بقلم-سليمان جودة
أرى الحملة التي يتعرض لها الدكتور طارق شوقى هذه الأيام حملة ظالمة للرجل، رغم اختلافى معه منذ البداية حول المدخل الذي يراه إلى إصلاح التعليم.. فمن حقه كوزير مسؤول عن التعليم قبل الجامعى أن يختار مدخل الإصلاح الذي يراه أجدى في الوصول للهدف!
وقد بدت وزارة الاتصالات، في تصريح صدر عن مسؤول فيها، لم يشأ أن يذكر اسمه، وكأنها تريد غسل يديها مما يخصها في أزمة العطل المفاجئ، الذي أصاب أجهزة التابلت في أيدى طلاب الثانوى، ثم بدت كذلك وكأنها لا تريد أن تتحمل نصيبًا من المسؤولية في القضية، رغم أنها قضية فنية في الأساس!
ولم يكن لائقًا أن نسمع من المصدر إياه أن دور وزارته اقتصر على توفير البنية التحتية لشبكات الاتصالات وشريحة الإنترنت، وأنها.. أي وزارة الاتصالات.. لم يكن لها أي دور في وضع المواصفات الخاصة بالتابلت، ولا في إمكانياته.. هذا ما قيل على لسان المصدر، الذي وضع قناعًا على وجهه وهو يتكلم، ولم يكشف عن اسمه ولا عن موقعه في الوزارة.. وهو كلام يشير إلى رغبة في التنصل من أي مسؤولية، ويشير إلى رغبة في أن يتحملها الوزير شوقى وحده، وكأنه هو وزير الاتصالات لا المهندس عمرو طلعت!
وفى كل الأحوال، بدا العطل الذي فاجأ الأجهزة، دون سبب مفهوم حتى الآن، وأدى إلى تأجيل الامتحانات، وكأنه فرصة لاحت بعد طول انتظار، لتحويل الدكتور طارق إلى لوحة من لوحات التنشين.. وقد جرى ولايزال يجرى تسجيل الأهداف فيها على حسابه، ولم يكن ذلك فقط من جانب الخصوم، الذين كانوا يتربصون به منذ اللحظة الأولى، ولكن كان أيضًا من داخل الحكومة نفسها، وكان تصريح مصدر وزارة الاتصالات أوضح دليل!
وكان الأوفق أن تتحدث «الاتصالات» من خلال لغة أخرى، في سبيل أن يهدأ الطقس العام بين الطلاب والأهالى، كأن تبادر وتقول.. مثلًا.. إن مسألة عطل الأجهزة مسألة فنية، لا تعليمية، وإنها قادرة مع «التعليم» على الوصول فيها إلى حل، وإن ذلك سيكون سريعًا، وإن على الطلاب وأولياء أمورهم أن يطمئنوا من هذه الناحية، وإنه لا خطر على مستقبل الطلاب في هذا الأمر!
ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث بكل أسف!
إننى أعرف أن النظام التعليمى الذي يتبناه الوزير شوقى اختيار دولة بمثل ما هو قناعة منه كوزير، والرجل يبدى رغبته مرارًا في أن نعطيه الفرصة ليطبق ما يراه وتسانده فيه الدولة.. ومن حقه أن يحصل على هذه الفرصة، ثم نحاسبه بعدها.. لا قبلها!
وفى هذا الإطار، فإن عطلًا من نوع ما وقع ليس آخر الدنيا، لأن هذه بالكاد سنة أولى تابلت!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك