بقلم:سليمان جودة
إذا صح أن السير جيڤرى آدمز، سفير بريطانيا فى القاهرة، كان له دور بالفعل فى قرار عودة السياحة البريطانية إلى مدينة شرم الشيخ، فلابد من كلمة شكر نتوجه بها إليه لأنه قام بما عجز عنه جون كاسن، السفير البريطانى السابق عليه، الذى لم يعجز فقط عن المساعدة فى صدور القرار، ولكنه كان يقف فى طريق صدوره بمعنى من المعانى!
مناسبة هذا الكلام أن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، استقبل السفير «آدمز»، وأشار خلال الاستقبال إلى جهوده فى صدور القرار، بعد غياب للسياحة البريطانية عن المدينة دام أربع سنوات!
وإذا صح أيضًا أن سفيرنا فى لندن، طارق عادل، كان له دور يتوازى مع دور «آدمز»، فلابد كذلك من كلمة تعطيه حقه، لأنه كان هدفًا لانتقاد معلن وقت قرار الخطوط الجوية البريطانية وقف رحلاتها إلى القاهرة أسبوعًا، ولأن فترة وجوده فى العاصمة البريطانية هى عام واحد بالكاد، ولأنه ذهب إليها من الأردن، بينما الملفات هناك فى انتظاره بلا عدد ولا حصر!
وقد أمضى السفير «كاسن» ثلاثة أعوام، من بين أربعة قضاها فى القاهرة، يساوم ويفاصل فى الموضوع، وكنا كلما سألناه عما إذا كان هناك جديد فى الأمر، انشغل وشغلنا معه بأمور عجيبة!.. فكان يستقبل رمضان صبحى مرة، ويحاول الوقوف على الكرة إلى جواره، ثم يستقبل عربة من عربات الفول والطعمية فى حديقة السفارة مرة ثانية، وكان يلتقط الصور فى الحالتين، وفى حالات أخرى مشابهة كثيرة، وكان ينشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، ويظل الجدل دائرًا حولها!
كان هذا يحدث، بينما القضية الأساسية الخاصة بالسياحة البريطانية، المتوقفة وقتها عن المجىء إلى شرم، لا تجد اهتمامًا منه، ولا من حكومته التى خدم معها، سواء كانت حكومة ديفيد كاميرون، التى صدر قرار منع السياحة عن شرم فى عهدها، أو كانت حكومة تريزا ماى، التى واصلت الحظر دون أى مبرر مقنع!
وأغرب ما فى الأمر أن السيدة ماى كانت قد زارت شرم، مدعوة إلى مؤتمر دولى كان منعقدًا فيها، وظهرت وهى تمارس رياضتها المفضلة هناك، ثم عادت إلى بلادها وأبقت الحظر على ما هو عليه!.. ولم تنتبه إلى أنها عمليًا كسرت الحظر، الذى تتمسك به وتتحدث عنه، ولا إلى أن المبررات التى تقولها خلال كل مرة تتلقى فيها سؤالًا عن القضية، إنما هى مبررات واهية تمامًا!
ورغم إيمانى بأن العلاقة بين البلدين تتجاوز فى هذه القضية وفى غيرها مستوى السفير، فإن الواقع يقول إن السفير يمكن أن يكون له دور فى الوصول بها إلى علاقات طبيعية، وقادرة على التخلص مما يمكن أن يعوق حركتها.. والأمل أن يكون «آدمز» هو هذا السفير.. ومعه السفير «عادل»!
أرسل تعليقك