آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل

اليمن اليوم-

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل

بقلم: عماد الدين حسين

من حق الجزائريين الغاضبين والمحبطين أن يشعروا بالفرح والسعادة، لأنهم تمكنوا من إجبار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الاستقالة يوم الثلاثاء الماضى، لكن الأكثر أهمية أن يدركوا أن ما تحقق هو الجزء الأسهل، فى حين أن الأصعب لايزال موجودا ويحتاج إلى جهد كبير من الجميع.
أذكر جيدا أنه فى مساء يوم الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١، رقص مئات الآلاف من المصريين، وغنوا فى ميدان التحرير، احتفالا بإعلان الرئيس الأسبق حسنى مبارك تخليه عن الحكم. أكثر من ٩٩٪ من المحتفلين كانوا يعتقدون وقتها أن «الدنيا ربيع والجو بديع»، وأن كل شىء سيئ سينقلب إلى الأفضل، لمجرد أن مبارك قد ترك الحكم، وغادر إلى شرم الشيخ، ثم اكتشف الجميع فيما بعد أن تنحى مبارك كان هو الجزء الأسهل جدا، وأن الأهم هو التغلب على التحديات الصعبة جدا التى تواجه البلاد تمهيدا لبناء دولة على أسس حديثة. الأمر نفسه وربما بحذافيره ــ مع فارق التفاصيل ــ ينطبق على الأشقاء فى الجزائر. هم تظاهروا عشرات المرات منذ أسابيع، للمطالبة بمنع ترشح بوتفليقة للمرة أو العهدة الخامسة، وهم نجحوا فى ذلك، ويأملون أن يكون ذلك بداية لبناء الدولة الحديثة التى يستحقونها.
احتفل الجزائريون ليلة الثلاثاء فى الميادين الكبرى بالعاصمة والولايات المختلفة، لكن عليهم ألا يبالغوا فى الأحلام، حتى لا يتعرضوا إلى الصدمات والإحباطات، التى أصابت أشقاء لهم من قبل فى العراق وتونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن.
على الأشقاء فى الجزائر، أن يفرحوا، لكن عليهم تذكر أن هناك قوى كثيرة، ستحاول عرقلة الإصلاح بكل الطرق الممكنة، لأنه ببساطة سيضرب مصالحهم فى الصميم. وطبقا لما نقلته «الجارديان» البريطانية، قبل أيام، فإن الفساد مستوطن فى الجزائر، وكبار الفاسدين هم من دفعوا بوتفليقة دفعا للترشح حتى يحميهم ويستمروا فى النهب، وحتى لو خرج بعض هؤلاء من المشهد فهناك شبكات أخطبوطية معهم. ويرتبط بالفساد اللوبيات وجماعات المصالح المختلفة التى استفادت ليس من العصر الماضى فقط، ولكن من العصور السابقة بأكملها.
مصالح تكونت بصورة شرعية حينا، وصور غير شرعية أحيانا، وسوف تحارب هذه القوى دفاعا عما تعتقد أنه مصالحها، وستحاول عرقلة التحديث والتطور بكل ما لديها من أسلحة.
التحدى الثانى هو الإصلاح الاقتصادى، وهناك تقديرات بأن الثروة النفطية تتآكل، وقدرة الحكومة على استرضاء الناس تقل، فى حين أن ربع عدد الشباب يعانون من البطالة، وهم الذين كانوا يشكلون الجزء الأكبر من المتظاهرين والمحتجين فى الشوارع خلال الأسابيع الماضية.
أما التحدى الأكبر فهو أن يدرك المتظاهرون وقادتهم أنهم لن يحققوا مائة من مائة من مطالبهم فورا. عليهم أن يدركوا أنهم سيدخلون مع مفاوضات ومساومات طويلة ومعقدة مع القوى المؤثرة والمهيمنة.
لكن المهم أن يبدأوا السير فى الطريق الصحيح من البداية، حتى لا يهدروا الكثير من الرواح والوقت والمال والأعصاب.
من أفضل ما يميز مظاهرات الجزائريين الأخيرة أنها كانت سلمية تماما، لم يسقط شهيد من المحتجين أو من الشرطة. الجميع التزم أقصى درجات التحضر، على الرغم مما يشيعه البعض خطأ بأن غالبية المواطنين يتميزون بالقسوة والعنف. الأهم أن يستمر هذا السلوك حتى تنتهى المرحلة الانتقالية بسلام.
أكبر خطأ يقع فيه الجزائريون، هو اعتقاد بعضهم ــ مهما كان اسمه أو حجمه، شخصا كان أم هيئة أم حزبا أم مؤسسة ــ أنه يستطيع بمفرده أن يسيطر أو يكوش أو يهيمن على كل شىء ويقصى الآخرين.
هذا الخطأ الفادح هو الذى أفشل وعرقل وعطل الثورة المصرية، حينما ظن البعض أنهم المالك الحصرى والوحيد للثورة وللوطن وللدين، وأثبتوا وقتها أن شعارهم الحقيقى هو «مغالبة وليس مشاركة»!!.
يستحق الجزائريون حياة كريمة وحديثة وهم أثبتوا أنهم شعب محترم ومتحضر جدا، حينما رفضوا أن يتم حكمهم بهذه الطريقة التى كانت تتصرف بها «العصابة» المحيطة بالرئيس على حد وصف بيان رئاسة الأركان.
ونتمنى أن يكمل الأشقاء فى الجزائر نفس المنهج الهادى، حتى ينقلوا تجربة ملهمة لبقية الشعوب العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل مغادرة بوتفليقة هى الجزء الأسهل



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen