آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

سفيرة بمهمة وزير!

اليمن اليوم-

سفيرة بمهمة وزير

بقلم - سليمان جودة

دعت السيدة إيڤتا شولتسا، سفيرة جمهورية لاتفيا فى القاهرة، إلى احتفال بالعيد الوطنى للجمهورية، ولم تكن المفاجأة فى الحفل أنها أحضرت طباخاً خاصاً من لاتفيا، لإعداد عشاء المدعوين، ولكن المفاجأة كانت أن الحكومة هناك قررت مد خدمة سفيرتها فى مصر، أربع سنوات أخرى.. وعندما سألتُ عن سبب المد تبين لى أنه جديد تماماً، قياساً على الأسباب التى جرت العادة على مد خدمة السفراء على أساسها، فهو سبب اقتصادى بحت، ولا علاقة له بقواعد الدبلوماسية المتعارف عليها!.

وجمهورية لاتفيا.. لمن لا يعرف.. هى واحدة من ١٥ جمهورية استقلت عن الاتحاد السوفيتى السابق، بعد الإعلان عن سقوطه فى ديسمبر ١٩٩١، ولو أنت أحضرت خريطة لدول العالم أمامك فسوف تلمح موقع هذه الجمهورية هناك فى أقصى شمال غرب الاتحاد السابق!.

أما سبب مد خدمة سعادة السفيرة فهو أنها نجحت خلال سنوات قضتها بيننا هنا، فى أن يصبح الميزان التجارى بيننا وبينهم لصالح حكومة بلادها.. والمعنى أن صادراتهم إلينا صارت أكبر من صادراتنا إليهم، وبدرجة ملحوظة جداً!.

وبطبيعة الحال، فالصادرات بين أى بلدين تقع فى نطاق وزارات وأجهزة كثيرة، وهذه الأجهزة والوزارات تظل هى المسؤولة عن صعود مؤشر الصادرات أو تراجعه، ويظل السفراء آخر مَنْ يمكن أن نسألهم، أو نحاسبهم عن مثل هذا الملف.. ولكن تجربة لاتفيا فى المقابل تضع تقاليد جديدة فى ترقية ونقل السفراء، وهى تقاليد جادة للغاية كما ترى، كما أنها جديرة بأن نتأملها، وندرسها، لنستفيد منها.. إذا شئنا!.

مما يرويه محمد إبراهيم كامل فى مذكراته، أنه لما تقدم باستقالته من منصب وزير الخارجية إلى الرئيس السادات فى أثناء مفاوضات كامب ديفيد، التى جرت فى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٨، طلب منه الرئيس أن يختار عاصمة أوروبية ليذهب سفيراً لنا فيها.. وتفهم من رواية الوزير كامل للواقعة أن المطلوب منه وقتها كان أن يطير إلى العاصمة التى سيختارها ليستريح، إذا كان التفاوض مع الإسرائيليين قد أرهقه!.

وكان كامل قد رفض العرض.. ولكن السبب الذى كان سيذهب من أجله سفيراً، يختلف تماماً عن السبب الذى دفع حكومة لاتفيا إلى التجديد لسفيرتها!.. إن دولة مثل لاتفيا تتطلع، وهى تعيد بناء نفسها، إلى العمل الدبلوماسى، ثم إلى وجود سفراء لها خارج حدودها، من منظور مختلف كلياً!.. إنه منظور يبدو وكأنه تجديد غير مسبوق، ثم تبدو هى كدولة وكأنها تريد أن تقول إنها تتعامل مع كل سفير لها فى أى عاصمة، باعتباره وزيراً للتجارة الخارجية فى مكانه، قبل أن يكون سفيراً يمثل رئيس بلده فى الخارج!.

ما رأى الوزير سامح شكرى.. وما رأى باقى مسؤولينا الذين يعنيهم أمر الميزان التجارى لنا مع كل دولة، وأيضاً ما رأى سفرائنا فى العواصم المهمة؟!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سفيرة بمهمة وزير سفيرة بمهمة وزير



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen