آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين!

اليمن اليوم-

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين

بقلم - عماد الدين حسين

هل دارت عجلة الحكومات لتقييد وسائل التواصل الاجتماعى؟!. يبدو أن الإجابة هى نعم.
خلال يومين كان هناك تحركان فى كل من شركة فيسبوك وروسيا يشيران إلى هذا الأمر.
شركة فيسبوك قالت فى بيان صباح الأحد قبل الماضى أنها حذفت ١٫٥ مليون فيديو يصور العملية الإرهابية العنصرية التى قتل خلالها متطرف أسترالى أكثر من خمسين مصليا مسلما فى مسجدين بنيوزيلندا يوم الجمعة قبل الماضى. 
بيان الشركة قال إنها حجبت ١،٥ مليون فيديو محمل بالفعل، وكذلك ١٫٢ مليون فيديو خلال عملية التحميل، إضافة إلى إزالة كل النسخ المحررة من الفيديو حتى لو كانت لا تتضمن محتوى مصورا، وذلك احتراما للأشخاص الذين تأثروا بالهجوم. أيضا فإن رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن قالت إنها تريد مناقشة البث الحى مع إدارة شركة فيسبوك.
بعد هذا التطور بيوم واحد صدَّق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على قانون يفرض غرامات على الروس الذين ينشرون ما تصفه السلطات بأنه أنباء كاذبة على الإنترنت. الخبر نقلته وكالة رويترز، ويسمح للسلطات بحجب المواقع الإلكترونية إذا تقاعست عن الالتزام بطلبات حذف المعلومات التى ترى الدولة أنها تتضمن وقائع غير صحيحة. وكذلك تغريم من يروج لمعلومات كاذبة على الإنترنت تؤدى إلى إخلال جسيم بالنظام العام ــ مبلغًا يبلغ ٦١٠٠ دولار أو ما يساوى «٤٠٠ ألف روبل»، وأيضا تغريم يصل إلى ١٠٠ ألف روبل لمن يستخف بالدولة أو السلطات أو العلم أو الدستور الروسى، وإذا تكررت المخالفة يتم سجنه ١٥ يوما. 
بالطبع الدوافع مختلفة فى كلتا الحالتين إلى حد كبير.
أكثر من مبرر يمكن به تفهم الأسباب التى دفعت شركة فيسبوك إلى حذف الفيديوهات التى تصور جريمة مسجدى مدينة كرايست تشيرش أهمها المبرر الإنسانى ومراعاة شعور أهالى الضحايا وأقاربهم. ثم إن نشر مثل هذا الفيديو قد يجعل من مثل هذه العمليات أمرا عاديا، ويدفع بعض الشباب المتطرف والعنصرى فى كل الأديان والعقائد إلى تكراره.
النقطة الجوهرية هى ما قالته رئيسة وزراء نيوزيلندا بأنها تريد مناقشة البث الحى مع شركة فيسبوك. 
مطلب هذه المسئولة، منطقى تماما، بعد المشهد الذى صدم العالم أجمع. لدينا مجرم عنصرى متطرف يضع كاميرا فوق رأسه ويمسك بمدفعه الرشاش، ويقتل أبرياء، ويبث كل ذلك على الهواء. لو تم السماح بذلك، فسوف نجد أى مسلم متطرف يفعل نفس الشىء فى اليوم التالى، وربما متطرف يهودى أو هندوسى أو بوذى أو من أى عقيدة دينية أو سياسية سماوية أو أرضية. هذا الإرهابى العنصرى ترك على صفحته منشورا أقرب إلى المانفيستو من أربعين صفحة، ينظر فيه لأفكاره المتطرفة حتى يقتدى بها آخرون، وهكذا تتحول وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية إلى ساحة فعلية للحرب، وليست فقط مجرد أداة للعرض أو حتى التحريض!.
جريمة المسجدين تجعلنا نفكر تريليون مرة فى كيفية منع تحول السوشيال ميديا إلى ساحة لنشر الأفكار العنصرية والمتطرفة، لكن فى المقابل فإن ما فعلته السلطات الروسية يجعلنا نفكر فى الأمر من زاوية مختلفة، وهى كيف يمكن التفريق الدقيق بين محاربة التطرف والشائعات والأخبار الكاذبة من جهة، وخنق الحريات وتكميم الأفواه والسيطرة على العقول والتلاعب بها من جهة أخرى؟!
هذا هو السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن نكون متيقظين له دائما، ليس فى روسيا فقط، ولكن فى كل العالم، والمؤكد أن العديد من الحكومات ــ خصوصا فى منطقتنا العربية ــ يفكر بطريقة بوتين نفسها، التى تكتسب بعض المنطق، مع تحول الفضاء الإلكترونى إلى مملكة عظمى للأكاذيب والشائعات.
ظنى الشخصى أن المدخل الصحيح هو الإيمان بحرية الرأى والتعبير أولا، وبعدها تطبيق القانون على أى مخالفة ثانيا، سواء كانت هذه المخالفة منشورة فى صحيفة أو فضائية تقليدية أو على موقع إلكترونى أو على أى من وسائل التواصل الاجتماعى، مادامت أنها متاحة للعامة، وليست صفحة مغلقة تتمتع بالخصوصية.
وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دروا مهما فى تسهيل التواصل ومحاربة التجبر والاستبداد، وأتاحت لعموم المواطنين حرية إبداء آرائهم فى كل القضايا بما فيها ما كان مسكوتا عنه.. لكن فى المقابل فقد لعبت دورا خطيرا فى بث الشائعات والأخبار الكاذبة.. فكيف يمكننا أن نعظِّم من إيجابياتها ونقلل من سلبياتها؟! تلك هى المعضلة! نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيسبوك بين أرديرن وبوتين الفيسبوك بين أرديرن وبوتين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen