آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قلوبنا مع الشعب السودانى

اليمن اليوم-

قلوبنا مع الشعب السودانى

بقلم - عماد الدين حسين

ينبغى أن ننحنى احتراما وإجلالا للشعب السودانى الذى نجح فى إزاحة عمر البشير الذى ظل يحكمه بلا توقف لمدة ثلاثين عاما، وفى اليوم التالى أزاح رئيس المجلس الانتقالى عوض بن عوف ونائبه، مثلما انحنينا إجلالا واحتراما للشعب الجزائرى، قبل حوالى أسبوع، حينما أجبر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على التنحى، بعد أن حاول أن يحكمه من سرير المرض لفترة جديدة!
ما فعله ويفعله الشعبان السودانى والجزائرى يستحق التقدير والاحترام والإشادة. لكن مرة أخرى، وكما كتبت يوم الأحد الماضى فى هذا المكان تحت عنوان «مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل»، وقبلها بيوم تحت عنوان «حتى لا تتكرر المأساة فى الجزائر»، فعلينا ألا ينتشى الشعبان فقط بفرحة التنحى، بل عليهما التفكير فى الأيام والشهور والسنوات المقبلة.
من حق الشعب السودانى أن يفرح لإزاحة البشير، هذا إنجاز كبير جدا ومهم، وحتى لا ننسى فإن الاحتجاجات بدأت فى ١٩ ديسمبر الماضى، وكان كل مطلبها هو إلغاء زيادات أسعار الخبز والوقود وبقية السلع التى أعلنتها الحكومة. هذه الاحتجاجات بدأت فى بورسودان وعطبرة ثم انتقلت إلى الخرطوم وبقية المدن السودانية.
بعدها تطورت المطالب إلى إسقاط النظام، حينما انضمت غالبية الأحزاب السياسية إلى تجمع المهنيين، الذى قاد الأحداث منذ بدايتها وحتى اسقاط البشير يوم الخميس الماضى.
إذا إسقاط البشير هو نجاح كبير لمطالب السودانيين الذين خرجوا للتظاهر وبعضهم استشهدوا أو أصيب فى الاشبتاكات مع أجهزة أمن النظام، لكن هل هذا يعتبر كافيا للمتظاهرين والمحتجين؟
إسقاط البشير كان حلما للجميع فى بداية التظاهرات، لكنه صار البداية فقط، حينما تطورت الأحداث، وصار إسقاط النظام بأكمله هو المطلب الفعلى خصوصا بعد استمرار التظاهر لاجبار المجلس الانتقالى على نقل السلطة الفعلية لحكومة مدنية.
هذا هو التطور الطبيعى للمشهد مثلما حدث فى تونس أواخر عام ٢٠١٠ وفى مصر فبراير ٢٠١١، وفى ليبيا فى نفس العام ثم اليمن وسوريا.
قرأنا وسمعنا وشاهدنا الفريق عوض بن عوف يتلو البيان عصر يوم الخميس الماضى الذى عزل فيه البشير وحدد اقامته وتشكيل مجلس عسكرى انتقالى يحكم البلاد لمدة عامين تنتهى بالانتخابات وتعطيل الدستور وإعلان الطوارئ.
غالبية القوى السياسية وتجمع المهنية رفضوا البيان واعتبروه انقلابا، وليس اقتلاعا للنظام، كما جاء فى بيان بن عوف، ونتيجة لهذا الاصرار اضطر ابن عوف إلى الرحيل فى اليوم التالى.
بالملاحظة البسيطة سنرى تشابها كبيرا بين ما حدث فى الجزائر قبل عشرة أيام حينما تنحى بوتفليقة واستقال، وبين ما حدث فى السودان يوم الخميس الماضى، بل إن البعض يقول: «لقد رأينا هذا الفيلم من قبل»!!
ليس المقصود بكلمة الفيلم السخرية أو الانتقاص من جهد ودور الشعب السودانى الذى طرد البشير، ولكن أن المشكلة واحدة فى غالبية البلدان العربية.
تخرج بعض الشعوب العربية للتظاهر ضد الحاكم الذى يحاول أن يبقى فى السلطة إلى الأبد، تعتقد بقية السلطة أو النظام أن المشكلة فقط فى «الرئيس» وأنه إذا خرج رأس الحكم، فستنتهى المشكلة.
يعتقد غالبية السودانيين أن مجرد إخراج البشير وبعده عوض بن عوف يعنى نهاية المشكلة، فى حين أن الأمر أعمق من ذلك كثيرا. البشير كان مشكلة، لكن المشكلة الأعمق هى النظام نفسه، والحالة التى أوصل اليها بلاده.
كثيرون يخشون من أن ما حدث هو مجرد تغيير واجهة النظام فقط، لامتصاص غضب الشارع أو الإيهام بأن التغيير قد حدث.
لا يريد كثيرون التصديق بأن هناك مصالح ولوبيات تكونت على مدى ثلاثين عاما، هى عمر نظام البشير. هذه المصالح ستفعل أى شىء لحماية مصالحها أو مفاسدها، وستتلون كالحرباء، وتتحالف مع «الشيطان» لحماية نفسها من أى تغيير جدى وحقيقى.
القضية الجوهرية هى ما مدى قوة الحراك الشعبى والسياسى والمدنى على التوحد والصمود وتقديم وجوه، تكون قادرة على الانتقال من القديم إلى الجديد، دون الدخول فى صراعات أهلية مدمرة كما حدث فى ليبيا واليمن وسوريا، أم انها ستدخل مرحلة الانقسامات، والصراع على الغنائم؟!. وما هى قدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة جدا، وما هى قدرتها على الحصول على الأغلبية فى أى انتخابات مقبلة، والسؤال الاهم ما هو موقفها من أخونة المجتمع السودانى طوال الثلاثين عاما الماضية؟!
قلبى مع الشعب السودانى الشقيق فى هذه اللحظات الحاسمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلوبنا مع الشعب السودانى قلوبنا مع الشعب السودانى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen