آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

اليمن اليوم-

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

خلال اللقاء مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» مع الصحفيين والإعلاميين المصريين مساء الجمعة الماضى بالقاهرة، أكثر من استخدام الآيات القرآنية، فى مواضع متعددة.

وحينما انتهى اللقاء، وقف الرئيس الفلسطينى وصافح الحاضرين. قلت له مداعبا: «من يسمعك تتلو هذه الآيات الكثيرة، قد يتشكك فى انتمائك للإخوان!!!».

الرجل ضحك بصوت عال، وكان يقف بجانبى فى تلك اللحظة كل من محمود مسلم وأحمد المسلمانى وثروت الخرباوى. أبومازن سألنى: سنك كام؟ قلت له ٥٤ عاما تقريبا. ضحك كثيرا وقال لى عمرى ٨٣ عاما وأعرف الإخوان وخطرهم وأساليبهم قبل أن تولد أنت بسنوات!!.

فى هذا اللقاء قال أبومازن أن رأيه أن الإخوان يعملون بوضوح مع الأمريكيين، وصار لهم وجود وتمثيل بالكونجرس والبنتاجون والبيت الأبيض، وانتقل معظم قادتهم من لندن وبرلين إلى أمريكا «كلهم يعملون مع بعض، والله يعيننا».

فى تقدير أبومازن فإن حركة حماس الإخوانية صارت تخدم المصالح الإسرائيلية، فما يجرى تنفيذه الآن هو وعد بلفور الحقيقى، وعلينا ألا ننسى أن أمريكا هى من فرضت الوعد ووضعته فى ميثاق عصبة الأمم، وفرضته على صك الانتداب، أما بريطانيا فكانت هى الواجهة التى تولت التنفيذ. جوهر الوعد الآن حسب أبومازن هو إلغاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ومنع عودة اللاجئين، وفرض حكم ذاتى فى الضفة، ولا مانع من إقامة حتى امبراطورية فى غزة، وللأسف فإن حماس تساعدهم فى ذلك، حينما ترفض إتمام المصالحة.

يكشف أبومازن عما يراه أمرا غريبا: «البعض من العرب يرسل أموالا لحماس عبر إسرائيل. حماس ترسل بعض هذه الأموال لأنصارها فى الضفة، حتى ينفذوا عمليات ضد إسرائيل، فتقوم الأخيرة بضربنا أو حصارنا أو تجويعنا أو حجز أموالنا نحن!».

يضيف: «المفارقة أن الأموال التى نرسلها لحماس يستولون عليها ويعطونها لأنصارهم، ويبيعون الكهرباء والمياه والدواء للناس ويأخذون الأموال لهم، هم لا ذمة لهم، وأنتم المصريون أكثر الناس الذين جربتموهم هؤلاء «فالشيخ واحد للفريقين هنا وهناك!!».

أبومازن يعود بالذاكرة للوراء، ويقول حينما كنا نعد للانتخابات التشريعية عام ٢٠٠٦، رفضت إسرائيل فى البداية أن تجريها فى القدس، وقلت لهم لا انتخابات من دون القدس الشريف، ففوجئت بقيادى حماس محمود الزهار يقول ما هى المشكلة.. القدس ليست مكة، حتى نعلق الانتخابات عليها، فقلت له وقتها: مكة مقدسة لنا، والقدس أيضا لها مكانة دينية ورمزية وسياسية».

فى لقاء سابق قبل عامين حكى لنا محمود عباس أنه أخبر الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين بأن حماس ستفوز بانتخابات ٢٠٠٦ وأنه يريد التأجيل لشهور قليلة، حتى تستعد حركة فتح جيدا، لكن المفاجأة أن الأمريكيين هددوه بقطع الاتصالات معه إذا أجّل، أما المفاجأة فكانت أن إسرائيل وافقت على إجراء الانتخابات فى القدس الشرقية، وسمحت لحماس بعمل الدعاية أيضا!.

قبل نهاية اللقاء قال أبومازن إنه يشعر أحيانا أن الآية الكريمة: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَقُوا اللَهَ لَعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ»، نزلت أساسا لتخاطب الفلسطينيين فى محنتهم.

يقول أبومازن، إن أحد مشاكلنا هى الغوغائية والشعارات الفارغة من أى مضمون. نحن نريد عملا حقيقيا. فلسطين لن يحررها فقط هتاف: «على القدس رايحين بالملايين»، بل أن ندرس العدو ونفهم كيف نفكر!.

قد نكون ضعفاء الآن، لكن لن نقبل بأى حل غير عادل، ولن أفرط فى القدس حتى أرضى الأمريكيين، ولن أنهى حياتى خائنا.

المفارقة أنه بينما كان أبو مازن بالقاهرة، اقتحم خمسة مجهولين مقر تلفزيون فلسطين الرسمى فى حى تل الهوى جنوبى غزة، والعبث بمحتوياته، تبعه انتقاد كبير من «فتح» لحماس، وانتهى بإغلاق حماس جميع مكاتب فتح بالقطاع حتى إشعار آخر.

أبومازن قال لنا خلال اللقاء إنه سيوقف تحويل الـ٩٦ مليون دولار الشهرية لحماس إذا لم يقبلوا بالمصالحة، وإذا ضغطت بعض الأطراف العربية على حماس ومن يمولهم ويوجههم، فسوف يتوقفون فورا عن تعطيل المصالحة، التى تصب فقط فى صالح إسرائيل.

بعدها قررت السلطة سحب ممثليها من معبر رفح، وأرسلت حماس جنودها، ولا أحد يعلم ما هى الخطوة التالية، لكن المؤكد أن المصالحة بينهما تجمدت حتى إشعار آخر.
وبغض النظر عن من المخطئ ومن المصيب فيهما، فالمؤكد أكثر أن إسرائيل هى الفائز الوحيد فى هذا العبث غير المفهموم بين فتح وحماس.!!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen