آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

وزير مصرى يهودى!

اليمن اليوم-

وزير مصرى يهودى

بقلم - سليمان جودة

فاجأ الرئيس كثيرين فى منتدى شباب العالم فى شرم عندما قال ما معناه أن مصر لم تكن لتتأخر عن بناء معابد لليهود من أبنائها، لو أنهم كانوا لا يزالون موجودين فيها إلى اليوم!.

والمعنى أن مصر كانت مدى تاريخها قادرة على استيعاب الجميع، وكانت قادرة على احتواء الكل، وكانت مصرية أبنائها تعلو على كل ما عداها، وكانت.. ولا تزال طبعاً.. ترحب بمعيشة أى إنسان على أرضها لأنها أرض كفيلة بالقفز فوق عوامل التفرقة والتمييز كلها!.

وكانت العبارة التى أطلقها الرئيس فى المنتدى فرصة متجددة للتأكيد على شيئين اثنين، أولهما أن يهود مصر عاشوا فيها طول عمرها دون مشكلة من أى نوع، والشىء الثانى أن المصريين كانوا دائماً، وبالذات بعد قيام إسرائيل فى 15 مايو 1948، يفرقون بشكل واضح بين اليهودية باعتبارها ديانة سماوية، شأنها شأن الإسلام والمسيحية، وبين الصهيونية بوصفها عقيدة سياسية تستحل الاستيلاء على أرض الغير دون وجه حق!.

وقد كانت السيدة ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية المصرية، أصدق مثال على مدى قدرة هذا البلد على استيعاب ما لا تستوعبه بلاد أخرى، بالكثير من التسامح، والكثير من الانفتاح على مختلف الأفكار، والكثير من قبول الآخر أياً كان، بغير عوائق، ولا قيود، ولا حواجز من أى نوع.. وقد كان أبوها شحاتة هارون كادراً سياسياً كبيراً إلى أن مات يرحمه الله!.

ففى السيرة المكتوبة للسيدة ماجدة أنها تزوجت مسلماً، ثم تزوجت مسيحياً، وكأنها دون قصد كانت تريد أن تقول إنها رأت بعينيها الديانات الثلاث تعيش.. ليس فى بلد واحد.. ولكن تحت سقف بيت واحد!.

والذين قرأوا شيئاً من تاريخ مصر الحديث يعرفون أن اليهود كانوا إلى ما قبل ثورة 1952 موجودين فى الحياة العامة بقوة، وخصوصاً فى المجال الاقتصادى، وأن أحداً لم يسجل عليهم فيما بعد الثورة ميلاً، أو انحيازاً، أو تأييداً لإسرائيل فى احتلالها أرض فلسطين!.

لم يحدث!.

بل إن الكرسى الذى يجلس عليه، اليوم، الوزير العتيد محمد معيط، وزير مالية مصر، كان يجلس عليه ذات يوم يوسف قطاوى باشا، اليهودى المصرى الذى كان أيضاً وزيراً للمواصلات، وكان عضواً فى مجلس النواب، وفى مجلس الشيوخ، وكان واحداً من أعضاء الوفد المصرى الذى راح يفاوض الإنجليز وقتها على الاستقلال والجلاء التام، وكان واحداً من أبناء عائلة قطاوى الكبيرة، ذات النشاط المالى والاقتصادى الواسع فى تلك الأيام!.

مصر كبيرة.. كانت ولا تزال.. وعلى هذا الأساس تتعامل مع الجميع، وتستوعب الجميع، وتستقبل الجميع، دون خشية من شىء!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير مصرى يهودى وزير مصرى يهودى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen