آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين

اليمن اليوم-

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن يتخذ المجلس الأعلى للإعلام قرارا شجاعا، بعد أن يتشاور مع الحكومة وأجهزتها المختلفة، ويسحب لائحة الجزاءات الخاصة بوسائل الإعلام المختلفة، او يعيد النظر فيها بصورة جادة لأن ضررها أكثر كثيرا من نفعها للحكومة.
قبل أيام اطلعت على مناقشات مجلس نقابة الصحفيين واقتراحاته بشأنها، وحينما يكون هذا هو رأى غالبية أعضاء مجلس النقابة، المؤيدين لوجهة نظر الحكومة، وحينما تأتى اقتراحاتهم وتعديلاتهم شبه ناسفة لغالبية بنود اللائحة، فعلى المجلس الأعلى أن يعيد النظر فيها.
أعرف أن الأمور ليست مثالية، وأن الهواجس والمخاوف الحكومية من الإعلام كثيرة، لكن من وجهة نظر مصلحية بحتة، فعلى الحكومة ألا تسعى بنفسها كى تخسر ما بقى من مصداقية لوسائل الإعلام.
النظرة الأولى على لائحة الجزاءات تعطى صلاحيات وسلطات هتلرية موسولينية صدامية داعشية للمجلس الأعلى للإعلام على وسائل الإعلام، بحيث يستطيع أن يغلقها فى أى لحظة، سواء بالغرامات المالية الكبيرة، أو التعطيل الادارى.
بعد قراءة هادئة أكثر من مرة للائحة وبنودها الثمانية عشر فإنها لن توجه ضربة قاتلة فقط للصحافة والإعلام، بل ستصيب فى طريقها الحكومة أيضا.
فى غالبية مواد اللائحة وعددها ١٨ مادة هناك عقوبات شبه متكررة، وهى التأنيب ولفت النظر ثم الإنذار والغرامة المالية التى تتراوح بين ربع مليون ونصف مليون جنيه، ومنع نشر أو بث أو حجب الوسيلة الصحفية أو الإعلامية سواء كانت الباب أو الصفحة أو الموقع الإلكترونى أو البرنامج أو الصحيفة أو القناة، لفترة محددة أو دائمة، ومنع ظهور الصحفيين والإعلاميين أو الضيوف.
تلك هى العقوبات والجزاءات المتكررة فى مواد اللائحة وأستطيع أن أقول بنفس راضية إنه حال تطبيق هذه المواد، فإنه سيتم إغلاق غالبية وسائل الإعلام ان آجلا أو عاجلا سواء بسبب الغرامات المالية أو المنع الإدارى. فهل هذا ما تريده الحكومة؟!
لو كان الأمر كذلك، فلتكن الامور واضحة وصريحة، لكن شرط أن تتحمل الحكومة عواقب تعطيل وإغلاق غالبية وسائل الإعلام. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فعلينا أن نتناقش ونبصر الحكومة والمجلس الأعلى للإعلام بالعواقب الوخيمة.
سيسأل سائل: وهل كلام حضرتك يعنى إعطاء رخصة للصحفيين والإعلاميين بالسب والشتم والخوض فى الأعراض؟!
الإجابة هى لا قاطعة، والسبب أن هناك ترسانة من قوانين العقوبات تحاسب الصحفيين على أى هفوة، بل وهناك عقوبات سالبة للحرية منها الحبس فى أكثر من موقع، رغم تعهد كل الحكومات منذ أكثر من عشرين عاما بإلغائها.
شخصيا لا أعارض أى تشديد لأى عقوبة طالما أنها كانت محددة وواضحة ومنطقية أو ليست موجودة فى القوانين الحالية، وأيدت فى مقال الأمس بعض مواد اللائحة، لكن المشكلة هى أن غالبية المواد مصاغة بطريقة مطاطة، تجعل المجلس الأعلى قادرا على إغلاق أى وسيلة إعلامية فى أى لحظة، حتى لو كانت المخالفة شديدة التفاهة!
ثم إن ما يمكن وصفه بالإعلام المعارض لم يعد موجودا فى مصر الآن، لأسباب يطول شرحها، وبالتالى فالسؤال الموجه لمن يقف وراء هذه اللائحة هو الآتى:
ألم يخطر فى بالكم أن تطبيقها سينسف ما بقى من مصداقية قليلة لوسائل الإعلام الموجودة على الساحة؟!
وإذا تم تطبيق اللائحة، وهبط توزيع ومشاهدة وسائل الإعلام، فكيف ستصل وجهة نظر الحكومة إلى الناس؟!
ظنى الشخصى ــ وأرجو أن أكون مخطئا ــ أن تطبيق هذه اللائحة هو أفضل هدية تقدمها الحكومة إلى وسائل الإعلام الإخوانية التى تبث من الخارج، والتى صار مجال عملها الأساسى هو اللعب فقط على أخطاء الحكومة حتى لو كانت صغيرة، وعدم وجود أى هامش للحريات فى معظم اعلام الداخل!
ألم يفكر واضعو اللائحة فى تأثير هذه اللائحة مثلا على انتخابات نقابة الصحفيين المفترض أن تجرى فى مارس المقبل؟!
لو كنت مكان الحكومة لعملت على زيادة هامش الحرية لوسائل الإعلام، حتى تتمكن من استعادة القراء والمشاهدين الذين هجروها، بدلا من العكس.
أتمنى أن يعيد الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد وبقية الزملاء والأساتذة فى المجلس الأعلى للإعلام النظر فى اللائحة، وأن يقنعوا الحكومة بأن ضررها أكثر من نفعها. أما إذا كان هناك إصرار عليها، فالمفترض أن تأخذوا بملاحظات وتعديلات نقابة الصحفيين وتحذفوا كل المواد والبنود المطاطة منها.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين إعادة النظر فى لائحة جزاءات الإعلاميين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen