بقلم - فاروق جويدة
زيارة الأيام الثلاثة للرئيس إلى موسكو أضافت بُعداً إيجابياً إلى علاقات البلدين، واتفاق الشراكة الكاملة الذى جرى توقيعه خلال الزيارة بين الرئيسين ينقل العلاقة بيننا وبين الروس إلى منطقة أخرى، والحفاوة بالزيارة على مستوى الرئاسة الروسية، وعلى غيرها من المستويات، تقول إنهم فى العاصمة الروسية يعرفون قدر بلدنا فى منطقته، وقدرته على التأثير فى محيطه الممتد!
وقد لفت الانتباه إلى أن الرئيس الروسى بوتين قال صراحةً إن سياحة بلاده سوف تعود إلى شرم الشيخ قريباً، بما يعنى أن الموضوع يحظى باهتمام على مستوى رئاسى هناك، وأن لدينا وعداً من أعلى سلطة فى روسيا بأن السياح الروس سوف يكونون فى شرم كما كانوا من قبل، وربما أكثر، وأن هذا على حد تعبير الرئيس الروسى ذاته سيكون قريباً!
ولكن قريباً هذه متى ستكون؟!.. هذا هو السؤال، وهذا هو الذى أتصور أنه فى حاجة الى جهد مُضاعف خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لا الشهور، من جانب وزارتى السياحة والخارجية على وجه التحديد، ثم من جانب غيرهما من أجهزة الدولة المختصة!.
جهد يتولى سريعاً ترجمة وعد بوتين على الأرض، ويضمن أن تكون «قريباً» التى تعهد هو بها، قريباً فعلاً، وبالمعنى الحرفى للكلمة!.
إن السياحة فى شرم تعانى منذ حادث طائرة سيناء، الذى وقع فى مثل هذا الشهر قبل ثلاث سنوات، كما لم يحدث أن عانت من قبل، ومعاناة السياحة فى مدينة السلام تعنى بالضرورة معاناة مستثمرين أنفقوا المليارات، لا الملايين، ولم يكن يخطر ببالهم أن يحدث ما حدث، ثم تعنى قبل المستثمرين، معاناة بيوت بكاملها تعيش على دخل أصحابها من رواج السياحة فى جنوب سيناء عموماً، وفى شرم بالذات!.
والهدف من وراء الجهد الذى أشير إليه على مستوى الوزارتين، وعلى مستوى غيرهما، ألا تتحول قريباً التى قالها الرئيس الروسى.. مع مرور الوقت.. إلى قريباً التى كنا نسمعها مراراً من إدارة الرئيس الأمريكى أوباما، أيام موضوع طائرات الأباتشى الشهير.. فلقد كانت الطائرات قد ذهبت الى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، من أجل إجراء الصيانة المطلوبة.. ولكن.. لغرض ما، فى نفس أوباما، احتجزها لديه، وظللنا نسمع كلمة قريباً من إدارته، كلما سألنا عن موعد عودة طائراتنا.. ظللنا نسمعها طويلاً، وكان سبب التلكؤ واضحاً جداً.. أما فى حالة تلكؤ عودة السياحة الروسية إلى شرم فلا يوجد سبب واضح على الإطلاق!.
نحن نصدق الرئيس بوتين عندما يقول قريباً، ولكننا لا نريدها ولا نتوقعها أن تكون على الطريقة الأمريكية فى ملف طائرات الأباتشى!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك