آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بطاقات التموين

اليمن اليوم-

بطاقات التموين

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أسابيع قليلة زرت محافظة أسيوط لمدة يوم واحد للسلام على أسرتى. قابلت مئات الأشخاص فى القرية والمركز وفى أحد المدافن بقرية الدير المحرق بالقوصية خلال أداء واجب العزاء فى أحد الأقارب.الموضوع الوحيد تقريبا ــ بعد السلامات والطيبات ــ هو بطاقات التموين، وما هى المعايير لعملية الإلغاء، وكذلك إضافة المواليد الجدد، خصوصا أن عملية التطبيق قد بدأت فعليا على أرض الواقع؟!.إجابتى على كل من سألنى، كانت من واقع التصريحات الرسمية التى تصدر من الدكتور على مصيلحى وزير التموين، أو كبار المسئولين بالوزارة. وطلبت إلى كل من تحدثت معه، ألا يستمع إلى أى كلام مرسل بعيدا عن التصريحات الرسمية، أو أن يسأل مسئولى مديرية التموين فى قريته أو مركزه أو محافظته.ولأن الموضوع فى غاية الأهمية، فإننى أرجو أن تتنبه الحكومة المصرية وجميع أجهزتها ومؤسساتها إلى الأهمية الفائقة جدا لقضية بطاقات التموين والمعايير المختلفة التى يتم على أساسها الحذف أو الإضافة.هذا الموضوع فى صميم الأمن القومى بمعناه الحقيقى. هو موضوع يتقدم فى الأهمية على أى موضوع آخر مهما كان اسمه.موضوع بطاقات التموين يهم غالبية الأسر المصرية حرفيا، فالتقديرات تقول إن عدد الأشخاص المستفيدين من بطاقات التموين يزيد على ٧٠ مليون مصرى، فى حين أن عدد المستفيدين من بطاقات دعم الخبز يصل إلى نحو ٨٠ مليونا، يعنى النسبة تتراوح ما بين ٧٠ ــ ٨٠٪ من كل المجتمع تقريبا.غالبية الحكومات السابقة كانت تسعى إلى ترجمة مصطلح «إيصال الدعم إلى مستحقيه» على أرض الواقع. هذه الحكومات كانت تتردد وتجبن عن اتخاذ القرار لأسباب متعددة يطول شرحها، أهمها الأحوال المعيشية السيئة، وشراء ولاء الناس، مقابل ترك النظام مستمرا فى الحكم.أتفق مع الحكومة تماما فى أنها قررت أن تدخل عش الدبابير، وتعيد هيكلة الدعم عموما، وليس التموين فقط، حتى تعطى الدعم لمن يستحق فقط، وليس لكل الناس.الحكومة تقول إنها تريد تنقية البطاقات، حتى تحرم من لا يستحق، السؤال هل هناك من يعارض ذلك؟.. الإجابة هى لا قاطعة، لكن المشكلة تكمن دائما كما يقولون فى التفاصيل، وأيضا فى كيفية تنفيذ وتطبيق ما يتم وضعه من قواعد.إذا لا خلاف فعليا على المبدأ، لكن الخلاف على وجود معايير محددة وسليمة وصحيحة وعادلة، وأيضا كيفية تطبيقها والأهم التراجع عنها إذا ثبت خطؤها.تقول الحكومة إنها بدأت فعليا فى حذف غير المستحقين مثل لواءات الجيش والشرطة ورؤساء مجالس الإدارات والوزراء وكل أصحاب المناصب العليا، وهو توجه محمود ومحترم، وتأخر اتخاذه لسنوات طويلة، فلا يصح أن يكون هناك رئيس مجلس إدارة شركة يتقاضى عشرات الآلاف من الجنيهات شهريا وأحيانا مئات الآلاف، ثم يحصل على سسلع تموينية مدعمة أو حتى خبز مدعم، حيث سعر الرغيف خمسة قروش وتكلفته اكثر من ٥٥ قرشا؟!سوف يشعر الكثيرون بالراحة حينما يتم حذف غير المستفيدين، الذين كلفوا ميزانية الدولة مليارات الجنيهات على مدى السنوات الماضية.لكن السؤال الجوهرى ليس فقط حرمان غير المستحقين، ولكن الحفاظ على الدعم للمستحقين.النقطة الجوهرية التى ينبغى أن يستمر فيها النقاش مطولا هى عدالة المعايير. وفى هذا الصدد ينبغى التوصل إلى إجابة صحيحة لسؤال من هو المستحق، وغير المستحق للدعم؟!الإجابة لا تكفى فقط أن أقول أنه من يكون مرتبه أقل من ١٢٠٠ جنيه أو لا يستهلك ألف كيلو كهرباء شهريا أو ينفق ألف جنيه شهريا على فاتورة الموبايل. لكن الإجابة ينبغى أن تركز على سؤال أهم وهو: ما هو تعريف الحد الأدنى للمعيشة، وما هو الدخل الذى يجعلنا نصف إنسانا بأنه ثرى أو فقير أو معدم أو متوسط الدخل.التطورات الاقتصادية التى حدثت فى السنوات الأخيرة «لخبطت» العديد من المسلمات. خصوصا فى ظل ارتفاع الأسعار بعد التعويم وإعادة هيكلة دعم الطاقة.لابد أن نبذل جهدا كبيرا ومستمرا فى تعريف عادل وموضوعى لمن يستحق ومن لا يستحق الحصول على الدعم.. ما سبق خطوط عريضة، تستحق المزيد من النقاش المفصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطاقات التموين بطاقات التموين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen