آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الصوب الزراعية.. جدوى اقتصادية أم اجتماعية؟

اليمن اليوم-

الصوب الزراعية جدوى اقتصادية أم اجتماعية

بقلم - عماد الدين حسين

يسأل البعض سؤالا منطقيا: إذا كانت الصوبة الزراعية توفر ٤٠٪ من المياه وتتيح أحيانا انتاج أربعة أو خمسة أضعاف نظيرتها من الزراعات المكشوفة.. فلماذا لا نزرع كل أرضنا صوبا حتى يتضاعف إنتاجنا الزراعى أربعة بنفس النسبة؟!
الإجابة ببساطة هى التكلفة العالية جدا للصوب مقارنة بالزراعة العادية، بل هناك أنواع مختلفة من الصوب طبقا لنوع التقنية المستخدمة فيها، بما يجعل تحويل كل الزراعات إلى صوب مكلفا جدا وغير اقتصادى.
صباح السبت الماضى، وقبل دخول قاعة الاحتفالات بافتتاح عدة مشروعات للصوب الزراعية فى العاشر من رمضان، جلست مع بعض خبراء الصوب، وفهمت منهم إلى حد ما بعض التفاصيل.
المزارع المصرى التقليدى يمكن أن يزرع فدانا بالخيار مثلا، ولا يتكلف ذلك أكثر من عشر آلاف جنيه فى العام، على اعتبار ان زرعة الخيار الواحدة تستغرق ثلاثة اشهر وتتكلف 3 الاف جنيه تقريبا، فى حين أن تكلفة زراعة صوبة بنفس المساحة أى فدان، فتتراوح ما بين ١٧٠ ألف جنيه إلى أكثر من مليون ونصف المليون جنيه.
لا أقصد بالطبع أن كل فدان صوب يتكلف هذا المبلغ، لكن المقصود هو تجهيز الصوبة حتى تبدأ الإنتاج لعدة سنوات قد تصل إلى ١٢ أو ١٥ عاما.
الفلاح العادى يزرع أرضه ويتوقف الإنتاج على العديد من العوامل أهمها المناخ من رياح وأمطار، فى حين أن صاحب الصوبة يمكنه التحكم فى كل شىء بحيث يخرج الإنتاج مضمونا ومتشابها فى كل شىء بما فيها الشكل والطول والحجم.
لكن الصوبة تتميز فى الأساس أنك تستطيع أن تزرع فيها الخضراوات فى كل أوقات السنة، وليس فقط وقت العروة والاهم ان انتاجها اكبر كثيرا من الزراعة العادية.
فى أوروبا توجد العديد من أنواع الصوب، بما فيها الزجاجية والمخصصة للجو شديد البرودة، لكنها مكلفة جدا.
بعض رجال الأعمال المصريين الذين يزرعون الصوب من أجل التصدير، ويريدون بالطبع تحقيق الأرباح، فإن تكلفة تأسيس الصوبة قد لا تزيد عن ١٧٠ ألف جنيه، لكن مستلزماتها تكون فى الأساس من الخشب والبلاستيك، أما إذا أراد أن يكون المحصول توت أحمر مثلا فإن التكلفة قد ترتفع إلى ٢٥٠ ألف جنيه، وهذه الصوبة تظل تقدم إنتاجا لمدة عشر سنوات.
فى المقابل فإن الصوبة التى تؤسسها الدولة هذه الأيام عالية التقنية، وتستخدم أحدث أنواع التكنولوجيا، وبالتالى تستمر سنوات أطول أولا، وثانيا يكون إنتاجها أعلى وبشكل أفضل.
هذا النوع الحديث لا يمكن لمستثمر فرد خصوصا إذا كان صغيرا أو متوسطا أن يتحمله. ليس فقط لأنه أغلى، ولكن لسبب جوهرى أن تغطيته للتكلفة الأصلية تستغرق وقتا، بل ربما لا تحقق ربحا ولذلك، فإن الدولة أو بعض مؤسساتها هى التى تتحملها، على أساس انها لا تهدف للربح فقط بل لديها نظرة وفلسفة اجتماعية وسياسية، أكثر منها جدوى اقتصادية. بعض أنواع الصوب الحديثة يمكن أن تصل تكلفتها إلى مليون وربما مليون ونصف المليون جنيه.
حينما تكون مستثمرا فردا أو شركة خاصة، فإنك تكون متفقا على بيع محصولك قبل أن تزرعه، لأنه لا يعقل أن تزرع ثم تحصد، وبعدها تبحث عمن يشترى من تجار الجملة، ولا يعقل أن تنزل لتبيع محصولك مباشرة فى السوق.
الرئيس السيسى قال خلال إحدى مداخلاته صباح السبت الماضى: «انتم عارفين تكلفة الصوب دى كام.. فلوس كثيرة».
الرئيس لم يذكر رقما محددا، لكن كان أكثر تحديدا حينما تحدث عن الهدف الرئيسى من وراء زراعة هذه الصوب، وهى سد حاجة السوق ثم التصدير، وتشغيل أكثر من ٢٠٠ ألف شخص، وأن يأكل المصريون خضراوات طبيعية «اورجانيك».. وكل هذه الأهداف لا تتوقف فقط عند الجدوى الاقتصادية، بل تسعى لتحقيق أهداف اجتماعية أولا.
ما فهمته يوم السبت الماضى أن الصوب لم تعد مجرد زراعة فقط، هى صناعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وبالتالى فما المانع أن نحقق أهدافا اجتماعية لكن فى ظل جدوى اقتصادية أيضا؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوب الزراعية جدوى اقتصادية أم اجتماعية الصوب الزراعية جدوى اقتصادية أم اجتماعية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها

GMT 19:47 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الخام الأميركي يسجل ذروته في 4 سنوات قبل عقوبات على إيران

GMT 17:49 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

قذيفة من ديانج مرت بجوار قائم مرمى الزمالك

GMT 17:23 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تنفي دعوة مصر لاجتماع طارئ لها مع فتح في القاهرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen