آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع؟

اليمن اليوم-

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع

بقلم - عماد الدين حسين

فى بداية كلمة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو لمصر والمنطقة العربية التى ألقاها فى مقر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عصر يوم الخميس الماضى قال نصا: «سأكون صريحا ومباشرا اليوم: إن أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط».

فى تقديرى ــ وأظن فى تقدير كثيرين ــ أن هذا القول ينبغى أن يخضع لنقاش عميق، حتى تكون الصورة صحيحة.
كان يمكن تقبل هذا القول على مضض فى أى وقت، غير هذا الوقت الذى يدير فيه الولايات المتحدة الرئيس الحالى دونالد ترامب.
تحدثت بالأمس عن الترجمة السياسية لخطاب بومبيو، فيما يتعلق بالمنطقة، واليوم أناقش فكرة «قوة الخير الأمريكية».
من سوء حظ بومبيو أن غالبية كلمات وتعبيرات وتويتات وتصريحات رئيسه ترامب، تصطدم تماما مع ما قاله بأن بلاده هى قوة للخير فى الشرق الأوسط.
وحتى يكون كلامى واضحا، فأنا أفرق تماما بين سياسات وأفعال وشعارات إدارة ترامب وبين أمريكا كدولة ومجتمع.
قوة الخير الأمريكية موجودة وحاضرة فى مجالات كثيرة، ومنها الجامعة الأمريكية بالقاهرة التى مر على تأسيسها مائة عام. وقوتها الخيِّرة موجودة فى الجامعات ومراكز الأبحاث الكثيرة، التى تقدم للإنسانية أفكارا واختراعات متعددة.
هى موجودة فى التكنولوجيا، التى قلبت حياة العالم رأسا على عقب، وموجودة فى هوليوود وقوتها الناعمة، بل موجودة فى المطاعم وآخر صيحات الموضة، ومجالات أخرى كثيرة.
هذا ما يخص أمريكا الدولة والمجتمع، التى يقصدها ملايين الناس، ويتمنون السفر إليها، أو الدراسة والإقامة فيها، بل يضبط البعض مواعيد ولادة أطفالهم هناك، ليحصلوا على جنسيتها أو حتى الإقامة، وأحيانا يتمنون مجرد زيارتها، ليقولوا: «لقد زرنا أمريكا».
لكن سياسات وتصريحات ترامب وإدارته، مختلفة ومتصادمة مع غالبية القيم والأفكار والاتجاهات السابقة. ومن سوء حظ بومبيو أن ترامب وقبل أقل من أسبوع، أعلن فى تبرير قراره بالانسحاب من سوريا أنها «أرض الرمل والموت، وليس أرض الثروات الضخمة».
ومنذ بداية حملته الانتخابية فإن إحدى صفات ترامب أنه صريح حد الصدمة، والرجل لا يخفى أفكاره، وخلال عامين كاملين، أو ربما أكثر فقد رفع ترامب شعار: نحن موجودون فى أى مكان بالعالم لمن يدفع لنا، لدرجة أن البعض اعتبر هذا الأمر يحول القوات الأمريكية إلى مرتزقة.
قبل شهور أعلن ترامب أنه سوف ينسحب من سوريا وحينما أعلنت السعودية معارضتها لهذه الخطوة، قال لهم: «إذا عليكم أن تدفعوا مقابل بقائنا فى سوريا»!!!.
وفى أوائل أكتوبر الماضى كان ترامب فى غاية السفور وهو يطلب من السعودية أن تدفع مقابل حمايتها، وقال وقتها تعبيرا صدم كثيرين: «قلت صراحة للملك سلمان إنه لن يظل فى الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكى لذلك عليك أن تدفع».
ما فعله ترامب مع السعودية، لم يكن خاصا بها فقط، بل كرره مع كثيرين. هو هدد حلف الأطلنطى بأن عليه أن يتحمل عبئا ماليا أكبر. هو أيضا طالب اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا، بأن تدفع أكثر مقابل الحماية العسكرية الأمريكية.
إذا علينا أن نفرق كثيرا بين قوة الخير الأمريكية المتمثلة فى المجتمع الأمريكى، وسياسات إدارة ترامب، التى تتعامل بأن كل شىء ينبغى أن يتحول إلى سلعة، لها ثمن محدد ينبغى أن يتم دفعه.
سيقول البعض أن إدارة ترامب لها مبادئ يمينية، وداعمة لإسرائيل، وضد المهاجرين. نعم هذا صحيح، لكنها وهى تتعامل مع منطقتنا، لا ترى فيها إلا إسرائيل وثروات ضخمة لا يستحقها أصحابها!!!، ونقل ترامب سفارته للقدس العربية المحتلة ودعم الكيان الصهيونى من دون حدود، ويريدنا أن نتقاتل مع إيران على أسس طائفية فقط، بما لا يفيد إلا تل أبيب.
مرة أخرى أمريكا قوة للخير فى العديد من المجالات العلمية والطبية والفنية والتكنولوجية، لكن فيما يتعلق بسياسات ترامب فى منطقتنا فهى موجهة لخدمة إسرائيل أولا ولمن يدفع مقابل الخدمة ثانيا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع قوة ترامب الأمريكية للخير أم لمن يدفع



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen