمريكيين المتهمين فى قضية المنظمات الأجنبية، قائلا: «إنه تمت إدانتهم بالخطأ». وارتباطا بذلك أيد بومبيو مبادرة السيسى لتعديل قانون الجمعيات الأهلية، حتى لا تتكرر محاكمة الناشطين فى مجال حقوق الإنسان. وأردف ذلك بالقول: «لابد من القيام بمزيد من العمل لتحقيق أقصى إمكانيات الأمة المصرية وشعبها، أنا سعيد لأن أمريكا ستكون شريكا فى هذه الجهود».
ما سبق كان مجمل الإشارات الأمريكية عن مصر، وهى إيجابية تماما، باستثناء ما ورد عن «إطلاق الطاقات»، على الرغم من أن هذه الملاحظة وردت فى سياق إيجابى ودود.
إجمالا يمكن القول إن خطاب بومبيو كشف أن إدارة ترامب ــ وليس كل مؤسسات صنع القرار الأمريكى ــ قد نسفت أفكار أوباما، وتحاول دفنها تماما. وهنا بالضبط يمكن القول إن ذلك هو الأساس التى تقوم عليه علاقات ادارة ترامب ليس مع مصر فقط، ولكن مع غالبية حكومات المنطقة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تنظر إدارة ترامب إلى مصر كيف تنظر إدارة ترامب إلى مصر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 14:29 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"مرسيدس" تطلق النموذج الجديد كليا من "GL"

GMT 14:17 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

الفساد .. بحر أم مطر؟

GMT 02:35 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

هواتف أيفون 2018 ستأتي بأسعار أعلى من المتوقع

GMT 18:15 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

خادم الحرمين الشريفين يزور جامع الأزهر

GMT 16:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا وبيجو يفسخان عقدهما لإنتاج السيارات الصغيرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen