بقلم-سليمان جودة
كالعادة أعلنت مجلة فوربس الأمريكية قائمة جديدة تضم أغنى الناس فى العالم، وليست فى القائمة مفاجآت من النوع الثقيل، فالرجل الذى كان الأغنى فى قائمة العام الماضى، لايزال يحافظ على فلوسه، وبالتالى على ترتيبه بين أسماء غنية كثيرة من شتى أنحاء الأرض!هذا الرجل اسمه جيف بيزوس، وهو مؤسس موقع أمازون الشهير للتجارة الإلكترونية، وثروته وصلت إلى ١٣١ مليار دولار، وإذا أردت أن تتبين حجم ثروته الحقيقى، فعليك أن تكتب الرقم وأمامه تسعة أصفار، وبالعربى الفصيح تصل ثروة بيزوس إلى ١٣١ ألف مليون دولار!وفى سنين سابقة كان بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، يجلس مطمئناً على رأس القائمة لأعوام متتالية، ولكن بيزوس جاءه من حيث لا يدرى فأزاحه وجلس فى مكانه، ومن الواضح أنه يريد الجلوس طويلاً، والله وحده أعلم بالحجم الذى سيكون عليه الرقم فى مثل هذه الأيام من العام القادم.. ولكن.. بما أن ثروته زادت فى السنة المنقضية وحدها ١٩ ألف مليون دولار، فهذا فى حد ذاته مؤشر على حجم الزيادة فى السنة الجديدة!ولكن جيتس، الذى أسس شركة مايكروسوفت، يقف فى الترتيب الثانى مباشرةً، بثروة وصلت إلى ٩٦ ملياراً ونصف المليار دولار، وربما كان انشغاله مع زوجته مليندا بالمشروعات الخيرية حول العالم، هو الذى عطله عن الحفاظ على مكانه على رأس القمة، فهو مشغول مع زوجته بالإنفاق الخيرى على مشروعات صحية وتعليمية فى بلاد كثيرة، وبالذات فى أفريقيا، وهو يقدم الصحة من حيث الأولوية على التعليم، ويؤكد دائماً أن التعليم يجب أن يأتى بعدها، لا قبلها، ولسان حاله يقول عبارة نحفظها ونرددها، ثم لا نعمل بها.. العبارة تقول: العقل السليم فى الجسم السليم!يعنى من غير صحة، لا مكان للعقل الواعى الذى هو أساس أى عملية تعليمية ناجحة.. فهذا ما يتكلم عنه جيتس باستمرار، وفى منتدى دافوس فى سويسرا يناير الماضى، راح يؤكده من جديد للذين يعنيهم الأمر!وفى سنوات سابقة كان الملياردير وارين بافيت، هو شريك جيتس فى أعمال الخير، وكانا معاً فى القائمة وفى مشروعات ناجحة تقاوم المرض فى أكثر من مكان، ولكن المفاجأة فى القائمة الجديدة أن ثروة بافيت تناقصت فجأة، وبعد أن كان فى جيبه ٨٤ مليار دولار، تراجعت الثروة بمقدار مليار ونصف المليار!إننى أتخيله مهموماً يبحث عن السبب، وينهمك فى الشخبطة على ورقة أمامه ولا يأتيه النوم، وأتصوره وقد جلس واضعاً يده على خده، يخشى المستقبل ويفكر فى الطريقة التى سيعيش بها غداً وبعد الغد، إذا كان مجمل ما فى جيبه هو ٨٢ ملياراً ونصف المليار دولار فقط.. مسكين.. تبرعوا لوارين بافيت!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك