آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ربما تصل من مهاتير!

اليمن اليوم-

ربما تصل من مهاتير

بقلم - سليمان جودة

 
لا يملك المرء إلا أن يرسل تحية إلى مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا، ليس على أنه صنع مكانة لبلاده على الخريطة بين الأمم، ولا على أنه رفض منذ وقت مبكر إغراءات الصندوق والبنك، وأدرك خطورة السير وراءهما.. فهذه تحية مفروغ منها.. ولكن التحية على المنطق المتماسك الذى اعتمد عليه، وهو يدير معركته الكلامية هذه الأيام، مع جوش فريندنبرج، وزير خارجية أستراليا!

فالأنباء كانت قد تناثرت عن رغبة لدى الحكومة الأسترالية، فى نقل سفارتها فى إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، جرياً ربما وراء الولايات المتحدة الأمريكية التى نقلت سفارتها ١٥ مايو الماضى!.. والقصة كانت قد بدأت الثلاثاء ١٦ أكتوبر عندما أعلن سكوت ماريسون، رئيس وزراء أستراليا، انفتاح بلاده على فكرة الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.. وهو كلام معناه أن الخطوة التالية ستكون نقل السفارة!

يومها ساد غضب واسع بين السفراء العرب لدى أستراليا، وأرسلوا خطاباً ساخطاً إلى الخارجية الأسترالية، وكان الخطاب يحمل توقيع ١٣ سفيراً عربياً!

ولكن يبدو أن خطاباً يحمل هذا العدد من التوقيعات لم يكن كافياً، فعاد فريندنبرج إلى إثارة القضية من جديد، متهماً رئيس الوزراء الماليزى بأن تاريخه يشهد بعدائه الممتد مع اليهود، وبأنه كان يصفهم دائماً بأنهم من أصحاب الأنوف المعقوفة!

ولكن رد مهاتير كان أقوى، لأنه راح يعيد تذكير الوزير الأسترالى بأن على الذين يقولون إنهم يقفون ضد الإرهاب فى العالم، أن يتعاملوا مع أسبابه، وأن ينتبهوا إلى أن إضافة سبب قوى لهذه الأسباب، لن تكون مسألة مفيدة فى كل الأحوال!

ويريد صاحب النهضة الماليزية الحديثة أن يقول، فى أبسط الكلمات، إن اندفاع أى دولة وراء واشنطن فى طريق الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، أو فى طريق نقل أى سفارة من تل أبيب إليها، سوف لا يزيد كل فلسطينى إلا شعوراً باليأس، وسوف لا يجعل كل عربى يحس إلا بالإحباط، ومن شأن هذا كله أن يدفع إلى التطرف فى الفكر، ثم إلى العنف فى السلوك فى كل اتجاه!

وهو كلام ليس إنشائياً، ولا يقال على سبيل استهلاك الوقت، لأن دراسات جادة جرت حول شباب ارتكبوا أعمال إرهاب فى أوروبا عموماً، وفى بلجيكا خصوصاً، أشارت إلى أنهم جاءوا من الشرق الأوسط، وأن اندفاعهم إلى ما ارتكبوه كان تحت وطأة الإحساس بأن الغرب، وبالذات الولايات المتحدة ودول كثيرة فى القارة الأوروبية، تستهين بالحق العربى فى قضية فلسطين!

ولكن أحداً فى العاصمة الأمريكية، وفى باقى عواصم أوروبا المنحازة إلى صف إسرائيل، لا يريد أن يتعظ ولا أن يأخذ الدرس.. لا أحد.. وربما تصل «الرسالة» من مهاتير إليهم هذه المرة!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربما تصل من مهاتير ربما تصل من مهاتير



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen