آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أزمة الصحافة ليست اقتصادية فقط

اليمن اليوم-

أزمة الصحافة ليست اقتصادية فقط

بقلم - عماد الدين حسين

مؤسسة أخبار اليوم اتخذت قرارا صحيحا قبل أيام بزيادة أسعار الإصدارات المتخصصة مثل آخر ساعة وأخبار النجوم وفارس واللواء الإسلامى وأخبار السيارات وأخبار الأدب، ابتداء من ٩ فبراير الحالى. والمفترض أن تتخذ مؤسستا الأهرام ودار التحرير قرارات مماثلة برفع أسعار الإصدارات ما عدا العدد اليومى، طبقا لما نشره الزميل محمد السيد فى صحيفة «اليوم السابع» السبت قبل الماضى.
هذا القرار تأخر كثيرا، وكان ينبغى أن تتخذه كل الصحف والمجلات منذ سنوات. وقبل ستة شهور وبالتحديد فى ٦ أغسطس الماضى حينما اتفق رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية والقومية والمستقلة والخاصة، على رفع أسعار الإصدارات الصحفية.
السبب الذى دفعهم لاتخاذ هذا القرار، هو ارتفاع أسعار مستلزمات الطباعة، خصوصا الورق بنسبة تجاوزت ٤٥٪، بعد أن تضاعفت بنسبة ١٠٠٪ فى نوفمبر ٢٠١٦ عقب قرار تعويم الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية.
قرار رفع أسعار الصحف «دواء مر لابد منه»، حسب وصف نقب الصحفيين عبدالمحسن سلامة. 
ولكن السؤال لماذا تتردد المؤسسات الصحفية فى اتخاذ قرار رفع الأسعار كل هذا الوقت؟!
الإجابة ببساطة لأن الدراسات والتقديرات، تقول إن قرار رفع الأسعار سوف يؤدى بصورة آلية إلى تخفيض نسبة التوزيع، التى هى منخفضة أصلا!.
الصحف المصرية كانت توزع أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون نسخة يوميا فى الأول من فبراير ١٩٧٤، وهو اليوم الذى ترك فيه الراحل الكبير محمد حسنين هيكل مؤسسة الأهرام، بعد خلافه الشهير مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات.
الآن فإن أكثر التقديرات تفاؤلا تقول إن إجمالى توزيع الصحف اليومية المصرية لا يتجاوز ٤٠٠ ألف نسخة.
الأسباب لذلك متعددة، وكثيرون خاضوا فيها، وليست موضوعنا الرئيسى اليوم. لكن السؤال، إذا لم تبادر المؤسسات لرفع أسعار الصحف، فمن الذى يتحمل «فاتورة الخسائر المتلتلة»؟.. الإجابة ببساطة هى المواطن الغلبان دافع الضرائب!! 
المؤسسات الصحفية جميعها، خصوصا القومية تخسر خسائر فادحة، وتقترض من الحكومة، هذه الخسائر تتراكم عاما بعد عام بالمليارات ولا أحد يعرف كيف سيتم سدادها؟!
استمرار الأمور بهذه الطريقة مستحيل تماما خصوصا أن الهدف الرئيسى لوسائل الإعلام القومية أو الحكومية هو الترويج لانجازات الدولة والحكومة وعرض كل وجهات نظر المجتمع نظريا. لو أن الناس أو القراء انصرفوا عن قراءة الصحف القومية، أو لم يشاهدوا برامج التليفزيون الرسمى، فكيف ستصل وجهة نظر الحكومة والدولة فى القضايا المختلفة، وكيف سيقنعون الجماهير بما يرونه من سياسات؟!
إذا الأصل فى الأشياء، ليس فقط إصلاح الأحوال المالية، وهو أمر مهم جدا، ولكن مناقشة القضية الأصلية، وهى كيف يمكن لوسائل الإعلام عموما والقومية خصوصا أن تكون مؤثرة وتصل إلى الناس أو غالبيتهم؟!
لا أعتقد أن الصحافة المصرية، خصوصا القومية، يمكن أن تخرج من أزمتها الراهنة، قبل وقف نزيف الخسائر المتوالية وإعادة النظر فى مجمل ما يحدث داخلها خصوصا ما يراه البعض بذخا لا يتماشى مع الظروف الحالية.
لا يمكن الدفاع عن صرف أرباح لمؤسسات تسجل خسائر متوالية، والمنطق أن يتم إقناع العاملين بهذه المؤسسات أن الأرباح مرتبطة بمكاسب المؤسسة وإصداراتها. سيرد العاملون ردا منطقيا ويقولون، ولكننا غير ممكنين من العمل بحريتنا واتباع سياسات تحريرية تجعلنا نحقق مكاسب؟! وهذا رد صحيح إلى حد كبير، وبالتالى فالإصلاح الاقتصادى لهذه المؤسسات، لابد أن يرتبط بإصلاح فى السياسات التحريرية.
على الحكومة أن تؤمن وتصدق أن الحريات أو على الاقل هامش كبير منها، أمر لابد منه لكى يكون لديها وسائل إعلام يقبل الناس على قراءتها أو مشاهدتها.
تحويل وسائل الإعلام إلى نسخة واحدة، ستدفع ثمنه الحكومة أولا، ومعها كل المجتمع، وسيجعل القراء والمشاهدين، ينصرفون عن هذه الصحف والفضائيات إلى وسائل أخرى قد لا تكون صديقة، بل مترصدة ومتربصة ومعادية.
أزمة وسائل الإعلام المصرية ليست اقتصادية فقط، بل هى فى الأساس أزمة محتوى وافتقاد للحرية، وفى اللحظة التى يرتفع فيها هامش الحرية، فهى قادرة على المنافسة والانتشار بل وتحقيق الأرباح.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الصحافة ليست اقتصادية فقط أزمة الصحافة ليست اقتصادية فقط



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 14:29 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"مرسيدس" تطلق النموذج الجديد كليا من "GL"

GMT 14:17 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

الفساد .. بحر أم مطر؟

GMT 02:35 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

هواتف أيفون 2018 ستأتي بأسعار أعلى من المتوقع

GMT 18:15 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

خادم الحرمين الشريفين يزور جامع الأزهر

GMT 16:19 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تويوتا وبيجو يفسخان عقدهما لإنتاج السيارات الصغيرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen