بقلم - سليمان جودة
ذكرت الصحف الصادرة، صباح أمس، أن الدكتور صالح عباس، القائم بأعمال وكيل الأزهر، استقبل وفداً من مجلس شورى مسلمى روسيا، وأن الوفد طلب من الدكتور عباس دعم المسلمين الروس، من خلال أكاديمية مشيخة الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ، وأن القائم بأعمال الوكيل رحب بطلب الوفد، لأن هذا هو دور أكاديمية المشيخة الأصيل الذى تنهض به داخل مصر وخارجها!.
وقبل زيارة الوفد الروسى بيوم واحد، كان الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، قد افتتح أكاديمية الأوقاف لتدريب الدعاة فى مدينة السادس من أكتوبر، بحضور الكثير من العلماء الذين كان الوزير قد دعاهم إلى مؤتمر انعقد فى القاهرة!.
والسؤال الذى سوف تجده أمامك، وأنت تطالع الخبرين فى يومين متتاليين، هو كالآتى: هل كانت عملية تدريب الدعاة فى حاجة إلى أكاديمية جديدة، تتكلف ما تكلفته هذه الأكاديمية الناشئة، أم أن الوزير سارع إلى إنشاء أكاديميته الخاصة، مدفوعاً برغبة قوية عنده فى منافسة الأزهر على القيام بمهمة تقوم بها الأكاديمية الموجودة فعلاً، وتمارس عملها على الأرض، وتقصدها الوفود الخارجية من نوعية الوفد الروسى الزائر، وتجد فيها ما تحتاجه من كوادر وخبرات؟!.
لست ضد أن تكون لوزارة الأوقاف أكاديمية تخصها، بل عشر أكاديميات، بشرط أن نكون فى حاجة فعلية إليها، وأن تكون أكاديمية الأزهر غير كافية للنهوض بمهمة إعداد كل داعية، وكل خطيب، لممارسة الدعوة من فوق منابر المساجد!.
وأعرف أننا فى أشد الحاجة إلى أن يخضع الغالبية ممن يخطبون فى الناس كل يوم جمعة لتدريب جاد، وإعداد طويل، وتأهيل ممتد، فلا نسمع ما نسمعه من وقت لآخر، عن كلام فارغ مرة، وساذج مرةً ثانية، يقال للمواطنين من فوق الكثير من المنابر، ويصدقه البسطاء من المصريين، ويتصرفون على أساس منه فى الحياة اليومية، باعتبار أن ما سمعوه هو الدين، وهو مقاصده العليا، وهو مبادئه الباقية، رغم أن ما قيل على مسمع منهم لا يكون فى أحيان كثيرة من صحيح الدين فى شىء!.
والآن.. لا نعرف بعد افتتاح أكاديمية الأوقاف ما إذا كانت هى التى ستتولى تدريب الدعاة، أم ستتولاه أكاديمية الأزهر، أم ستقوم الأكاديميتان بالمهمة معاً؟!.
المعركة التى يخوضها البلد ضد أفكار التطرف، وضد الفهم الخاطئ لمبادئ الدين، تحتاج إلى أن تكون مؤسساتنا المعنية يداً واحدة، وفى المقدمة منها الأزهر، والأوقاف، والإفتاء، وتحتاج أكثر إلى نوع من التنسيق الحقيقى مع الأزهر بالذات، وتحتاج إلى الرجوع إليه، باعتباره المؤسسة الأم التى تحظى بمصداقية عالية فى نظر كل مسلم.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك