آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

اغتيال حديقة عامة!

اليمن اليوم-

اغتيال حديقة عامة

بقلم-سليمان جودة

أشعر فى الكثير من الأحيان بأن يداً خفية تبحث فى البلد عما هو جميل، ولا يهدأ لها بال حتى تهيل فوقه التراب.. وإلا.. فما معنى أن تهجم إحدى شركات الإسكان التابعة للقطاع العام على حديقة البرج فى المعادى فتقتلع أشجارها ونخيلها، تمهيداً لإقامة مول فوق أنقاضها؟!.إن ما حدث من جانب الشركة فى حق أبناء المعادى هو ضد ما يقوم به رئيس الجمهورية فى هذا الشأن على طول الخط وعرض الخط أيضاً.. فالرئيس يتبنى مبادرة ترفع شعار «حياة كريمة».. ولابد أن معنى الحياة الكريمة التى تقصدها المبادرة وتسعى إليها، ليس فقط أن يأكل المواطن، أو أن يشرب، ولكن معناها بالتأكيد أن يجد هذا المواطن هواء نقياً يتنفسه، ولن يتاح الهواء من هذه النوعية إلا فى حديقة عامة، من نوع ما قامت بلدوزرات الشركة بتسويتها بالأرض!.والرئيس لا يتوانى عن حضور المناسبات العامة الخاصة بالبيئة، ولا عن دعمها بكل ما هو ممكن، فإذا جاءت شركة لتفسد هذا كله، فليس أقل من وقفها على الفور عما تفعله، وليس أقل من إعادة الشىء فى الحديقة إلى أصله، وليس أقل من رد الاعتبار لكل واحد من أبناء الحى الهادئ، الذى من حق أبنائه على الدولة أن يظل هادئاً، وألا تسمح هناك بأى تخريب من نوع ما جرى!.إننى أتكلم عن قضية أعم من الحديقة المعنية، هى حق كل مواطن فى أن تُتاح له بيئة نظيفة فى كل مكان، ولا أتحدث فقط عن حى المعادى، أو عن حى الزمالك، أو حتى عن مدينة المنصورة التى اشتهرت بأنها عروس الدلتا، ولم تكن تتحسب لوجود مصنع سماد طلخا بالقرب منها، الأمر الذى لوث كل شىء فى حياة الناس، وهو ما أشرت إليه فى هذا المكان قبل أيام، وأعيد الإشارة إليه من جديد لعل وعسى!.وأفعل ذلك لأن على المحافظ كمال شاروبيم أن يتحرك هناك، وأن يبحث للناس فى المنصورة وضواحيها عن حل، فهذه مهمته، وهذه مسؤوليته، وليس من المقبول أن يترك المشكلة حتى تتضخم وتصل إلى باب الرئيس من خلال استغاثات عاجلة!.

ولا يجوز أن تكون قضية الحديقة العامة التى جرى ويجرى اغتيالها فى المعادى، على مسافة أمتار من مكتب الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ثم يبحث المتضررون عن الوزيرة، فلا يجدونها، وينتظرون موقفاً مسانداً من جانبها، فلا يعثرون لها على أثر!!.إذا لم تنتصر الوزيرة فؤاد لكل قضية بيئية ذات صلة مباشرة بالصحة العامة، وإذا لم تقف إلى جوار أبناء الحى، وغير أبناء الحى فى القضايا المماثلة، فمن سوف ينتصر، ومن سوف يقف؟!.. اغتيال أى مساحة خضراء هو اعتداء على روح الإنسان لا يليق السكوت عليه!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال حديقة عامة اغتيال حديقة عامة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen